بازگشت

شمولية النظرية الإسلامية


عندما نتحدّث عن حرکة الإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه، وندرس خريطة الحرکة تقف أمامنا مواقع کثيرة مهمّة ذکرت بالروايات المستقبليّة لحرکة الإمام، وأهم تلک المواقع هو العراق، موقع العراق علي خارطة حرکة الإمام، وجدنا أن هذا الموقع أخذ اهتماماً کبيراً بالروايات.

قبل أن نتحدّث عن تفاصيل وجزئيات هذا الموقع الوارد في الروايات الشريفة لابد من الحديث کمقدّمة أولي عن دفع دخل ـ کما يقول العلماء ـ لموضوع الحديث الجغرافي عن المناطق:

إن الفکر الإسلامي يعالج مسألة المکان برؤية فلسفيّة ثورية واقعية، وأثر المکان في حرکة الإنسان، هذا الموضوع من الأهمية والضرورة التي تجعل الباحث أن يتطرق إلي عالمية الإسلام والمفاهيم التي جاء بها کأدليوجية حملها إنسان بدون قيد زماني أو مکاني.

عندما نقرأ)وَما أَرْسَلْناکَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) [1] فهو کسر لطوق المکانية وطوق الزمانية، يعني أن المؤثرات المکانية والزمانية سوف تنعدم عن الروح والفکر الثوري الإسلامي.

نلاحظ أن الأطروحات المؤطرة بأطر مکانية، کالأطروحة القومية، سواء ما سميت بالقومية العربية أو القومية الفارسية أو القومية الألمانية أو أي أطروحة قومية أخري، تأثير المکان علي الأطروحة، يعني أُخذ في الأطروحة موضوع المکان کمسألة أساسية وأولية، يحدّد طوق تلک الأطروحة وذلک المشروع الفکري أو الثقافي الذي يطرح للأمّة المختصة بالمکان.

فالقومية العربية تتحدث عن مکان محدد بوطن سموه بالوطن العربي، والقومية الفارسية تحدثت عن المکان الذي يحکمه جوّ من الانتماء العرقي أو الانتماء المکاني، وهکذا في القوميات الألمانية والقوميات الأخري التي طرحت في أوربا في عصور تسبق ما طرح في وطننا العربي أو وطننا الإسلامي.

لا أريد أن أعالج مسألة المکان وهل أنّ الإسلام قد أکّد علي هذا المنطق في طرحه وفي مفهومه وفي المقدار الشرعي واللاشرعي فيه، لأن هذا الموضوع لابد أن يجرنا للحديث عن مفهوم الوطن وعن مفهوم القومية، وقد سبق لي أن طرحت هذا الموضوع في کتب مطبوعة ومنشورة علي نحو مستقل ومنشورة في عدّة صحف في العراق وفي غير العراق.


پاورقي

[1] الأنبياء (21): 107.