بازگشت

حتمية هذه المعلومة و منطقيتها معا


الثابت بأن عيسي ابن مريم سينزل ويظهر في زمن المهدي، وأن المهدي.



[ صفحه 179]



المنتظر سوف يؤم المسيح ابن مريم في الصلاة، وعندما ينزل المسيح ابن مريم تکون للمهدي دولته المستقرة، وحکومته المشکلة، وجيشه القائم ونفوذه وصيته الواسع، مما يعني أن المهدي هو الإمام الشرعي والرئيس الفعلي لأمته ورعاياه، ويفهم بوضوح من الأحاديث والأخبار التي عالجت هذه الناحية، بأن السيد المسيح مکلف بمهام معينة تساعد علي تمکين أمر المهدي، وهزيمة أعدائه، وأن الاثنين سيشکلان فريقا واحدا برئاسة المهدي ينصب هدفه بالدرجة الأولي والأخيرة علي إنقاذ الجنس البشري وهدايته إلي الصراط المستقيم، والعمل معا لتکون کلمة الله هي العليا، وکلمة أعداء الله هي السفلي، وتوحيد العالم کله لتکون له دولة واحدة، ودين واحد هو دين الله، ولتقسيم موارد العالم علي سکانه بالسوية، ليتحقق الوفر والکفاية للجميع، ولتعيش البشرية أزهي عصورها في ظلال الحکم الإلهي، فيحق الله الحق ويبطل دعاوي المبطلين.

فعندما يري أتباع الديانة المسيحية المسيح ابن مريم نفسه منقادا للمهدي ومتبعا لدينه، فما هي حججهم، وما هي مبرراتهم لمخالفة المسيح وعدم اعتناقهم للدين الذي اعتنقه!! ثم ماذا يبقي لهم إن کان المسيح نفسه علي غير دينهم، وهذا يدعوهم وبالضرورة لاعتناق الإسلام دين الله ودين المهدي والمسيح، وعندما تدخل هذه الکثرة من أتباع المسيح في الإسلام علي يد المسيح وبمساعدته، فإن دخولها سيخلق حالة من الانبهار العالمي، والوعي العالمي، والمناخ الملائم لاعتناق العالم لدين الإسلام فتقبل الأکثرية الساحقة علي دين الله لتدخله أفواجا أفواجا، ويبدو أن اليهود سيقاومون بکل قواهم، وسيقتل خلق کثير منهم، ولکن من يبقي منهم سيستسلم في النهاية ويعتنق الإسلام. ثم إن الله سبحانه وتعالي سيسلح المهدي والمسيح بفيض وافر ودائم من الآيات الربانية والمعجزات المتتابعة التي تخضع لها الأعناق، بحيث يضطر أکثر الخلق عتوا إلي التصديق والتسليم.

وعندما ينجح المهدي بتوحيد العالم، وتکوين دولته العالمية، ونشر القسط والعدل وتحقيق الکفاية والرخاء المطلق لکل سکان الأرض، فلا يبقي فيها محتاج واحد، عندئذ يبهر العالم بالفعل، ويحب هذا الرجل المعجزة حبا عظيما.



[ صفحه 180]



فيتعلق المهدي وبدينه تعلقا شديدا، فيکتشف العالم بأنه قد وجد ضالته المنشودة بالإسلام الذي حقق به المهدي عصر البشرية العظيم.

ألم تر کيف دخلت الملايين في الشيوعية ووالتها بسبب وعود الکفاية والرخاء، وکيف أن هذه الملايين قد أعطت کل ما لديها وصبرت صبر أيوب، ولما اکتشفت الملايين أن الشيوعية لا تملک ذلک انفضت من حولها!! وأکثر العقائد البشرية استقطبت أتباعها بشعارات تهواها النفوس، ثم اکتشفت أنها وعود لا يمکن تحقيقها!! ويمکنک أن تتصور حجم الإقبال علي دين المهدي وشخصه عندما يحول الأحلام إلي حقائق، والمني إلي وقائع ملموسة بأيام أو شهور!! يقينا أن العالم الذي عضه الظلم وأذلته الحاجة، وکفر بالوعود الکاذبة سيحب المهدي ودينه إلي درجة العشق والدنف، والهيام.