بازگشت

نقض عري الاسلام کلها و الناقضون


لقد حذر رسول الله المؤمنين بأنهم إن لم يتبعوا ما أمرهم به فإن عري الإسلام کلها ستنقض عروة بعد عروة، فطالما أعلن أمام أصحابه قائلا: (لينقض.



[ صفحه 15]



الإسلام عروة عروة، فکلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحکم، وآخرهن الصلاة). (رواه أحمد وابن حبان والحاکم، راجع کنز العمال ج 1 ص 238). وعملية نقض العري لن تتم من تلقاء نفسها بل سيتولاها وينفذها فريق من المسلمين المحسوبين علي الأمة، لذلک کشف رسول الله حقيقة هذا الفريق ليحذر الناس من شرورهم قبل وقوعها. قال حذيفة: (والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا، والله ما ترک رسول الله من قائد فتنة إلي أن تنقضي الدنيا بلغ من معه ثلاثمائة فأکثر، إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته). (رواه أبو داود في عون المعبود حديث 4243 و 4222)، ووضع رسول الله النقاط علي الحروف، قال حذيفة: قال رسول الله: (إن في أصحابي اثني عشر منافقا منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتي يلج الجمل في سم الخياط، (رواه الإمام أحمد والإمام مسلم، راجع کنز العمال ج 1 ص 169 ومعالم الفتن ج 1 ص 67)، وقال حذيفة: أشهد أن الاثني عشر حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد (راجع صحيح مسلم ج 17 ص 125)، وروي عن عمار بن ياسر مثل ذلک. (رواه الإمام أحمد، راجع الفتح الرباني ج 21 ص 202.) إن اثني عشر مجموعة تخريبية کذبت بآيات الله واستکبرت عنها کما يستفاد ذلک من الآية 40 من سورة الأعراف. واقترب الرسول من نقطة الخطر فأعلن أمام أصحابه قائلا:

(إن هلاک أمتي علي يد غلمة من قريش). (رواه البخاري في صحيحه کتاب بدء الخلق، باب علامات النبوة من صحيحه ج 2 ص 280) ثم قال: (يهلک أمتي هذا الحي من قريش) (رواه البخاري أيضا في کتاب بدء الخلق، باب علامات النبوة من صحيحه ج 2، ص 280 ومسلم في صحيحه کتاب الفتن ج 18 ص 41)، وعن ابن عباس أنه قال: قال رسول: (ولتحملنکم قريش علي سنة فارس والروم ولتؤمنن عليکم اليهود والنصاري والمجوس). (رواه الطبراني، راجع مجمع الزوائد ج 7 ص 236)، وقال الرسول مرة لأصحابه: (إن هذا الحي من مضر لا تدع لله في الأرض عبدا صالحا إلا فتنته وأهلکته). (رواه الإمام أحمد، وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح الفتح الرباني ج 23 ص 240)..



[ صفحه 16]



وعندما ذکر رسول الله الغلمة من قريش، والحي من قريش طالب الناس باعتزالهم قائلا: (لو أن الناس اعتزلوهم). (راجع صحيح البخاري ج 2 ص 280 وصحيح مسلم ج 18 ص 41 والفتح الرباني ج 23 ص 39 ومعالم الفتن ج 1 ص 303). ثم وقف النبي طويلا عند بني أمية، وحذر الأمة منهم، فبين أن أکثر بطون قريش بغضا لمحمد ولآل محمد هم بنو أمية، وبنو مخزوم... (راجع المستدرک علي الصحيحين للحاکم وحلية الأولياء لأبي نعيم، وکنز العمال ج 11 ص 169 حديث 31074)، وتحدث عن الشجرة الملعونة وعن رؤي نزو الأمويين علي منبره نزو القردة، وتيقن المسلمون من استياء النبي البالغ من تلک الرؤيا، (رواه الحاکم في المستدرک ج 3 ص 171، وأقره الذهبي وقال ابن کثير في البداية والنهاية ج 6 ص 243، ورواه الترمذي وابن جرير والحاکم والبيهقي) وتحدث النبي عن أصحاب الخطر من بني أمية، ورکز عليهم واحدا واحدا، وحذر الأمة منهم. ثم وقف النبي وقفة طويلة وخاصة عند الحکم بن العاص والد وجد الخلفاء الأمويين، فقال أمام أصحابه: (ويل لأمتي مما في صلب هذا) (رواه ابن عساکر راجع الکنز ج 11 ص 167)، وقال أيضا: (ويل لأمتي من هذا وولد هذا)، (الکنز ج 11 ص 167 والإصابة لابن حجر ج 2 ص 29)، وقال النبي لأصحابه عن الحکم: (إن هذا سيخالف کتاب الله وسنة نبيه، وسيخرج من صلبه فتن يبلغ دخانها السماء، وبعضکم يومئذ شيعته، (رواه الدارقطني الکنز ج 11 ص 166 وابن عساکر ج 11 ص 360 والطبراني ج 11 ص 667).

