حتمية حب العالم للمهدي و قبوله بخلافته و رضوانه عنها
کان المهدي في البداية طريدا شريدا يظهر فجأة وحده، وتبدأ الآيات بالظهور تباعا ويلتف حوله حفنة من المؤمنين، ويتصدي المهدي لطغاة العالم وجبابرته وظالميه وبمدة لا تتجاوز الثمانية أشهر يحسم المواجهة لصالحه، وينقاد له العالم طوعا أو کرها ويصبح المهدي هو الزعيم أو الإمام أو الخليفة العالمي الأوحد، ومن بيده مفاتيح أموال العالم وخزائنه ونفوذه وجاهه وسلطانه، وفوق هذا وذاک فهو مزود بقدرات إلهية خارقة، حيث تسير الملائکة بين يديه، وتتجلي کراماته التي أعطاها الله تعالي له کرامة بعد کرامة، علنا وعلي رؤوس الأشهاد،
[ صفحه 176]
وتخرج له الأرض کنوزها ونفائسها ونباتاتها بأذن الله، وتجبي إليه موارد العالم کله، ثم يتصرف بهذه الأکداس المکدسة من الأموال علي الوجه الشرعي، ويقسم بين الناس بالسوية، کما کان يفعل النبي وعلي، فيغمر سکان الأرض بعطاياه، ولا يبقي في الأرض کلها محتاج واحد، وينشر القسط، وينشر العدل، ويعمم المعارف الحقيقية، ويسع عدله البر والفاجر، ويعمر الأرض، ويدخل البشرية عصرها الذهبي، ويحقق المعجزات خلال فترة حکمه، فما الذي يمنع العالم من أن ينبهر بهذا الإمام وأن يعجب به، وأن يحبه حبا صادقا وأن يرضي عنه، وعن خلافته!! إن هذه المشاعر نتائج حتمية وثمرات طبيعية لإنجازات وأفعال المهدي الماجدة خاصة وأن البشرية قد جربت کل أنماط الحکم، واکتوت بنيران الظلم عبر تاريخها الطويل، فيکون المهدي البلسم الشافي فمن لا يحبه ومن لا يرضي به في هذه الحالة!!.
[ صفحه 177]