بازگشت

بطون قريش


منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه الرسول أنباء النبوة والکتاب، وطوال مدة ال‍ 15 سنة التي سبقت الهجرة النبوية، وبطون قريش ال‍ 23 تقف وقفة رجل واحد ضد محمد، وضد بني هاشم، وقد استعملت بطون قريش کافة سهام کيدها، وفنون مکرها، وتآمرت علي قتل النبي مرات متعددة، لأنها ببساطة تحسد الهاشميين، وتکره ما أنزل الله، ولا تريد أن يکون النبي من بني هاشم، ولما هاجر النبي جيشت بطون قريش الجيوش، واستعدت العرب علي.



[ صفحه 20]



النبي وحاربته حربا لا هوادة فيها، وبعد حروب طاحنة، ولما هزمها النبي اضطرت مکرهة أن تدخل، أو أن تتظاهر بالدخول في الإسلام، وبنفس الوقت أخفت ترکة صراع طويل، وحسدا متمکنا من النفوس، وحقدا دفينا ألقي أجرانه في القلوب. ولما رأت بطون قريش أن النبوة قد أسفرت عن ملک رأت من مصلحتها أن تعترف بهذه النبوة طمعا بالانقضاض علي الملک ذات يوم، وعندما تيقنت البطون، بأن الرسول قد رتب مرحلة ما بعد النبوة، وأنه قد عين خليفتين من بعده (کتاب الله وعترة النبي أهل بيته)، صممت بطون قريش أن تستولي علي الملک من بعد النبي، وأن تحارب الإسلام بأسلحته فروجت، بإن الإسلام قد جاء بالعدل والمساواة والانصاف، وليس من العدل ولا من الإنصاف أن ينال الهاشميون الملک والنبوة معا، وأن تحرم بطون قريش من هذين الشرفين معا، والأفضل أن يختص الهاشميون بالنبوة، وأن تختص بطون قريش بالملک تتداوله فيما بينها، لذلک صممت بطون قريش علي فرض هذه القسمة بالقوة الغاشمة بعد وفاة النبي، وهکذا نقضت بطون قريش عمليا العروة الأولي من عري الإسلام، وهي الحکم. واتحدت ضد آل محمد بعد وفاة النبي تماما، کما اتحدت ضد النبي، وحاربت آل محمد بکل وسائل الحرب وفنونه، تماما کما حاربت النبي من قبل، واستعدت عليهم العرب، تماما کما استعدت العرب علي النبي من قبل!!

وکانت بطون قريش علي استعداد أن تمد يدها للشيطان إن ساعدها علي تحقيق ذلک کله. وقد وثقنا ذلک في کتابنا (المواجهة) وسقت 394 دليلا علي ذلک من عيون المراجع المعتمدة عند أهل السنة، فليرجع إليه من يشاء.