لخص رسول الله معارک الإمام المهدي بسلسلة من الأحاديث التي عالجت هذه الناحية نوجزها فيما يلي:

1 - قال رسول الله أن المهدي المنتظر (... لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف، حتي يقول کثير من الناس، ليس هذا من آل محمد، ولو کان من آل محمد رحم). (راجع الحديث رقم 841 ج 3).

وتکمن علة هذه البداية بأن بطون قريش هي صاحبة نظريات تأخير آل محمد، وتجاهل مکانتهم، وعدم الاعتراف بها، وهي صاحبة النظرية الشهيرة.



[ صفحه 266]



(النبوة لبني هاشم والملک لبطون قريش) وقريش هي التي اخترعت فقه الهوي، وأوجدت ثقافة التاريخ، وحولت الفقه والثقافة إلي مناهج تربوية وتعليمية فرضتها بالقوة علي الناس وبطون قريش هي الأکثر کراهية في العالم لرئاسة آل محمد، فمن الطبيعي أن يرتب المهدي أموره مع هذه البطون، وأن يحاسبها حسابا عسيرا علي ما فرطت في جنب الله، وما تسببت به من هدم الشرعية الإلهية وحرمان البشرية من حکومة آل محمد، ومن عدلهم، ومن علمهم.

ولأن قريش لها تأثير علي العرب، فبعض الروايات بينت بأنه لن يخرج مع المهدي في البداية من العرب أحد، لأن العرب هم أکثر الناس تأثرا بثقافة التاريخ وفقه الهوي وکراهية لرئاسة آل محمد، وهنا يکمن السبب في أن المهدي سيبدأ بقريش، وسيصب نقمته عليها، وقد توسعنا في هذه الناحية عندما بحثنا العقيدة القتالية للإمام المهدي وأصحابه. وبعد أن يصفي الإمام المهدي حساباته مع قريش ومع العرب ينطلق.

2 - إن الإمام المهدي سيفتح کافة حصون الضلالة في العالم فعند ظهور الإمام المهدي سيکون أئمة الضلالة قد أحکموا سيطرتهم علي العالم، فيدخل الإمام المهدي بمواجهة معهم ويفتح حصونهم جميعا. وقد صرح رسول الله بهذه الحقيقة إلي ابنته الزهراء فاطمة قائلا: (... يا فاطمة والذي بعثني بالحق، وإن منهما (أي الحسن والحسين) مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا، وتظاهرت الفتن، وتقطعت السبل، وأغار بعضهم علي بعض... فيبعث الله عز وجل عند ذلک منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا، يقوم بالدين في آخر الزمان کما قمت به أول الزمان)... (الحديث رقم 79 ج 1).

3 - ثم إن الرسول الأعظم قد أکد بشکل قاطع بأن الإمام المهدي سيظهر حتما علي الجبابرة في الأرض حيث قال... (فيجتمع إليه (أي للمهدي) ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا فيهم نسوة، فيظهر علي کل جبار وابن جبار...) (الحديث رقم 34 ج 1).

4 - وبين الرسول الکريم أن هذه الحتمية وعد إلهي، وقرار محتوم حيث أخبره الله تعالي به عندما أسري به إلي السماء السابعة، ومنها إلي سدرة المنتهي،



[ صفحه 267]



ومنها إلي حجب النور حيث کلمه الله تعالي قائلا: (وبالقائم منکم أعمر أرضي، وبه أطهر الأرض من أعدائي، وأورثها أوليائي...) (الحديث رقم 123 ج 1).

5 - وأکد الرسول الأعظم أن الإمام المهدي في معارکه وحروبه ملتزم بالشرعية، ومنفذ لغاياتها وعبر عن هذه الحقيقة بقوله: (وهو رجل من عترتي يقاتل علي سنتي، کما قاتلت علي الوحي). (راجع الحديث رقم 136 ج 1 وراجع مراجع أهل السنة المدونة تحته). وبين الرسول الأعظم حقيقة هذا الالتزام بقوله: (يقفوا أثري لا يخطئ). (راجع الحديث رقم 137).

6 - وتقريبا للصورة، أجري رسول الله مقارنة بين فتوحات ذي القرنين، وبين فتوحات المهدي فقال صلي الله عليه وآله وسلم: (... حتي لا يبقي منهلا ولا موضعا من سهل ولا جبل وطئه ذو القرنين إلا وطئه، يظهر الله عز وجل له کنوز الأرض ومعادنها وينصره بالرعب).. (الحديث رقم 158 ج 1).

7 - أکد الرسول الأعظم بأن الإمام المهدي سيفتح بإذن الله شرق الأرض وغربها، بقوله: (... يملأ الأرض عدلا وقسطا کما ملئت ظلما وجورا، فيفتح الله له شرق الأرض وغربها، ويقتل الناس حتي لا يبقي إلا دين محمد، ويسير بسيرة سليمان بن داود، ويدعو الشمس والقمر، فيجيبانه، وتطوي له الأرض، ويوحي إليه فيعمل بالوحي بأمر الله). (راجع الحديث رقم 859 ج 4).

8 - وبين الرسول أيضا: (بأنه إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في کل أقليم رجلا يقول له: (عهدک في کفک، فإذا ورد عليک أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه، فانظر في کفک واعمل بما فيها. (الحديث رقم 858 ج 4).