بازگشت

عند اهل بيت النبوة و اوليائهم (الشيعة)


أجمع أهل بيت النبوة وآل محمد وهم المصدر الموثوق لعلمي النبوة والکتاب علي أنهم قد سمعوا ووعوا رسول الله وهو يتحدث ويؤکد وبکل وسائل التأکيد، ويبين وبکل طرق البيان حتمية ظهور الإمام المهدي المنتظر، وأنه صلي الله عليه وآله وسلم قد رکز علي هذه الحتمية ترکيزا خاصا، وأعطاها عناية خاصة، وأجمعوا أيضا علي صحة وتواتر هذه الأحاديث عندهم، وأنها قد آلت إليهم من النبي کابرا عن کابر، وتناقلتها أجيالهم المبارکة جيلا بعد جيل. وأهل بيت النبوة يعتبرون الإمام المهدي العظيم، أو الإمام أو العميد الثاني عشر من عمدائهم، أو عظمائهم أو أئمتهم، وأن ظهوره ترتيب وقدر إلهي محتوم ولا مفر من حدوثه.

وتبعا لإجماع أهل بيت النبوة وآل محمد أجمع موالوهم الذين يعتقدون بحقهم برئاسة الأمة (شيعتهم) علي صحة وتواتر الأحاديث والروايات التي تتحدث عن حتمية ظهور الإمام المهدي المنتظر والتي رويت لهم عن طريق أئمة أهل بيت النبوة وتناقلوها جيلا عن جيل کما هي، واعتبروها من الکنوز والنفائس النادرة، التي تسموا بطبيعتها عن التعديل والتبديل والتحريف، فأورثها السلف للخلف کما أخذها، وأبعد من ذلک فإن شيعة أهل بيت النبوة، الذين تخرجوا من مدرسة الأئمة الأطهار ونهلوا منهم العلوم والمعارف الإسلامية اعتبروا الإمام المهدي ثاني عشر الأئمة الذين أهلهم الله وأعدهم لقيادة الأمة، وأمر رسوله بأن يعلن أسماءهم.



[ صفحه 136]



مع الأمر الإلهي بتأميرهم وإمامتهم، وأن رسول الله قد بلغ ما أوحي إليه من ربه، فأعلن الأمر الإلهي بإمارتهم، وسماهم بأسمائهم، وتسعة منهم يومذاک لم يولدوا بعد، وحدد زمن إمامة کل واحد منهم، وأمر المسلمين أن يسمعوا لهم ويطيعوا واعتبر القرآن هو الثقل الأکبر، وأئمة أهل بيت النبوة هم الثقل الأصغر، فإن لم يکن الأئمة الأعلام من أهل بيت النبوة هم الثقل الأصغر الذي عناه رسول الله، فمن عساه أن يکون!! ولکن المسلمين لم يسمعوا ولم يطيعوا، لأنهم غلبوا علي أمرهم، فعرفوا الحق بقلوبهم، ولم تقو ألسنتهم وأيديهم علي تغيير النقيض المفروض بالقوة والتغلب.

وما يعنينا أن شيعة أهل بيت النبوة المخلصين الذين تتلمذوا علي يد الأئمة الأعلام وقالوا برئاستهم، يعتبرون الإمام المهدي المنتظر هو الإمام الثاني عشر من الأئمة الذين اختارهم الله، وسماهم الرسول بأسمائهم وحدد زمن إمامة کل واحد منهم، وهم موقنون أن الإمام المهدي موجود الآن بالفعل وسيظهر حتما باللحظة التي أمره بها الله، ووقت ظهوره کالساعة علمه عند الله وحده، وهم يعتبرون هذا الاعتقاد جزءا لا يتجزأ من عقيدتهم الدينية الإسلامية، والسمة البارزة المميزة لمذهبهم من دون المذاهب، فمن لا يعتقد بذلک فليس منهم.