بازگشت

حالة الانسجام العام في دولة الامام المهدي أو دولة آل محمد


ومن أبرز مظاهر طبيعة دولة الإمام المهدي أو دولة آل محمد، ومن مميزاتها.



[ صفحه 314]



الخاصة وجود حالة الانسجام العام والمطلق، واختفاء مظاهر الصراع بکل أشکاله وعلي الأخص الصراع الطبقي، فالکرة الأرضية کلها إقليم لدولة آل محمد، وأبناء الجنس البشري مواطنون في تلک الدولة، يعتنقون دينا واحدا وهو دين الإسلام، فلا نجد علي وجه الأرض إلا من يقول لا إله إلا الله. فأبناء الجنس البشري علي مختلف منابتهم وأصولهم وأعراقهم وألوانهم يعتنقون نفس الدين، ويخضعون لذات النظام، ويشعرون بأنهم أخوة لا فرق بين لون ولون وعرق وعرق، فهم أسرة کبيرة أبوهم آدم وأمهم حواء، تکاثروا کما تتکاثر الأسرة الواحدة، ثم نزغ الشيطان بين الإخوة فاختلفوا، فأرسل الله الإمام المهدي وأقام دولة آل محمد لغايات إصلاح ذات البين، وإعادة المياه لمجاريها، وساعد الإمام المهدي علي تحقيق هذا الإنجاز قضاؤه علي أسباب الخلاف والاختلاف فالإمام المهدي إمام شرعي اختاره الله وأعده وأهله للقيادة والمرجعية، فليس في العالم کله من هو أعلم ولا أفضل ولا أتقي، ولا أقرب لرسول الله من الإمام المهدي. هذا کله يخلق ويرسخ ثقة أبناء الجنس البشري في إمامهم وقائدهم الإمام المهدي، ويقطع دابر التنافس علي القيادة، ويخلق حالة من الاستقرار ويؤدي للقضاء علي مبررات النزاع السياسي، خاصة وأن أعضاء حکومة الإمام المهدي فرادي ومجتمعين يجمعون مميزات خاصة بهم لا تتوفر لدي أي طامع بمنصب الوزارة أو الولاية.

کذلک فإن دولة آل محمد تقضي أيضا علي أسباب النزاع الاقتصادية وتغلق أبواب التنافس المرير علي المال، فعندما تحقق دولة آل محمد الکفاية المطلقة لکل واحد من أبناء الجنس البشري، والرخاء المطلق للجميع فلا يبقي علي وجه الأرض محتاج واحد، أو معوز واحد، ولا يجد أصحاب الأموال رجلا واحدا يقبل زکاة أموالهم، وعندما يجد الناس الذهب والفضة مکومة کالجبال، وکرمال الصحاري، فما هو الداعي لأسباب التنازع الاقتصادي!! وهکذا في کل الأمور حيث تتولي دولة آل محمد القضاء علي أسباب الشر واجتثاثها من الأرض لتضمن حالة الانسجام المطلق بين أبناء الجنس البشري، وعدم وجود ما يکدر صفوهم، أو ينغص عيشهم، ثم إن الإمام المهدي وطاقم حکومته، لن يوقظوا نائما ولن يهرقوا دما (الحديث رقم 130 ج 1) وسيرحمون مساکين العالم فيشعرون کأن.



[ صفحه 315]



الدولة تلعقهم الزبدة (الحديث رقم 131) وفي الحقيقة فإن کافة سکان العالم مساکين ومستضعفين لأنهم خرجوا علي الفور وتحرروا من ظلم الظالمين، ومن محاکم تفتيشهم ومن معسکرات اعتقالهم فعهد دولة آل محمد هو فترة نقاهة لمستضعفي العالم، وهو فترة أمن ورخاء في عالم قسي الظالمون علي أهله وسلبوهم الأمن والرخاء.

