جموع المؤيدين للامام المهدي
بعد أن يظهر الإمام المهدي نفسه ويبايع في مکة، ويدخل أهلها في طاعته، وبعد أن ينتشر نبأ واقعة الخسف بجيش السفياني، وبعد أن يسمع الناس النداء السماوي، وتتوالي أنباء الآيات والمعجزات التي زود الله بها الإمام المهدي، يتردد.
[ صفحه 245]
اسم المهدي علي کل لسان، ويتيقن الخاصة والعامة بأن نجم المهدي قد تألق بالفعل، وأن خطه هو الطريق إلي المستقبل، عندئذ يبدأ الناس بالتعرف عليه، والتعاطف معه، والتفکير بطرق التخلص من أئمة الضلالة، ولکن علي استحياء، لأن لا شعورهم مسکون بالرعب والخوف من الظالمين، وبالتالي لن تکون لهم القدرة علي المواجهة، لأنهم مهزومون من داخل نفوسهم، ولکنهم يقولون بأنفسهم لو جاءهم المهدي لما قاتلوه، أما المجتمعات التي تخلصت من حکم الظالمين فإن أبناءها سيؤيدون المهدي رغبة بما فيه يديه أو رهبة، أو قناعة بسيطة به. فبعد مبايعته في مکة وبسط سلطانه عليها يخرج معه عشرة آلاف مقاتل فيسير بهم وهو يحمل راية رسول الله: (السحابة) ودرع رسول الله (السابغة) ويتقلد سيف رسول الله ذي الفقار... (راجع الحديث رقم 831)، وفي المدينة يتبعه أناس منها بعد أن يبسط سلطانه عليها، ثم يؤيده حملة الرايات السود دون أن يروه، ويؤيده أناس من مصر ومن الشام، ومن العراق، ومن اليمن، ومن غيرها فيأتون إليه وينضمون لمعسکره أو ينتظرون قدومه، أو يبعثون له بالبيعة. وتصف الأحاديث أنماط هذا التأييد وإليک نماذجا منها.
1 - قال الإمام (الباقر): (إن الله يلقي في قلوب شيعتنا الرعب، فإذا قام قائمنا وظهر مهدينا، کان الرجل أجرأ من ليث وأمضي من سنان). (الحديث رقم 821 ج 3).
2 - ومثله قول الإمام الصادق: (بينما شباب الشيعة علي ظهور سطوحهم ينامون، إذ توافوا إلي صاحبهم في ليلة واحدة علي غير ميعاد، فيصبحون بمکة).
(الحديث رقم 1080).
3 - وقول الصادق أيضا: يکون مع القائم ثلاث عشرة امرأة، وعندما سئل وما يصنع بهن؟ قال: يداوين الجرحي، ويقمن علي المرضي... (الحديث 1094).
4 - قال الإمام علي: إذا قام قائم آل محمد جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب، فيجتمعون کما يجتمع قزع الخريف... (الحديث رقم 642)..
[ صفحه 246]