وبعد أن کشف الرسول حقيقة هذا الخطر لعنه رسول الله، ولعن ولده. (قال عبد الرحمن بن أبي بکر لمروان بن الحکم: (إن رسول الله لعن أباک) (رواه البزار ومجمع الزوائد ج 5 ص 21)، وقال الحسن بن علي لمروان: لقد لعنک الله علي لسان رسوله، وأنت في صلب أبيک (رواه أبو يعلي مجمع الزوائد ج 5 ص 240، وابن سعد وابن عساکر ج 11 ص 357 وابن کثير في البداية ج 8 ص 280).

وحتي يکون الأمر معلوما للجميع، والخطر واضحا أمام الجميع أمر رسول الله.



[ صفحه 17]



بنفي الحکم بن العاص، فنفاه الرسول من المدينة وأعلن أن الحکم بن العاص عدو لله ولرسوله، وبقي الحکم منفيا طوال عهد النبي المبارک، وبعد وفاة النبي راجع عثمان أبا بکر لإعادة الحکم فرفض ذلک أبو بکر، وبعد وفاة أبي بکر راجع عثمان عمر فرفض عمر ذلک، ولما آلت الخلافة لعثمان أدخله معززا مکرما، واتخذ ابنه مروان رئيسا لوزرائه، ولما مات الحکم أقام عثمان علي قبره فسطاطا تعبيرا عن حزنه وعميق مصابه بموت الحکم (راجع الإصابة ج 2 ص 29).

استمع المسلمون إلي کافة تحذيرات الرسول مما سيکون!! وتعجبوا کيف يکون ذلک!! وهل يعقل أن تنقض عري الإسلام کلها!! فأراد الرسول أن يحذر أصحابه أنفسهم، وأن يضعهم أما مسؤولياتهم فذکرهم أنه سينتظرهم علي الحوض وفاجأهم قائلا: (... وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم. (راجع صحيح بخاري ج 4 ص 141 کتاب الدعوات وصحيح مسلم ج 5 ص 153 کتاب الفضائل والفتح الرباني ج 1 ص 192)، وفي رواية عن عبد الله: (فأقول يا رب أصحابي!! فيقال إنک لا تدري ما أحدثوا بعدک). (صحيح البخاري کتاب الدعوات ج 1 ص 141 وصحيح مسلم کتاب الفضائل ج 15 ص 159، ورواه أحمد والبيهقي، راجع کنز العمال ج 14 ص 418)، وفي رواية عن أبي هريرة: (فيقال إنک لا علم لک بما أحدثوا بعدک إنهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري). (راجع صحيح البخاري ج 4 ص 142 باب الصراط)، وفي رواية عن ابن عباس: (فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم). (راجع صحيح البخاري تفسير سورة الأنبياء ج 3 ص 160، وصحيح مسلم ج 17 ص 194)، ونادي مناد فقال هلم، قلت: أين؟ قال: إلي النار والله! قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدک علي أدبارهم القهقري، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم) (راجع صحيح البخاري ج 4 ص 142 کتاب الدعوات باب الصراط). هذه التحذيرات التي أطلقها الرسول بمواجهة أصحابه کانت إغلاقا للدائرة فقد بين کل شئ علي الإطلاق، فمن وعي بيانه تيقن أن الوقائع التي جرت بعد وفاته، ما کانت إلا ترجمة حرفية، لکل ما حذر منه، وباختصار شديد قال رسول الله: (وأيم الله لقد ترکتکم علي مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء). (رواه ابن ماجة راجع الکنز ج 11 ص 370).



[ صفحه 18]