البيان اليقيني و اقامة الحجة علي الجميع
من خلال الترابط والتکامل بين القرآن وبيان النبي لهذا القرآن، وبمتابعة من الوحي الإلهي الذي لم يتوقف، بين الترتيبات الإلهية لمرحلة ما بعد موت النبي، وأثبت بالدليل القاطع، بأن هذه الترتيبات محکمة، وأنها صنع الله، وهي الهدي بعينه، وهي الصراط المستقيم نفسه.
ونجح النبي نجاحا منقطع النظير في وصف الطريق التي سيسلکها المسلمون بعد وفاته، وکشف مخاطرها ومنعطفاتها، وتحديد الأعداء تحديدا دقيقا، وبيان طريق النجاة من کل خطر، والمنهج الفرد لهزيمة الشيطان وأوليائه. وهکذا وضع الله ورسوله تحت تصرف طلاب الهدي التصور اليقيني، لما هو کائن ولما ينبغي أن يکون، فقامت الحجة علي الجميع، فمن يترک الطريق القويم لا يترکها بشبهة، أو بعذر لأنه لا شبهة مع اليقين، إنما يترکها منحرفا متعمدا مع سبق الإصرار.