بازگشت

السفياني، وابن آکلة الاکباد


السفياني هذا من ولد أبي سفيان، وهو حفيد هند أم معاوية المعروفة بآکلة الأکباد، لأنها حاولت أن تأکل کبد حمزة سيد الشهداء، وأبوه عنبسة. (راجع الحديث رقم 632 ج 3 من المعجم). ويبدو أن هذا الرجل مقيم في الوادي اليابس أو أن قاعدة انطلاقه بهذا الوادي. (راجع الحديث رقم 631 ج 3).

وتصف بعض الأحاديث السفياني بالقول: (بأنه أحمر أشقر أزرق لم يعبد الله قط،.



[ صفحه 230]



ولم ير مکة ولا المدينة). (الحديث رقم 804)، وقد أکدت الأحاديث بأن خروج السفياني من المحتوم الذي لا مفر منه.. (راجع الحديث رقم 811)، الذي رواه الإمام جعفر الصادق ونقل الشيخ علي الکوراني وهو من المتبحرين في (نظرية المهدي) بأن حرکة السفياني ستستمر 15 شهرا. (راجع عصر الظهور، للشيخ علي الکوراني) يقضي من هذه المدة تسعة شهور في العراق. (راجع الحديث رقم 805 ج 3).

ويبدو واضحا بأن السفياني قد وعي تاريخ أجداده الأمويين وصراعهم الحافل مع النبي وآله، وورث حقدهم الدفين علي آل محمد خاصة، والهاشميين عامة، وأنه قد استوعب تجربة جده معاوية وأدرک، بل وتيقن من إمکانية ترکيع الأمة بالقوة وحکمها بالتغلب والقهر، ويبدو أيضا بأن السفياني رجل ذکي وخبيث، تيقن من حتمية ظهور المهدي، وأن هذا المهدي هاشمي ومن ذرية محمد وأنه سيکون دولة لآل محمد تحکم العالم کله، فأخذ الحقد يغلي في قلبه کالمرجل، وصمم أن يحاول وبکل قواه صرف شرف المهدية عن المهدي الهاشمي، تماما، کما حاول أجداده أن يصرفوا شرف النبوة عن محمد الهاشمي، وصمم السفياني علي بناء ملک خاص بالأمويين تماما، کما فعل جده معاوية، ويلوح لي بأن المهدي سيجمع حوله کل الکارهين لآل محمد والحاقدين عليهم، وآل الدنيا وسفلة المغامرين والمرتزقة، ويبدو أن الرجل سينجح وسيجتاح حوران ودرعا، وسيصل إلي دمشق، ويعلو منبرها. (راجع الحديث 631)، ويبدو أنه سيحتل الأردن، وسيغزو العراق، ويبلغ السفياني أن المهدي المنتظر قد ظهر في مکة، فيجهز السفياني جيشا کبيرا لغزو المدينة والقضاء علي حرکة المهدي وهي في مهدها، ويسمع المسلمون بهذا الجيش الزاحف خاصة أهل الحجاز، ويسير جيش السفياني بالفعل، وخلال هذه المدة يکتب السفياني للقادة الإيرانيين ليدخلوا في طاعته، وتصل رسل السفياني إلي ايران بالفعل.

ويبدو أن السفياني قد کتب لأمراء العالم الإسلامي، ليدخلوا في طاعته وليس من المستبعد أنه قد يرفع شعارات الوحدة الإسلامية، ومصلحة المسلمين، کما فعل جده معاوية، وفي يوم من الأيام يفاجأ السفياني بأن الجيش الذي قد.



[ صفحه 231]



أرسل للقضاء علي حرکة المهدي المنتظر قد خسفت به الأرض، ولم ينج منه غير اثنين، أحدهما بشر أهل الحجاز بالخسف، والآخر أحاط السفياني علما بنبأ هلاک الجيش کله، ويدرک المسلمون ساعتها، وبعد انتشار خبر هلاک جيش السفياني، أن المهدي قد ظهر بالفعل. (راجع الحديث رقم 810 ج 3 و 809 و 997 و 803 و 658، راجع الأحاديث النبوية ذوات الأرقام 324 و 325 و 326 - 329).

وقد أجمعت الأمة علي صحة الأحاديث وتواترها وعلي حتمية حدوث الخسف. والخلاصة أن السفياني يتلازم وجوده مع ظهور المهدي حتي قيل أنه لا مهدي بدون سفياني، فظهور السفياني أمر محتوم. راجع (الحديث رقم 712).

وتتحدث الأحاديث النبوية عن ثلاثة سفيانيين، وما يعنينا هو السفياني الذي يرسل جيشا إلي الحجاز للقضاء علي حرکة المهدي، فيخسف بذلک الجيش ولا ينجو منه إلا اثنان فقط، ويبدو أن (الثلاثة) علي خط واحد، ولهم هدف واحد، وبعضهم يخلف بعضا