بازگشت

تحليل موجز للاحاديث التي رواها علماء اهل السنة الاعلام حول ح


إن أي إنسان - مهما کانت ثقافته - يقرأ الأحاديث التي رواها علماء أهل السنة الأعلام حول حتمية ظهور المهدي يکتشف ويحس إحساسا عميقا بجزم النبي وتأکيده علي حتمية ظهور المهدي، ويبدو هذا جليا بالنماذج التي سقناها من 1 - 8 فالنبي يؤکد بمناسبات متعددة وبصيغ مختلفة: (بأن الأيام لن تنقضي ولن يذهب.



[ صفحه 140]



الدهر... وأن الساعة لن تقوم،... وأن الدنيا لن تذهب... حتي يبعث المهدي وهذه الصيغ الثلاث التي تؤکد بعضها، وتفسر بعضها، وتفصح عن أعلي درجات البيان ومراتب التأکيد تصب مجتمعة ومنفردة في خانة حتمية الظهور، وزيادة في التأکيد والبيان، وإفاضة للحجة الدامغة، وترسيخا للمعني في القلوب يؤکد النبي، بأنه: (لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة... أو من الدهر إلا يوم... أو لم يبق من الدنيا إلا يوم.... لبعث الله المهدي في تلک الليلة! ولملک المهدي تلک الليلة ولطول الله ذلک اليوم حتي يظهر المهدي ويملک). ارجع للنماذج الثمانية الآنفة وأعد قراءتها...

أهل السنة يعتقدون أن النبي ليس معصوما في کل شئ، ويقولون إنه يتحدث في الغضب والرضي، فلا ينبغي أن يحمل کل کلامه علي محمل الجد وينسبون إلي النبي القول: (أنتم أعلم بشؤون دنياکم)، وينسبون إليه أمورا کثيرة، وقد وثقنا کل ذلک في کتابنا (المواجهة) والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو: (طالما أن الأمة بشقيها مجتمعة قد أجمعت وجزمت، بأن الأحاديث النبوية التي تحدثت عن حتمية ظهور الإمام المهدي المنتظر قد صدرت حتما من رسول الله، فهل يعقل أن تکون: (اجتهادا منه) أو تحليلا شخصيا منه صلي الله عليه وآله وسلم، أو أنها وحي إلهي!!!؟ (ويلکم لا تفتروا علي الله کذبا فيسحتکم بعذاب...) (سورة طه، آية 62). کان رسول الله قبل أن يؤتي شرف النبوة يعرف بين قومه بالصادق، والصادق هو الذي لا يکذب، أفحين شرفه الله بالنبوة، وأمره أن يتبع ما يوحي إليه (يجتهد) في ما لا علم له به، أو يحلل تحليلات شخصية تحتمل الصدق والکذب!!!! ثم ما هي حاجته للاجتهادات والتحليلات الشخصية وعنده الوحي!!! ثم کيف يجتهد ويحلل ويضمن الصواب في حوادث تقع بعد عشرات القرون!!! إن رسول الله أجل وأرفع وأعظم مما يصفون، وما ردنا علي تجديفهم الآثم إلا حشرا لهم، وإقامة للحجة العقلية عليهم کأنهم لم يقرأوا کتاب الله:

(ولو تقول علينا بعض الأقاويل - لأخذنا منه باليمين - ثم لقطعنا منه الوتين) (سورة الحاقة، الآيات: 44 - 45 - 46) ويبقي المعقول والمنطقي الوحيد المنسجم مع صدق النبي وقربه من الله أنه صلي الله عليه وآله وسلم قد تلقي معلومة حتمية ظهور.



[ صفحه 141]



المهدي المنتظر بالوحي من الله تعالي، مع الأمر بالتبشير به وإعلان هذه الحقيقة الغيبية القادمة لا محالة..



[ صفحه 142]