بازگشت

اخطر التحذيرات النبوية


لغايات إکمال الحلقة، وحتي لا يضل الناس بعد هدي، وتبيانا يقينيا لما سيکون قال النبي لأصحابه ومنهم أصحاب الخطر: (أکثر ما أتخوف علي أمتي من بعدي رجل يتأول القرآن، يضعه علي غير مواضعه، ورجل يري أنه أحق بهذا الأمر من غيره)، (رواه الطبراني في الأوسط، راجع معالم الفتن ج 1 ص 91)، لأن الله تعالي قد خصص فئة معينة لفهم القرآن فهما يقينيا، وهم أهل البيت والمتأول يقف بما ليس له به علم، ويتولي مهمة مخصصة لغيره، ولأن هذا المتأول محکوم بهواه فسيضطر، لترک النصوص الشرعية التي لا تتفق حتما مع هواه، واتباع آرائه الشخصية، مما يعني إهمال مضامين النصوص الشرعية وإحلال التحليلات والآراء الشخصية محلها تحت شعار أن هذا المتأول مشفق وناصح لله ولرسوله، وأنه يري ما لا يرون!!! وبين الرسول أن القرآن سيقرأه في زمن الأزمان ثلاثة (مؤمن ومنافق وفاجر). (رواه الحاکم وأقره الذهبي في ذيل المستدرک ج 4 ص 507)، ولکن لا يمسه ولا يفهم المقصود الشرعي منه إلا المطهرون، وليقنع الرسول أصحابه، بأن ما يقوله يقينا ومن عند الله، فقد ذکر أصحابه قائلا: (لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلا حتي نشأ فيهم المولودون وأبناء سبايا الأمم التي کانت بنو إسرائيل تسبيها، فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا). (رواه الطبراني في الکبير، راجع کنز العمال ج 11 ص 181).

أما الشق الآخر من الخطر المحدق الذي حذر منه رسول الله فهو رجل يري أنه أحق بهذا الأمر من غيره!! لقد أعلن رسول الله بأمر من ربه حديث الثقلين، وبين بأمر من ربه بأنه قد ترک هذين الثقلين، خليفتين من بعده، وبين أيضا بأن القرآن لا يمسه إلا المطهرون، والمطهرون الذين أذهب الله عنهم الرجس هم أهل البيت أحد الثقلين، بمعني أن النقاط موضوعة علي الحروف وأن کل شئ مرتب ترتيبا إلهيا محکما، وأخطر ما حذر الرسول من الوقوع فيه بعد موته هو ادعاء عمرو أو



[ صفحه 19]



زيد من الناس أنه أحق بالأمر أي (بقيادة الأمة) ومس القرآن من أهل بيت النبوة وأن (مصلحة المسلمين) تقتضي تقديم المفضول علي الأفضل، وهکذا وبجرة قلم ينقضوا أعظم عروة من عري الإسلام، وهي نظام الحکم ويلغوا کافة الترتيبات الإلهية المتعلقة بها، وکافة النصوص الشرعية التي تعالجها مستندين إلي الرأي الشخصي والتأويلات الخاطئة، وهکذا يضلون ويضلون الأمة، ويدخلوها...

والعالم معهم في ليل طويل، لا آخر له. وقد حذرهم الرسول إن فعلوا ذلک قائلا:

(إنه سيلي أمرکم بعدي رجال يطفئون السنة، ويحدثون البدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها. وعندما سأله ابن مسعود: کيف بي إذا أدرکتهم؟ أجابه النبي قائلا:

(يا بن أم عبد، لا طاعة لمن عصي الله)، قالها ثلاث مرات. (رواه أحمد، الفتح الرباني ج 29 ص 23 وقال: حديث صحيح).