بروز علامات الظهور و تواليها
لم يترک رسول الله المسلمين في حالة غموض، إنما بين لهم بيانا کافيا کافة الأمور المتعلقة بالإمام المهدي، ووصفها وصفا دقيقا، فأکد علي وجود علامات تسبق ظهور الإمام المهدي وتتزامن مع هذا الظهور، وأن هذه العلامات ستبرز تباعا ويتوالي ظهورها، حتي إذا اکتمل ظهورها، طلع الإمام المهدي وظهر للعالم کالنجم الثاقب المتألق. وقد وصف رسول الله هذه العلامات وصفا علميا دقيقا، تفهمه العامة والخاصة، وهي من الوضوح بحيث أنها لا تخفي علي أحد إن بدأت بالظهور، وقد أفردنا في البحوث السابقة فصلا خاصا عن علامات الظهور.
ولا تبدأ إلا بعد أن يتيقن العالم ويقر إقرارا صريحا أو ضمنيا، بإفلاس کافة العقائد الوضعية، وأنماط الحکم المنبثقة عنها وعدم أهليتها لسياسة وإدارة الجنس البشري، وأن تلک العقائد والأنماط هي التي ملأت الأرض بالظلم والجور، وأن مشاکل العالم عصية ومستعصية علي الحل، وأن المهدي المنتظر هو المؤهل الوحيد والقادر علي أن يملأ الأرض عدلا وقسطا کما ملئت جورا وظلما، وأن العدل الإلهي والحکم الإلهي وقيادة أولياء الله هي المخرج الوحيد للعالم عندئذ تبدأ علامات الظهور بالبروز واحدة تلو الأخري، وبالصورة التي بسطناها في موضعها وحتي تکتمل.