سعي الامام المهدي لتجنب المواجهة مع الغرب
بعد أن يوحد الإمام المهدي العالم الإسلامي، ويقضي علي جبابرته، ويفتح کافة حصون الظلام فيه يبدأ الإمام المهدي بالاستعداد لمواجهة الغرب لفتح حصون الضلالة فيه، والقضاء علي جباريه وعلي حکم الظلمة فيه، ونشر الإسلام في بلاد الغرب.
ويبدو أن خطة الإمام المهدي ستترکز علي عزل ظالمي الغرب عن شعوبهم، وإقناع شعوب الغرب بأنه لا مصلحة لها بالدخول في حرب مع الإمام المهدي، لأن الإمام المهدي مهمته أن ينقذ العالم من قبضة الظالمين الجبابرة، وأن يطهر الأرض من وجودهم، وأن الله والمهدي والشعوب المظلومة يقفون في معسکر واحد ضد الظلمة.
وعلي هذا وخدمة لهذا التوجه وبتوجيه إلهي يقوم الإمام المهدي باستخراج تابوت السکينة من بحيرة طبرية، ويستخرج النسخة الأصلية من الإنجيل والنسخة الأصلية من التوراة، ويعلن الإمام المهدي وبکل وسائل الإعلان عن حيازته لهذه الأدلة المادية القاطعة، والبراهين الساطعة، ويلوح بعصا موسي وبحيازته لها، وبکافة الآيات والمعجزات التي خصه الله تعالي بها، ويفاخر بأن عيسي بن مريم وزيره وتابعه ومن يصلي خلفه، وسيحاول الإمام المهدي أن يفتح أبواب الحوار بينه وبين العالم الغربي، وأن يتجنب الحرب معه ما وسعه الجهد طمعا بتجنيب شعوب العالم الغربي ويلات حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. (راجع أحاديث استخراج التابوت، والتوراة والإنجيل ذوات الأرقام 203 و 226 و 225 و 227).
وخدمة لهذا التوجه يعقد الإمام المهدي معهم هدنا متعددة، ويغض الطرف عن نقضهم لتلک الهدنة، وتجري مبادلات تجارية بين دولة المهدي والعالم.
[ صفحه 289]
الغربي حيث يختلف التجار المسلمون إلي بلادهم، وتجار الغرب إلي العالم الإسلامي، ويحاول الإمام المهدي أن يفتح أبواب الحوار بين الشرق والغرب وأن يوظف حالة الهدنة لصالح السلام الهادف. (راجع الحديث رقم 224 ج 1).