ظهرت نظرية الإمام المهدي المنتظر علي يد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقد بين للمسلمين ما أوحي إليه ربه حول الإمام المهدي المنتظر، وأطلعهم علي کليات وتفاصيل هذه النظرية تماما، کما أوحيت إليه، وفهم المسلمون الذين استمعوا إليه، وفهموا منه بأن الإمام المهدي المنتظر هو خاتم أئمة أهل بيت النبوة الذين اختارهم الله تعالي لقيادة الأمة من بعده، وأن ظهور الإمام المهدي من الحتميات الإلهية التي لا بد من وقوعها، ذات يوم، وأکد الرسول هذه الحقيقة بکل وسائل التأکيد، وبينها بکل طرق البيان إلي درجة أن الرسول قد قال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذات اليوم حتي يبعث الله الإمام المهدي فيملأ الأرض عدلا)، وقد فصلنا ذلک ووثقناه توثيقا کافيا في الأبواب السابقة وأجمعت الأمة علي حتمية صدور هذه الأحاديث عن رسول الله. کان المسلمون علي عهد رسول الله يرسلون هذه الحقائق التي سمعوها من رسول الله إرسال المسلمات، ويعتبرونها جزءا من علوم الغيب التي خص الله بها نبيه، ويؤمنون بها کما يؤمنون ببقية الأمور الغيبية من جنة ونار وعذاب وثواب، مع الاختلاف بعمق هذا الإيمان من فرد إلي فرد..



[ صفحه 271]