بازگشت

مقدمة المرکز


تعتبر فکرة الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف من أوائل الأفکار والقضايا انطباعاً في الذهن العقائدي الإسلامي, فلا يکاد يوجد مسلم مهتم بشؤون دينه الحنيف ـ مهما کان المذهب الذي ينتسب إليه ـ إلاّ وسمع أکثر من حديث بخصوص تلک الشخصيّة المبارکة التي خلقها الباري عزّ وجل لتحقيق أمل الإنسانية السرمدي وحلم الأنبياء علي مرّ العصور بأن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.

ومن غير المتعذّر علي کل متتبّع أن يهتدي إلي الأهمية القصوي والاهتمام البالغ الذي أولاه الدين الحنيف لهذه الشخصية المقدّسة, وذلک من خلال الأحاديث والتأکيدات المتکاثرة الواردة عن النبي الأکرم صلي الله عليه وآله وعن الأئمّة المعصومين عليهم السلام من أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً, وتناقلها المحدّثون من الطوائف والمذاهب الإسلامية کافّة, فقلّما تجد کتاباً يهتم بجمع الأحاديث يخلو من ذکر هذه الشخصية أو من ذکر مواصفاتها ومتعلّقاتها, حتي صارت فکرة الإمام المنتظر من المسلّمات التي لا يمکن لمنصف أو باحث عن الحقيقة أن يتنکّر لها أو يطوي عنها کشحاً, علي الرغم من کثرة الاختلافات التي وقعت بين أبناء الطوائف الإسلامية في تحديد التفاصيل والجزئيات, من حيث ولادته وطول عمره وغيبته وما يتعلّق به من تفاصيل.

إلاّ أنّ کل هذا الاهتمام الذي أولته الشريعة لهذه القضية المقدّسة لم يمنع المتصيّدين بالماء العکر من إثارة الشبهات وتوجيه الشکوک, فأثاروا بعض الغبار هنا وهناک للتعتيم علي هذه الفکرة, والتشويش علي هذه العقيدة الحقّة, فکثرت التساؤلات عن ولادته عليه السلام وغيبته وطول عمره, وغير ذلک ممّا يثيره المغرضون الذين تتعارض مصالحهم مع الإيمان بهذا المصلح الذي يبعث الأمل في نفوس المؤمنين, ثمّ تمادي البعض في غيّه, فأثار من الشبهات ما لم ينزّل الله به من سلطان, ممّا تسبّب في إخفاء بعض الحقائق ودثر بعض الشواهد الإلهية, کما ساعد علي ذلک أيضاً تعسّف الظالمين الذي حاولوا طمس الحقائق بکل ما يتمکّنون عليه من وسائل فوقفوا بوجه کل المحاولات التي أرادت توضيح الحقائق وکشف ما استتر من الحق.

وهذا الأمر هو الذي بعث فينا الإحساس بعظم المسؤولية الملقاة علي عاتقنا, وخصوصاً بعد انقشاع الظلمة, فبذلنا کل ما نملک من وسع لإزالة الأغبرة المتراکمة, وتوضيح الحقائق والبراهين الدالّة علي حضور الإمام المؤمّل, وذلک من خلال النشاطات التي تبنّاها مرکز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجّل الله فرجه, والتي کان من جملتها:

1 ـ الاهتمام بطباعة الکتب المختصة بالإمام المهدي عليه السلام.

2 ـ الاهتمام بطباعة ونشر المحاضرات المختصّة به عليه السلام.

3 ـ الاهتمام بنشر کل ما من شأنه تقوية ارتباط الأطفال بإمامهم.

4 ـ إصدار مجلّة شهرية تخصصية باسم (الانتظار).

5 ـ الاهتمام بالبعد الإعلامي المختص بالإمام عجل الله فرجه, من خلال کافّة وسائل الإعلام بما فيها الانترنت.

6 ـ الاهتمام بإقامة الندوات التخصّصية في هذا الشأن.

وها نحن ـ عزيزي القارئ ـ نضع بين يديک هذا الکتيّب الذي يحمل بين طيّاته جزءً من الندوات التي أقامها المرکز, حيث يستضيف علماءنا الأعلام وشخصياتنا الإسلامية المرموقة, لتوضيح الحقيقة, وللإجابة علي کل الشبهات, ليظهر الحقّ جلياً واضحاً لا غبار عليه, وليتبيّن الطريق اللاحب لکل من أراد جادّة الحق.. حيث أخذت هذه الندوات طريقها للنشر من خلال صفحات الانترنيت ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية, ومن خلال الأشرطة المسجّلة والأقراص المضغوطة, خدمة للدين الحنيف والمذهب الحق.

وقد تفضل سماحة السيد ياسين الموسوي حفظه الله بإلقاء أربع ندوات علمية وفکرية حول الإمام المهدي عجل الله فرجه التي أقامها المرکز في الکليات والمعاهد العلمية، شاکرين له ولجناب الدکتور الفاضل السيد حسن الحکيم رئيس جامعة الکوفة والسادة العمداء هذا التعاون الکريم.

نسأل المولي عزّ وجل أن يجعل هذه الخطوات محطّ قبول ورضي إمامنا صاحب الزمان عليه السلام الذي يعيش بين أظهرنا ويتفقّد أحوالنا ويعلم بکل ما نسرّ وما نعلن, دون أن نراه.. إنّه نعم المولي ونعم المجيب.

السيد محمد القبانجي

مرکز الدراسات التخصصية

في الإمام المهدي عليه السلام

النجف الأشرف