الله تعالي يظهر بالامام المهدي دين الاسلام علي جميع الاديان
الثابت والمجمع عليه عند أهل بيت النبوة وشيعتهم، بأن رسول الله قد أکد وبکل وسائل التأکيد، بأن الله سبحانه وتعالي سيظهر الإسلام بالمهدي المنتظر علي الدين کله، بحيث تختفي کل الأديان وتتلاشي ولا يبقي منها إلا دين الإسلام. (راجع ينابيع المودة ص 423، ومنتخب الأثر للرازي ص 294، والحديث 712 من أحاديث المعجم ج 3). وهذه المعلومة عند أهل بيت النبوة وأوليائهم من المسلمات التي لا يختلف فيها اثنان، لأن المهدي ستکون له دولة عالمية يشمل حکمها وسلطانها ونظامها کل أقاليم الکرة الأرضية، وستکون المنظومة الحقوقية الإلهية المتکونة من القرآن الکريم والسنة النبوية هي القانون الأوحد والنافذ في هذه الدولة، وسيکون الدين الإسلامي هو الدين الرسمي والفعلي لکافة رعايا ومواطني تلک الدولة. حيث ستتزامن عملية بناء الدولة العالمية مع عملية نشر الإسلام، فتسير العمليتان معا، حيث سيدعو المهدي الناس جميعا إلي الإسلام، ويهديهم إلي أمر قد دثر فضل عنه الجمهور. (راجع الإرشاد ص 364، وروضة الواعظين ج 2 ص 264، وإعلام الوري ص 431، وکشف الغمة ج 3 ص 254، وإثبات الهداة ص 537 ج 3، والبحار ج 51 ص 30، والحديث 1122 من المعجم). وإن المهدي سيصنع کما صنع رسول الله، حيث سيهدم أمر الجاهلية کله، ويستأنف الإسلام جديدا. (راجع الحديث 1123 من.
[ صفحه 178]
أحاديث المعجم وراجع المصادر المذکورة فيه والحديث 1124).
وأکد الرسول هذا المحتوم بقوله: (... أما والله لا تذهب الأيام والليالي حتي يحيي الله الموتي ويميت الأحياء ويرد الله الحق إلي أهله، ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه فأبشروا ثم أبشروا... (راجع البحار ج 41 ص 127، والتهذيب ج 4 ص 97، والکافي ج 3 ص 536، والحديث رقم 1126 من أحاديث المعجم). وحيثما حل المهدي وحيثما ارتحل يفتح المدارس والمعاهد لتعليم الناس القرآن علي ما أنزل الله، فمع المهدي القرآن المکتوب بخط علي، وبإملاء رسول الله، ومع هذا القرآن حاشية بخط علي، وإملاء الرسول تتضمن القول الفصل بکل مسألة وردت فيه، فضلا عن ذلک فإن المهدي بوصفه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة الذين اختارهم الله لقيادة العالم قد ورث علمي النبوة والکتاب، ولا يخفي عليه من أمرهما شئ فيوجه الحرکة العلمية، بحيث تأتي منسجمة مع علمي النبوة والکتاب، ومتفقة معهما، ويعدل الوقائع السابقة لعهده لتکون متفقة مع المفهوم الشرعي، فقد يهدم منابر ويدخل التعديلات الجذرية، حتي علي المساجد لتکون کما أرادها الله ورسوله بلا زيادة ولا نقصان.
ويبدو واضحا أن شيعة الخلفاء: (أهل السنة) علي شح مواردهم اليقينية من الحديث قد توصلوا إلي ذات النتيجة، فکيف يمکن أن يملأ المهدي الأرض عدلا وقسطا، ويرضي عنه ساکن الأرض وساکن السماء أن لم يحکم بما أنزل الله!! وما أنزل الله وحکم الله مختصر بکلمة الإسلام، فعند ما يکون الإسلام هو القانون النافذ في الدولة وهو دينها الرسمي، ويتزامن نشره في العالم مع بسط المهدي لسلطانه في الأرض، فيعني ذلک ضمنا أن المهدي سيظهر الإسلام علي الدين کله، وقد صرح بذلک أعلام المفسرين من أهل السنة کما أسلفنا تحت عنوان:
(المهدي في القرآن والسنة).