بازگشت

عند اليهود و النصاري


لقد آمن اليهود بهذا الاعتقاد (ظهور المهدي) قال کعب الأحبار: مکتوب في أسفار الأنبياء: (المهدي ما في عمله عيب) قال سعيد أيوب الکاتب المصري الشهير في ص 370 - 380 من کتابه المسيح الدجال ما نصه: (وأشهد أني وجدت کذلک في کتب أهل الکتاب، لقد تتبع أهل الکتاب أخبار المهدي کما تتبعوا أخبار جده محمد صلي الله عليه وآله وسلم، فأشارت أخبار سفر الرؤيا إلي امرأة يخرج منها اثنا عشر رجلا، وأشار إلي امرأة أخري وهي تلد الأخير. وجاء في سفر الرؤيا 12 : 3 (والتنين وقف أما المرأة الأخيرة حتي تلد ليبتلع ولدها متي ولدت) وجاء في سفر الرؤيا 12 : 5 (واختطف الله ولدها وحفظه أي أن الله قد غيب هذا الطفل). وذکر سفر الرؤيا أن غيبة هذا الغلام ستکون ألفا ومائتي سنة وهي مدة لها رموزها عند أهل الکتاب، وقال بارکلي عن نسل المرأة عموما: (إن التنين سيعمل حربا شرسة مع نسل المرأة)، وجاء في سفر الرؤيا 12 : 13 (فغضب التنين علي المرأة وذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله).

ولا تنطبق أوصاف المرأة الأولي ونسلها إلا علي السيدة الزهراء ونسلها عمداء أهل بيت النبوة الأعلام، فقد طاردتهم السلطة (التنين) طوال التاريخ. أما المرأة الثانية وطفلها فلا تنطبق أوصافهما إلا علي المهدي وأمه، فالمهدي هو حفيد.



[ صفحه 73]



الزهراء، وقد ترقب العباسيون ولادته يوما بيوم حتي يقتلوه، لأنهم قد عرفوا أنه المهدي المنتظر، ولکن الله سبحانه وتعالي نجا الطفل وغيبه بالفعل ليحفظه، وليهئ الأسباب لإقامة دولته العالمية، ثم يظهره. ويؤيد ما ذهبنا إليه ما جاء بسفر التکوين 17 : 20: (وأما إسماعيل فقد سمعت قولک فيه، وها أنا أبارکه وأنميه، وأکثره جدا جدا، ويلد اثني عشر رئيسا، وأجعله أمة عظيمة) ومن المسلم به أن رسول الله محمد من نسل إسماعيل، وأن عمداء أهل بيت النبوة الاثني عشر هم ذرية النبي وعصبته، وأنهم أعلام الأمة وورثة علمي النبوة والکتاب، فإذا لم يکن هؤلاء العمداء هم الرؤساء المعنيون، فمن هم الرؤساء إذن؟ ومن هو الأولي منهم بالنبي، أو الأقرب إليه منهم؟ بل ومن هم ورثته غيرهم؟ قد يقول قائل ربما کان المقصود من الاثني عشر رئيسا (الخلفاء) الذين تعاقبوا علي رئاسة دولة الخلافة التاريخية، وحسب تسلسلهم الزمني!! وهذا غير معقول لأن بعضهم قد هدم الکعبة، واستباح المدينة المنورة أموالا وأعراضا، وأعلن کفره جهارا ونهارا، وبعضهم قد نفذ خطة لإبادة المؤمنين الصادقين!! فهل يعقل أن يعد الله سبحانه وتعالي برئاسة مثلهم، وأن يبارکهم، ويعتبر رئاستهم منة ونعمة!! وقد يقال أن الاثني عشر هم الصفوة المنتقاة من الخلفاء التاريخيين!! ولکن ما هو الدليل علي ذلک؟ ومن هم المخول بانتقائهم؟

ثم إنا لو وزنا الخلفاء التاريخيين بموازين الشرع الحنيف لما صمد منهم ربع هذا العدد!! وقد يقال بأن الرئيس هو الملک فعلا!! لقد کان النمرود ملکا کان إبراهيم مواطنا في مملکته!! فمن هو العظيم والرئيس بالمعايير الشرعية هل هو إبراهيم أم النمرود الطاغية!!! لقد عاصر کل الأنبياء ملوکا بيدهم الحول والطول فهل کان الملوک هم الرؤساء العظماء، وهل کان الأنبياء عامة!! إن العبرة بالرئاسة هي الأهلية والمرجعية الشرعية فالأنبياء، والأولياء هم الرؤساء الذين اختارهم الله وفقا لموازين عدله وفضله، والملوک المتجبرون هم الذين فرضوا أنفسهم علي العباد بالغلبة والقهر فخرجوا وأخرجوا الناس من دائرة الشرعية والمشروعية الإلهية.

وما يعنينا في هذا المقام هو حتمية الصلة بين الرؤساء الاثني عشر من نسل إسماعيل الذين وعد الله بهم وبين أئمة أهل بيت النبوة الکرام. ويعنينا أيضا هو النصوص الواردة بالأسفار بأن الله سبحانه وتعالي قد غيب الرئيس الثاني عشر.



[ صفحه 74]



ليحفظه ويوطد له، ثم يظهره، وتنطبق تلک الأوصاف انطباقا تاما علي العميد الثاني عشر من عمداء بيت النبوة وهو محمد بن الحسن حفيد النبي صلي الله عليه وآله وسلم.

وهنالک إشارة في سفر أرميا 46 : 2 - 11 تتحدث عن قائد إسلامي عظيم يقود جند الله، وينتقم من أعداء الله عند نهر الفرات وهو المکان الذي ذبحت لله فيه (ذبيحة) ولا تنطبق أوصاف هذا.................... وتتبني الديانة المسيحية بالطبع نفس الإشارات الواردة في الأسفار عن المهدي المنتظر، وتؤمن بفکرة الظهور، ومع أن ظهور المهدي يتزامن ويتکامل مع نزول السيد المسيح إلا أن اعتقاد المسيحية منصب بالدرجة الأولي والأخيرة علي السيد المسيح، ويتجاهل ما سواه!! واعتقد مسيحيو الأحباش بعودة ملکهم ثيودور کمهدي في آخر الزمان.