بازگشت

الموضوعية


الأئمة الأعلام من أهل بيت النبوة هم ورثة علمي النبوة والکتاب، وهم المرجعية والقيادة الشرعية للأمة، وقد أهلهم الله ورسوله للإجابة علي أي سؤال جوابا يقينيا.

لکن الأکثرية الساحقة جدا من رعايا دولة الخلافة، بما فيهم العلماء کانوا يجهلون ذلک جهلا تاما، وتلک نتيجة طبيعية للثقافة التاريخية التي مکنتها دولة الخلافة في النفوس، والتي أشرنا إليها بعمق وإيجاز قبل قليل، ثم بدأ علماء دولة الخلافة يکتشفون المکانة الشرعية لأهل بيت النبوة والمؤهلات العلمية للأئمة الأعلام، ولکن علماء أهل السنة لم يکونوا علي يقين من ذلک، ثم إن هناک حالة القسر الاجتماعي والفجوة النفسية التي صنعتها ثقافة التاريخ، والتي تحول دون التيقن من معلومات أهل بيت النبوة!!

لذلک أوجد علماء دولة الخلافة لأنفسهم قواعد ووسائل معينة لرواية أحاديث الرسول، وتميز صحيحها من باطلها، وقويها من ضعيفها، وجدوا واجتهدوا بطلب أحاديث الرسول، وممن رووا عن الثقاة، (ومستوري الحال)،.



[ صفحه 192]



وعن المجاهيل وعن أولياء الجميع، ولکهنم لم يرووا عن أي رجل متهم بموالاة أهل بيت النبوة، أو التشيع لهم، لأنهم رأوا في ذلک إخلال: (بالأمانة والموضوعية) ووفق قواعد هذه الموضوعية، لا حرج علي العلماء لو رووا أحاديث النبي عن معاوية، أو عن الحکم بن العاص، أو عن أي رجل من شيعتهم ومن مواليهم، لکن الحرج کل الحرج والاخلال (بالموضوعية العلمية) يتأتي من الرواية عن أي شخص من موالي أهل بيت النبوة!! حتي ولو کان نقيا تقيا صادقا قديسا، لأن الثقة والأمانة والتشيع لأهل بيت النبوة عندهم لا يجتمعان!!! لقد قال أحدهم عن الشافعي عندما سئل عنه ليس بثقة، والسبب أن الشافعي کان يجهر بحب أهل بيت النبوة!! ولما قيل لذلک العالم أن زيدا من الناس ثقة وهو شيعي اندهش ذلک العالم وعبر عن حقيقة مشاعره بقوله: (شيعي وثقة)!!!!!.

هذه هي طبيعة الموضوعية التي التزمتها غالبية العلماء من شيعة دولة الخلافة، ومع هذا فقد توصلت إلي نتائج مذهلة حقا!!!