بازگشت

الانقلاب والتنکر التام للرسول و لبيانه و لاهل بيته الکرام


بطون قريش التي قاومت النبي وعادته طوال ال‍ 15 سنة التي قضاها في مکة قبل الهجرة، وحاربته طوال مدة 8 سنوات بعد الهجرة، ثم اضطرت مکرهة للدخول في الإسلام شکلت وأعوانها الأکثرية في المجتمع المسلم. لم ترق هذه الترتيبات الإلهية التي أعلنها الرسول لتلک البطون. وبنفس الوقت فإن البطون قد أدرکت بأن النبوة قد تمخضت عن ملک عريض، لذلک طمعت البطون بهذا الملک، وخططت لغصبه من أهله وأخذت تتحين الفرص لتنفيذ مخططها. لقد أدرکت البطون عمق التکامل والترابط بين الکتاب المنزل وبيان النبي المرسل، وتيقنت من استحالة تنفيذ مخططها هذا في حالة بقاء هذا التکامل والترابط بين کتاب الله وبيان النبي لهذا الکتاب. لذلک کله قررت بطون قريش وصممت نهائيا.



[ صفحه 88]



علي أن تفرق بين الله ورسوله، وبين کتاب الله وبيان النبي لهذا الکتاب، لتجمد عمليا کافة النصوص الشرعية التي أعلنها النبي والمتعلقة بمنصب البيان والقيادة من بعد النبي، وأن تتجاهل بالکامل هذه النصوص الصادرة عن النبي، وتعتبرها کأنها غير موجودة، أو في أحسن الأحوال مجرد آراء شخصية لمحمد بن عبد الله الهاشمي، مثلما قررت بطون قريش أن تهمل بالکامل أهل بيت النبوة الذين اعتبرهم الدين أحد الثقلين، فاعتبرهم بطون قريش مجرد أفراد مسلمين لا ميزة لهم علي أحد في مجتمع کل أفراده قد اعتنقوا الإسلام. وبدأت بطون قريش بتنفيذ قراراتها. بعد دقائق من انفضاض الاجتماع التاريخي في غدير خم. وفي کتابنا (المواجهة) أثبتنا أن بطون قريش قد مهدت لقراراتها قبل غدير خم بسنين.