مواجهة المهدي لائمة الضلالة قدر محتوم لا مفر منه
رأينا أن الإمام المهدي مکلف إلهيا بتحقيق غايات کبري لا بد من تحقيقها ومن هذه الغايات تطهير الأرض من أعداء الله، والظالمون هم أشرس وأقذر أعداء الله، ومن مهام المهدي أن يملأ الأرض بالعدل والقسط کما ملأها الظالمون المجرمون بالظلم والعدوان والجور، وتلک غايات لا يمکن تحقيقها دون القضاء التام علي الظالمين، وقصمهم وبمنتهي العنف والقسوة، أئمة الضلالة يرفضون التخلي عن الحکم طوعا، ويرفضون رفع فقههم الفاسد من واقع الحياة، ويرفضون أن يعطوا الحرية للشعوب لتختار ما تريد، وهم يلوحون بالقوة والقهر باعتبارهما أساس حکمهم وعماد وجودهم، وهم يقبلون بالقوة کحکم فصل بينهم وبين الإمام المهدي، الذي لا يخفي أهدافه، المتمثلة بالقضاء علي حکم الظالمين وتأديبهم، ومحاکمتهم علي جرائمهم، وتحرير البشرية من سطوتهم. والمهدي لن يتراجع عن تحقيق أهدافه، لأنه ملزم إلهيا بتحقيقها. وأئمة الضلالة لن يتراجعوا عن مواقفهم المتزمتة، فمعني ذلک کله حدوث ووقوع المواجهة، ونشوب حرب ضروس تطعن فيها الکلي، وتقطع فيها الرقاب. حرب حقيقية بين المهدي وجند الله من جهة، وبين أئمة الضلالة في العالم ومن والاهم رغبة أو رهبة من جهة أخري.