بازگشت

الاستعانة بالمنافقين و الفاسقين و المرتزقة


قال ابن حجر في فتح الباري (والذي يظهر من سيرة عمر رضي الله عنه في أمرائه الذين کان يؤمرهم في البلاد أنه کان لا يراعي الأفضل في الدين فقط، بل کان يضم إليه الذي عنده مزيد من المعرفة السياسية، فلأجل ذلک استخلف معاوية



[ صفحه 29]



والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن العاص مع وجود من هو أفضل منهم في أمر الدين والعلم، (راجع فتح الباري، کتاب الأحکام ج 13 ص 198).

قال حذيفة: (أمين سر رسول الله) لعمر بن الخطاب يوما: (يا عمر إنک تستعين بالرجل الفاجر)، (راجع کنز العمال ج 5 ص 77) (والله يا عمر إنک تستعمل من يخون وتقول ليس عليک شئ وعاملک يفعل کذا وکذا)، (راجع تاريخ الطبري ج 5 ص 31)، وکان عمر يعلم أن الذين يستعين بهم ويستعملهم فجار، أو منافقون أو خونة لله ولرسوله ولکنه کان يبرر استعماله لهم بالقول:

(نستعين بقوة المنافق، وإثمه عليه). (رواه ابن أبي شيبة والبيهقي، راجع کنز العمال ج 4 ص 614). وهکذا صارت الاستعانة وتأمير الفاسقين والمنافقين والفجار طمعا بقوتهم سنة ونظرية تتبناها دولة البطون وتنفذها بوفاء، فأينما وجدت القوة، استعانت بصاحبها بغض النظر عن دينه، أو علمه أو سابقته أو جهاده أو ماضيه، والقوة تعني الالتزام بسياسة الدولة العامة، والولاء لها، وکراهية أعدائها، وحرمان أولئک الأعداء وأوليائهم من کافة الوظائف العامة، والکارثة حقا أن (أعداء) الدولة ومعارضيها سواء بالعلن أم بالسر هم أولياء النبي وقرابته الأدنون، ومن قام الإسلام کله علي أکتافهم!!