بازگشت

تحليل هذه الاحاديث


1 - لا ينبغي أن يتبادر إلي الذهن وجود أي تناقض، ولا حدث أي تناقض في أقوال الأئمة، لأنهم قد نهلوا من مشکاة واحدة، وإذا حدثوا فهم لا يقولون برأيهم، وإنما حديثهم حديث رسول الله لأنهم ورثة علمي النبوة والکتاب، وإذا وجد تناقض فهو ناتج من الروايات الخاطئة أو المختلة عنهم، وليس واردا أيضا بأن الأئمة الکرام لا يعرفون بالضبط والدقة الفترة الزمنية لحکم الإمام المهدي، فلدي الأئمة القدرة والتأهيل الإلهي للإجابة علي کل سؤال، ومن الطبيعي أن مدة حکم الإمام المهدي سؤال، ومن الجائز أن يسأله أي واحد من الناس لأي واحد من الأئمة ومن المحتوم أن الإمام يعرف الجواب اليقيني.

وقد لاحظت أن الإمام علي قد ذکر بأن رسول الله قد عهد إليه بأن لا يخبر أحدا عن مقدار هذه المدة إلا الحسن والحسين، لأنهما إمامان بالتوالي، وقد لاحظنا أن الإمام الباقر قد حدد هذه ب 309 سنوات، وأن الإمام الصادق قد حددها بسبعين سنة (من سنيکم).

وروي عن الإمام جعفر أن المهدي يملک تسع عشرة سنة وأشهرا.

2 - تاريخيا کانت دولة الخلافة وأرکانها، وحتي الرعايا ينظرون بتوجس.



[ صفحه 217]



وحذر وريبة لأئمة أهل بيت النبوة، ولمن والاهم وخصهم بالولاء والمحبة، ويلوح لي أن الأجهزة السرية لدولة الخلافة طوال التاريخ کانت تتربص بالأئمة الکرام وتحاول أن تحصي عليهم أنفاسهم، فتعرف ما يقولون وما يتحدثون به، ثم تستدعيهم رئاسة دولة الخلافة من حين إلي حين لتحاسبهم حسابا عسيرا علي کل ما يصدر عنهم من أحاديث، وکلمة المهدي شبح مرعب للخلفاء، ودولة أهل بيت النوبة هاجس مجرد ذکره يسبب للخلفاء وأرکان دولتهم الجنون التام.

ثم إن الکثير من زوار الأئمة کانوا بمثابة الجواسيس أو العيون علي الأئمة ليسألوهم ويحصلوا منهم علي أجوبة ثم يکتبون تقاريرا بذلک إلي أسيادهم وأولياء نعمتهم، وفي کثير من الأحيان کانت تلک العيون اللعينة تزور وتحرف وتهول عن عمد ما تسمعه من الإمام. وعندما أذنت دولة الخلافة بکتابة ورواية أحاديث الرسول بعد مائة عام من المنع، کانت مرويات طواقم معاوية قد استقرت تماما، وعرفت من الجميع، وکانت الرعية تتحاشي أهل بيت النبوة لأن الاختلاط بهم يشکل خطرا، فضلا عن ذلک فإن المناهج التربوية والتعليمية المعتمدة في دولة الخلافة التاريخية أظهرت أهل بيت النبوة بمظهر الناس، ولم تعطهم أية مميزة، فعلي بن أبي طالب صحابي، مثله مثل معاوية في أحسن الظروف، والحسن والحسين مثلهما مثل يزيد بن معاوية!!! فما هو الداعي للرواية عن الحسن أو الحسين وأبو هريرة موجود!!! بل علي العکس کانت وسائل إعلام دولة الخلافة تظهر أبا هريرة بصورة العالم المرجع، والصحابي الجليل الموالي لأمير المؤمنين، وتظهر الإمام الحسن أو الحسين بصورة الشاب الذي لا علم له الذي يتربص الدوائر بأمير المؤمنين، ويترقب الفرص للخروج عليه!!! هذا هو المناخ الذي کان سائدا.