بازگشت

الوعد الالهي بدولة آل محمد


لما تبين للرسول الأعظم بأن القوم ماضون في برنامجهم، وأنهم سيحولون بالفعل بين أئمة أهل بيت النبوة وبين الخلافة، وفوق ذلک سيصبون نقمتهم علي آل محمد ويشردونهم، ويطردونهم، ويقتلونهم تقتيلا وأن أعداء الله الذين حاربوه بالأمس حتي أحيط بهم، فاضطروا لإعلان إسلامهم هم الذين سيتولون خلافته، وسيحکمون أمته!! وأن کافة عري الإسلام ستحل، وأنه لن يبقي من الإسلام إلا اسمه ورسمه، ويذوب قلبه حزنا وأسفا ولا يري بعدها ضاحکا أبدا، وعلم الله بحجم الهم والحزن الذي أناخ بکلاله الثقال علي قلب النبي الشريف، فيعده بدولة آل محمد، وأنها ستکون آخر الدول، وهي دولة من نوع خاص، حيث ستحکم العالم کله، ويخضع لسلطانها کل سکان الکرة الأرضية، وأن مؤسس تلک الدولة هو حفيد النبي، محمد بن الحسن، وهو المهدي المنتظر، وأوحي الله إلي نبيه بکافة المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع، فسر النبي سرورا بالغا وبدأ جهدا مکثفا جديدا لإطلاع المسلمين علي ما أوحي إليه، واطلعهم بالفعل علي کل ما أوحي إليه بهذا المجال من أنباء الغيب، فدولة آل محمد ستملأ الأرض کلها عدلا وقسطا، کما ملئت جورا وظلما، ودولة آل محمد ستنتقم من الظالمين، وتفتح کافة حصون الضلالة، ودولة آل محمد ستحقق الکفاية والرخاء للجميع، وسيرضي عنها الجميع، إنها طراز خاص من الدول بعض وزائها من الرسل والأنبياء وبعضهم من الصديقين والأولياء، عدلها يتسع للبر والفاجر، إنها دولة الجنس البشري، لقد فرح النبي وأهل بيته بهذا الوعد الإلهي، وأيقنوا أنه.



[ صفحه 307]



واقع لا محالة لأن الله لا يخلف وعده. أما أعداء الله وبطون قريش فقد صدموا من حجم التعويض الإلهي لأهل بيت النبوة، وحزنوا لأن الله خص أهل بيت النبوة بالمهدي، وحرم بطون قريش من هذا الشرف، فازدادوا حسدا فوق الحسد، وحقدا مع أحقادهم، فأخذوا يخفون هذه المعلومات، ويشککون بما شاع منها وانتشر.