انها طبيعة اعوان المهدي و انصاره
رسل وأنبياء وأولياء ووثائق أعوان للمهدي وأنصار له
لقد خص الله عبده الإمام المهدي بکرامات خاصة، ما خص بها أحدا من عباده، وأيده تأييدا لم يؤيد به أحدا من قبل، وأعطاه من المعجزات ما يفوق حدي التصور والتصديق، وتکمن علة ذلک کله في أن الله تعالي لم يکلف رسولا ولا نبيا قط بما کلف به الإمام المهدي، فقد اقتصرت مهمة کل رسول عمليا علي هداية قومه، وکلف کل رسول ببذل عناية، ولم يکلف بتحقيق غاية، فإذا بذل الرسول أي رسول عنايته وجهده بهداية قومه، ولم يستجيبوا له، ففي هذه الحالة لا يقوي ذلک الرسول والقلة القليلة التي اتبعته علي المواجهة مع الأکثرية الساحقة التي تتبع إمام الکفر، لأن المواجهة بهذه الحالة انتحار حقيقي، عندئذ يتولي الله مواجهة إمام الکفر وأتباعه، فيسلط عليهم بعض جنده ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر، فيحسم الصراع في هذه المنطقة أو تلک، ويتحول إلي واقعة في تاريخ البشر.
أما الإمام المهدي فهو مکلف إلهيا بتحقيق غاية لا بد من تحقيقها ولا يکفي منه بذل الجهد والعناية، فيجب وجوبا القضاء علي أئمة الضلالة في الأرض کلها ورفع حکمهم الجائر وإلغائه من الأرض، ويجب وجوبا إقامة دولة العدل الإلهي - دولة آل محمد - التي يشمل سلطانها کافة بقاع الکرة الأرضية، ويجب وجوبا تطبيق المنظومة الحقوقية الإلهية علي سکان الکرة الأرضية جميعا، ويجب وجوبا وکثمرة لکل ذلک أن تمتلئ الأرض بالعدل والقسط، وأن تتحقق الکفاية،.
[ صفحه 249]
ويحصل الرخاء التام لکل أبناء الحسن البشري، ولا يقبل من الإمام المهدي أي عذر، فهذه أمور حتمية يتوجب تحقيقها جميعا، ولکن بالمقابل فإن الله تعالي قد وضع تحت تصرف المهدي الدعم والتأييد الکاملين اللازمين لتحقيق هذه الغايات الکبري، فما من معجزة خص الله بها نبيا أو رسولا إلا وبإمکان المهدي أن يستعملها وقد وثقنا ذلک، والاهم أن الأرض ملزمة بإخراج کنوزها ومائها ونباتها، وأن السماء ملزمة إلهيا بأن تنزل قطرها، وأن فرقا کاملة من الملائکة مجندة وتحت تصرف الإمام المهدي. هذه الإمکانيات الهائلة مسخرة إلهيا لخدمة الغايات الکبري التي کلف المهدي إلهيا بتحقيقها.