بازگشت

المشکلة العظمي تتمثل بائمة الضلالة أو الحکام الظالمين


بينا في الفصول السابقة أن الإمام المهدي لن يظهر قبل أن يرقي الظلمة، أو بمعني آخر قبل أن يحکم الظالمون العالم کله، ويعمموا فقه الهوي بين الناس، فکل ظالم يجمع الظلمة والمنتفعين من ظلمه وينقض علي الإقليم الذي يقيمون فيه، ثم يستولي علي السلطة بالقوة والتغلب والقهر، ويحکمون سيطرتهم، ثم تبدأ بعد ذلک عملية التنافس بين أئمة الضلالة لتوسيع رقعة ممالکهم، أو نفوذهم فيشعلون حروبا لا ناقة للشعوب فيها ولا جمل، ونتيجة لحکم الظالمين ولتعميم فقه الهوي، وللتنافس المقيت علي توسيع رقعة الملک أو مدي النفوذ تمتلئ الأرض کلها بالظلم والجور والعدوان وهي ثمرات طبيعية لوجود أئمة الضلالة، ولسيادة فقههم الفاسد وأثناء إحکام الظالمين لسيطرتهم ولقبضتهم الحديدية علي.



[ صفحه 256]



الشعوب يزرعون في قلوب أبناء الشعوب الأرض وقبائله الرعب والهلع والخوف، فمصير الذي لا يسير برکابهم الموت الزؤام، أو قطع رزقه وحرمانه من حقوقه، وتجويعه حتي الموت البطئ، تلک الأساليب الإجرامية التي عممها الظالمون في الأرض طبعت أبناء الجنس البشري بطابع الذل، ووسمتهم بسمة العبودية، وأبطلت في نفوسهم عناصر المقاومة، وجعلت الرعب والخوف مقيما دائما بلا شعور کل واحد من ضحايا الظلم والظالمين. وتحول کل واحد من رعاياهم إلي آلة بأيديهم أو مطية من مطاياهم أو عبد من عبيدهم.