الحرب و الطاعون
لا يکتفي الظالم بإذلال رعيته، وإرغامها علي أن تفض مشکلاتها وفق قواعد فقه الهوي الذي اخترعه، ولا يکتفي بأن يملأ الإقليم الذي يحکمه بالظلم والجور والعدوان، بل يطمع بأن يوسع رقعة ملکه علي حساب ممالک الظالمين المحيطة به، وتعميم فقهه، هذه طبيعة ثابتة بظلمة الأرض، ونتيجة لهذه المطامع تنشأ وتنشب الحروب بين الظالمين وکلها حروب عدوانية لا.
[ صفحه 226]
ناقة للشعوب بها ولا جمل وغايتها توسيع رقعة الملک، وتعميم الفقه الفاسد، أو درء خطر يتهدد ملک ظالم، وقد يکون الخطر وهميا، لا وجود له إلا في ذهنية الظالم المريض. وبمناخ الحروب والدمار تنتشر الأمراض بين الناس وعلي الأخص مرض الطاعون.
وهذا ما عناه رسول الله بسيل الأحاديث التي تحدثت عن الفتن والتي أشرنا إليها قبل قليل. وهذا ما وضحه الإمام الباقر بقوله: (قدام القائم موتان موت أحمر وموت أبيض حيث يذهب من کل سبعة خمسة، الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون). (الحديث رقم 994 ج 1). ومثله قوله: (لا يکون هذا الأمر أي لا يظهر المهدي) حتي يذهب ثلث الناس، فقيل له: (إذا ذهب ثلث الناس فما يبقي فقال عليه السلام: (أما ترضون أن تکونوا الثلث الباقي) (الحديث رقم 995 ج 3 من المعجم)، وتلک علامة بارزة من علامات ظهور المهدي المنتظر.