وما يساعد علي تحقيق الانسجام العام الجو النفسي الخاص الذي تخلقه الکفاية، ويحققه الرخاء حيث تتفتح مدارک العقل البشري ومواهبه التي أغلقها الجبابرة والظالمون، ويصل الإنسان إلي قمة الوعي البشرية ويکتمل إيمانهم.

(راجع الحديث رقم 1093)، وتطهر نواياها بعد القضاء التام علي أسباب الخلاف والتنازع بين بني البشر وتطهير الأرض من الظلم والظالمين وانتشار المعرفة، فتکتمل العقول والأحلام (الحديث رقم 866) وتؤکد أحاديث الأئمة الکرام بأن العالم قبل ظهور المهدي سيعرف 2 : 27 جزءا من المعارف والعلوم فإذا ظهر الإمام المهدي وقامت دولة آل محمد ينشر الله العلم کله بين الناس. (راجع الحديث رقم 1127)، قال الإمام الصادق: (إذا قام قائمنا، وضع الله يده علي رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم وکملت به أحلامهم). (الحديث رقم 869)، وقال الإمام الصادق أيضا عن الإمام المهدي:)... فيعطيکم في السنة عطاءين، ويرزقکم في الشهر رزقين، وتؤتون الحکمة في زمانه، حتي أن المرأة لتقضي في بيتها بکتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وآله وسلم). (الحديث رقم 868 ج 4 من معجم أحاديث الإمام المهدي).

وستتأثر کافة المخلوقات بحالة الانسجام التام السائد في بني البشر فالأحاديث النبوية تتحدث عن سماء تعطي کل قطرها ومائها، وعن أرض تخرج کل کنوزها ونفائسها ونباتها، وعن ملائکة تضع نفسها تحت تصرف دولة آل محمد کما وثقنا ذلک، قال الإمام الرضا، إذا قام قائمنا يأمر الله الملائکة بالسلام علي المؤمنين، والجلوس معهم في مجالسهم، فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم بعض الملائکة أن يحمله، فيحمله الملک حتي يأتي القائم فيقضي حاجته، ثم يرده، ومن المؤمنين من يسير في السحاب، ومنهم من يسير مع.



[ صفحه 316]



الملائکة مشيا ومنهم من يسبق الملائکة، ومنهم من يتحاکم الملائکة إليه، والمؤمن أکرم علي الله من الملائکة، ومنهم من يصيره القائم قاضيا بين مائة ألف من الملائکة. (راجع الحديث رقم 1231)، قال الإمام جعفر الصادق: (إن المؤمن في زمن الإمام المهدي وهو في المشرق ليري أخاه الذي في المغرب، وکذا الذي في المغرب يري أخاه الذي في المشرق). (الحديث رقم 1130)، وقال أيضا: (إن الله يمد بالأسماع والأبصار حتي لا يکون بين الإمام المهدي وبين شيعته بريد). (الحديث رقم 1131)، وروي أيضا بأنه إذا قام القائم، استنزل المؤمن الطير من الهواء فيذبحه ويشويه، ويأکل لحمه، ولا يکسر عظمه، ثم يقول له إحي بإذن الله فيحيي، ويطير، وکذا الظباء من الصحاري، ويکون ضوء البلاد ونورها ولا يحتاجون إلي شمس ولا قمر، ولا يکون علي وجه الأرض مؤذ، ولا شر ولا سم، ولا فساد، لأن الدعوة سماوية ليست أرضية، ولا يکون للشيطان فيها وسوسة، ولا شئ من الفساد.

قال الإمام الحسن عن الإمام المهدي:... يدين له عرض البلاد وطولها، ولا يبقي کافر إلا آمن به، ولا طالح إلا صلح، وتصطلح في ملکه السباع...

الحديث رقم 692) وروي أيضا بأن الذئب سيرعي مع الغنم وکأنه کلبها.. إنها حالة من الانسجام المطلق بين بني البشر، وبين الکائنات المسخرة لهم!!!