احداث الحجاز و ظهور الإمام المهدي
بينت الأحاديث النبوية التي رواها أئمة أهل بيت النبوة، والعلماء الأعلام من شيعة الخلفاء (أهل السنة) أنه بالوقت الذي يتأهب فيه المهدي المنتظر للظهور ستحدث أزمة حکم في دولة الحجاز وما حوله، بعد أن يقتل ملک تلک الدولة، وخمس عشرة شخصية من شخصيات تلک الدولة. (راجع الحديث رقم 303 ج 1 والمراجع المدونة تحته). وعلي أثر هذه الحوادث يدب الخلاف والاختلاف بين القبائل التي تدعم ذلک النظام، وتنقسم إلي شيع وأحزاب، ويختل حبل الأمن، حيث ينهب الحجاج، وتکون ملحمة بمني، يکثر فيها القتلي، وتسفک الدماء، حتي تسيل الدماء علي عقبة الجمرة. (راجع الحديث رقم 304 ج 1 والمراجع المدونة تحته).
والخلاصة أنه لن يبقي لنظام الحجاز من الملک إلا الاسم فقط وبعض خلفاء الملک المقتول لن يبقي في الحکم إلا أشهرا وبعضهم أسابيع، وآخر أياما. (راجع أحاديث الإمام الصادق في البحار ج 52 ص 210 و 240، وحديث الإمام الباقر في کمال الدين للصدوق ص 655، وحديث الإمام الرضا في البحار ج 52.
[ صفحه 235]
ص 210). ويبدو أن الإمام المهدي وبتوجيه من الله تعالي سيغتنم فرصة ضعف النظام وانهياره، فيظهر، ويبدو أيضا أن علية القوم أيضا سيبايعون المهدي دون أن يطلب منهم ذلک، وأن البيعة ستکون في مکة بين الرکن والمقام. (راجع الأحاديث النبوية 303 و 304 و 305 و 306 و 307 ج 1 من المعجم، وراجع المراجع المدونة تحت کل منها).
وما يعنينا هو التأکيد علي أن ظهور الإمام المهدي المنتظر سيتزامن مع أحداث نظام حکم الحجاز ومع الفتنة التي تقع بالحجاز، فيظهر المهدي المنتظر وذلک النظام قائم من الناحية الشکلية، ويبايع في مکة التي تخضع اسميا لسلطة ذلک النظام، الذي سيقف عاجزا أمام انفلات الأمور من يده ومبايعة جزء من رعيته للمهدي، وأمام الخطر الناجم عن أنباء زحف جيوش السفياني إلي الحجاز واحتلالها للمدينة المنورة..
[ صفحه 239]