بازگشت

طبيعة دولة الامام المهدي أو دولة آل محمد


دولة دينية ولکن طبيعة دولة المهدي أو دولة آل محمد مختلفة بالکامل عن طبيعة الدول التي عرفتها البشرية طوال تاريخها، فلا نعرف دولة علي الإطلاق قد حظيت بالدعم الإلهي الدائم والمطلق کما تحظي به دولة الإمام المهدي فالملائکة الکرام فرقة دائمة من فرق جيشها کما أسلفنا، وکافة الآيات والمعجزات التي خص الله بها أنبياءه ورسله تحت تصرف الإمام المهدي کما وثقنا، ورسل وأنبياء وأولياء صالحون يعملون مع المهدي ويأتمرون بأمره کما أثبتنا، ويفهم من حديث الباقر بأن القوي الطبيعية ستکون مسخرات للإمام المهدي الحديث رقم 870 ج 3، ثم إن الإمام المهدي ليس نبيا وليس رسولا إنما هو إمام شرعي، اختاره الله سبحانه تعالي وسبقه أحد عشر إماما، ومع هذا تکلف دولته بتحقيق غايات وإنجاز مهمات لم يکلف نبي ولا رسول ولا إمام من قبل بتحقيقها وإنجازها!! إنها دولة دينية لأن الدين محور اهتمامها، ومبرر وجودها، وقانونها النافذ، وإمکانيات الدولة مسخرة.



[ صفحه 311]



لتحقيق الغايات والأهداف الدينية، لکنها ليست علي شاکلة الدول التاريخية التي ادعت بأنها دول دينية، ولا علي شاکلة دول الأنبياء والرسل التي عرفنا نماذجها، إنها دولة دينية من نوع خاص!! وهي نسيج وحدها تماما، من حيث مداها وشمول ملکها، فدولة الإمام المهدي کما أسلفنا تشمل العالم کله. (راجع الحديث رقم 858)، ويشمل ملک الإمام المهدي العالم أيضا (الحديث رقم 959)، وهذه حالة فريدة لم يتحقق مثلها في دول الملوک الذين ادعوا بأن دولهم دينية، ولا في الدول التي أسسها الأنبياء والرسل!! ثم إن هناک ظاهرة عجيبة وفريدة من نوعها في دولة الإمام المهدي تتمثل بتسخير کامل لمخزونات الأرض والسماء لتحقيق الأهداف التي وعدت دولة الإمام المهدي بتحقيقها، فکم أکد الرسول الأعظم والأئمة الکرام بأن الأرض في عهد الإمام المهدي ستخرج کل کنوزها ونفائسها ونباتها، وأن السماء ستنزل کل قطرها ومائها وبرکاتها وقد وثقنا ذلک وتلک حالة فريدة من نوعها، إنها عرض کامل لبرکات الحکم الإلهي الأمثل!!! وتصحيح عملي لمفاهيم البشرية الخاطئة عن الحکم الديني الإلهي الحقيقي.