بازگشت

کيف غيبت دولة الخلافة نظرية الامام المهدي المنتظر و احفتها؟


لما قبضت بطون قريش علي منصب الخلافة بالقوة والتغلب والقهر وکثرة الأتباع، عزلت أهل بيت النبوة وأولياءهم عزلا تاما، وحرمت عليهم تولي الوظائف العامة وبنفس الوقت قربت أعداء أهل بيت النبوة، ومن لا يرون لأهل البيت أي فضل، وسلمتهم الإمارات وقيادات الجيوش والأعمال، وحتي لا تحرج.



[ صفحه 273]



دولة الخلافة نفسها، وحتي لا يحتج أهل بيت النبوة وأولياؤهم بالنصوص الشرعية والأحاديث النبوية، أصدرت دولة الخلافة قرارا أو مرسوما يمنع منعا باتا کتابة ورواية الأحاديث النبوية بأي أمر من الأمور، وکان هذا أول مرسوم أعلنه الخليفة الأول بعد استلامه للسلطة، والأعظم أن دولة الخلافة قامت بحرق المکتوب من أحاديث الرسول، وبررت دولة الخلافة مرسومها هذا بالقول: (بأن کتاب الله يکفي ولا حاجة لحديث رسول الله، لأنه يورث الخلاف والاختلاف علي حد تعبير الخليفة الأول فقد خاطب المسلمين قائلا: (فمن سألکم عن شئ فقولوا بيننا وبينکم کتاب الله. وبقيت قرارات مؤسسي دولة الخلافة سارية المفعول طوال مائة عام، لأنه لم يجرؤ أحد أن يعيب أو ينقض سنة الخلفاء الثلاثة الأول المؤسسين للخلافة التاريخية لأن تلک الخلافة راشدة، وبالتالي لم يتمکن أحد من رواية وکتابة الأحاديث النبوية التي اشتملت عليها نظرية المهدي المنتظر، لأن هذا المهدي من أهل بيت النبوة، ولأن النبي قد أکد بأنه ختم أئمة أهل البيت، فإذا انتشرت الأحاديث النبوية التي تصدع بإمامته فيقول المسلمون ما بال الذين سبقوه من أئمة أهل البيت لم يتولوا الخلافة!! وفي ذلک إحراج للخلفاء، ونسف لثقافتهم، لذلک غيبت کافة الأحاديث النبوية التي تحدثت عن المهدي المنتظر طوال المائة عام التي منعت فيها دولة الخلافة کتابة ورواية الأحاديث النبوية، ولم يکن بوسع أحد من المسلمين أن يتحدث خلال تلک المدة عن المهدي المنتظر أو عن أهل بيت النبوة، أو يروي عنهم أي حديث نبوي إلا سرا، خوفا من بطش دولة الخلافة، وتجنبا لإسخاط الخلفاء، وحرصا علي العطاء، أو الحصول علي حصة مناسبة من النفوذ بتلک الدولة. أما أئمة أهل بيت النبوة، ورثة علمي النبوة والکتاب، فقد کانوا يتحدثون بالسر للصفوة القليلة من أوليائهم حتي لا يجعلوا لدولة الخلافة عليهم سبيلا لأن هدف دولة الخلافة آنذاک کان منصبا علي إيجاد السبل للقضاء التام علي أهل بيت النبوة حتي لا يکشفوا حقيقة ما جري فيما بعد، وحتي لا يکتشف الناس طبيعة دولة الخلافة. والأسس التي قامت عليها، وهکذا نجح الخلفاء بتغييب وإخفاء المعالم الأساسية لنظرية المهدي المنتظر طوال مائة عام. ويمکنک أن تقف علي محنة الحديث النبوي وأساليب زعامة بطون قريش.



[ صفحه 274]



للتشکيک به وتفريغه من مضامينه ومحتواه في کتابنا (المواجهة).