مدرستا الامة
تخرجت الأمة الإسلامية من مدرستين لا ثالث لهما.
المدرسة الأولي: وهي مدرسة دولة الخلافة التاريخية ومن والاها من علماء المسلمين رغبة أو رهبة وقد أجمع أساتذة وخريجو هذه المدرسة علي أن المهدي المنتظر حقيقة دينية، بشر بها الرسول وأنه سيظهر ذات يوم، ورووا مئات الأحاديث عن رسول الله التي تحدثت عن المهدي ونسبه، وعن حتمية ظهوره،.
[ صفحه 104]
وعن علامات الظهور، وعن عصر ظهوره، ووفق معايير هذه المدرسة وموازينها، فقد أجمع أساتذتها وخريجوها بأن تلک الأحاديث صحيحة، ومتواترة وأنها قد رواها جمع کبير من الصحابة الکرام والعلماء الذين يمتنع عقلا اجتماعهم علي الکذب، وأن هذه الأخبار قد شاعت بين المسلمين وتناقلتها أجيالهم جيلا عن جيل، واطمأنت لها القلوب فتحولت إلي جزء لا يتجزأ من العقيدة الدينية والإسلامية.
المدرسة الثانية، وهي مدرسة أهل بيت النبوة: أساتذتها أئمة أهل البيت الأعلام الذين تتلمذوا علي يد الرسول شخصيا، وعاشوا وإياه تحت سقف واحد طوال حياته المبارکة، وأورثهم علمي النبوة والکتاب، وعهد إليهم بوظيفة بيان ما أنزل الله من بعده کل في عصره، وقد تخرج علي أيديهم علماء أفذاذ نبغوا بعلمي النبوة والکتاب، وقد أجمع أئمة أهل بيت النبوة وخريجو مدرستهم علي أنهم قد سمعوا رسول الله يبشر بالمهدي المنتظر، ويسميه باسمه محمد بن الحسن وأنه حفيد النبي، وأنهم سمعوا رسول الله يصفه وصفا دقيقا، ويؤکد علي حتمية ظهوره، مثلما سمعوه وهو يبين علامات هذا الظهور، ويصف عهد المهدي وما فيه من عدل ورخاء، وسيادة علي العالم کله، وظهور لدين الإسلام علي کل الأديان، وأن هذا المهدي هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة، ومن لا يعتقد بذلک فليس من شيعة أهل البيت ولا من مواليهم الخلص. بمعني أن هذا الاعتقاد جزء من حقيقة موالاة وتولي أهل بيت النبوة. ثم إنه ما من إمام من الأئمة الأخيار إلا وقد بشر بالمهدي المنتظر، وروي عن جده رسول الله أحاديث تتعلق بذات المهدي وصفاته، وعلامات ظهوره ومظاهر العدل، والعزة، والرخاء في صحاحهم وکتب حديثهم تتحدث بالتفصيل عن المهدي، ويعتبرون ظهوره فرجا، وانتظار هذا الفرج قربي إلي الله ودينا.