بازگشت

علماء دولة الخلافة يعثرون علي نظرية الامام المهدي


بوقت قصير جدا عثر علماء دولة الخلافة علي نظرية الإمام المهدي المنتظر، واکتشفوا أنها نظرية إسلامية من جميع الوجوه، وأن الأحاديث المتعلقة بها قد صدرت بالفعل عن رسول الله، وأن هذه النظرية جزء لا يتجزء من النظام السياسي الإسلامي وأن الرسول قد بشر بالفعل بالمهدي المنتظر، وأکد وبکل



[ صفحه 278]



وسائل التأکيد علي حتمية ظهوره، وأن هذا المهدي من عترة النبي أهل بيته، وأنه خاتم أئمة أهل بيت النبوة، وأنه سيبايع حتما بين الرکن والمقام، أو بين زمزم والمقام، وأنه سيؤسس دولة آل محمد، وسيفتح أقاليم الأرض کلها، وينتقم من الظالمين، ويسقط کافة حصونهم، ويکون دولة عالمية، وأنه سيملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما، وأن سکان العالم في زمانه سيعتنقون جميعهم دين الإسلام، وأن عيسي ابن مريم سينزل من السماء في زمانه، فيکون وزيرا له، ويصلي خلفه، وتوصلوا إلي اسمه واسم أبيه وکنيته، وإلي علامات ظهوره، وکل هذه المعلومات قد استقوها من أحاديث نبوية صحت عندهم، وتواترت بينهم، ورووها عن النبي بنفس الطرق والوسائل التي رووا فيها أحام الدين الأساسية من صلاة وصوم وزکاة وحج... الخ، وبعد أن رووا هذه الأحاديث أخرجوها في صحاحهم ومسانيدهم ولشد ما عجبوا عندما اکتشفوا أن أهل بيت النبوة کانوا يعرفون هذه الأحاديث قبلهم بمائة سنة، وأن مضامين هذه الأحاديث صحيحة عند أهل بيت النبوة، ومتواترة بينهم.

وهکذا أجمعت الأمة أئمة أهل بيت النبوة وشيعتهم، والخلفاء وشيعتهم علي صحة نظرية الإمام المهدي المنتظر، وجزمت الأمة بأسرها علي أن الأحاديث النبوية التي تحدثت عن المقاطع الأساسية لنظرية الإمام المهدي المنتظر قد صدرت بالفعل عن رسول الله، وأنها جزء من أنباء الغيب التي أوحاها الله لرسوله، لأن الرسول لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله إياها، وبالتالي صار الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر جزء من عقيدة المسلم الدينية، وظهرت نظرية الإمام المهدي ظهورا عاما وشاملا ونهائيا، فليس بإمکان قوة في الأرض أن تمحو هذا الاعتقاد من نفوس المسلمين، وقد فشلت کافة محاولات التشکيک بهذا الاعتقاد، وبقيت نظرية الإمام المهدي صامدة، وشامخة، وقد تعرضنا لمحاولات التشکيک وأثبتنا فسادها وفشلها..



[ صفحه 279]