بازگشت

بيان ما هو کائن و ما سيکون


رحمة من النبي بالأمة، ورغبة منه بتبصيرها معالم الطريق، وإقامة للحجة بين الرسول للأمة کل ما کان في الأمم السابقة، وما کان أثناء مرحلة بناء الدعوة والدولة، وماذا سيکون بعد موته، وأن ما سيکون يمکن تجنبه تماما إذا التزمت الأمة بتوجيهات نبيها، لأن النبي لا ينطق عن الهوي، بل يتبع ما يوحي إليه ويتکلم بالعلم الإلهي اليقيني، وبيان ما کان وما سيکون هو جزء من رسالته، وهو فيض الرحمتين الإلهية والنبوية، وأکد لهم النبي أن الفتن ستزحف عليهم بعد موته وهي مشتبهة کوجوه البقر لا تدرون أيا من أي. قال حذيفة: قلت: (يا رسول الله، إنا کنا في جاهلية وشر، فجاء الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم!

قال حذيفة: ما هو؟ قال النبي: فتن کقطع الليل المظلم، يتبع بعضها بعضا، تأتيکم مشتبهة). (راجع صحيح البخاري، کتاب بدء الخلق، باب علامات النبوة، ورواه أحمد. راجع الفتح الرباني ج 23، ص 38)، وروي مسلم في صحيحه کتاب الفتن ج 16 ص 18 وأحمد في الفتح الرباني ج 1 ص - 274) عن أبي زيد أنه قال: (صلي بنا رسول الله الفجر وصعد المنبر، فخطبنا حتي حضرت الظهر، فنزل فصلي ثم صعد المنبر فخطبنا حتي حضرت العصر، ثم نزل فصلي، ثم صعد المنبر فخطبنا حتي غربت الشمس، فأخبرنا بما کان، وبما هو کائن فأعلمنا أحفظنا). قال أسامة: أشرف النبي علي أطم من آطام المدينة، ثم قال: هل ترون ما أري؟ إني لأري مواقع الفتن خلال بيوتکم کمواقع القطر). (رواه البخاري في کتاب الحج من صحيحه ج 1 ص 322، ورواه مسلم في صحيحه ج 7 ص 8).