المنافقون
وهم العمود الفقري للجموع التي دعمت نقض عري الإسلام، وکانت لهم قواعد في المدينة، وما حولها وفي مکة وما حولها، وقد حمل عليهم القرآن حملات متکررة، حتي کشفهم وعراهم علي حقيقتهم، ووضع الله ورسوله معيارا لمعرفة المؤمن من المنافق، فمن والي عليا بن أبي طالب وأحبه، فهو مؤمن، ومن عاداه وأبغضه فهو منافق. (راجع علي سبيل المثال صحيح الترمذي ج 2 ص 299 ومسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 292 وصحيح النسائي ص 27 وصحيح ابن ماجة ص 2)..
[ صفحه 21]
وکتابنا (الهاشميون في الشريعة والتاريخ) ص 225 يشتمل علي عشرات المراجع والمثير للدهشة أنه لم يرو راو قط أن أحدا من المنافقين علي الإطلاق قد عارض أي خليفة، أو امتنع عن بيعة أي خليفة، أو تلکأ عن نصرة أي خليفة من الخلفاء الذين حکموا الأمة عبر التاريخ، والوحيد الذي عارضه المنافقون وامتنعوا عن بيعته هو علي بن أبي طالب، وهکذا فعلوا مع ابنه السبط الإمام الحسن!! أتحدي أي عالم علي وجه الأرض أن ينقض هذه الحقيقة!! بل الأعظم من ذلک أنه بعد موت النبي اختفت المخاوف من ظاهرة النفاق، واندمج المنافقون في المجتمع اندماجا تاما!! ووقفوا بکل قواهم مع دولة الخلافة، ومارسوا حياتهم بحرية، وأصبح الولاء للدولة هو المعيار لتمييز الحق من الباطل، فمن يوالي دولة الخلافة فهو علي الحق، أو مستور الحال بغض النظر عن إيمانه أو نفاقه! ومن يعارضها فهو علي الباطل، وشاق لعصا الطاعة، ومفرق للجماعة، ودمه حلال للخليفة!!