بازگشت

اجماع آل محمد و اهل بيت النبوة


لا يوجد عاقل واحد في الدنيا ينکر بأن آل محمد، أو عترته أهل بيته کانت طوال التاريخ فئة من المسلمين متميزة عن غيرها من الفئات، وفي کل زمان من الأزمنة التي تلت موت النبي، وانتهت بموت الحسن العسکري الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت کان قد وجد علي رأس هذه الفئة: (أعني آل محمد وأهل بيته) رجل هو بمثابة العميد أو الشيخ لآل محمد، وهو بمثابة الإمام الشرعي المؤهل إلهيا لقيادة الأمة لو سلمت إليه، وکان العالم کله يعرف هذا الإمام، ويعترف به، ويقر أنه بالفعل شيخ آل محمد، وأنه أقرب الأحياء من أبناء عصره للنبي. وکان العالم کله يعرف بأن عمداء آل محمد أو أئمتهم علماء علي الأقل، وأنهم قد ورثوا علوم جدهم رسول الله، أو أنهم علي الأقل من علماء المسلمين!!

تلک حقائق لا يماري فيها إلا تافه أو ناصبي لقد أجمع الأئمة أو العمداء الأحد عشر الذين تولوا رئاسة آل محمد بأنهم قد سمعوا رسول الله يؤکد بأن المهدي المنتظر ستکون له غيبة، ثم يقبل کالشهاب الثابت علي حد تعبير رسول الله، (الحديث رقم 159 من المعجم). وقد جزموا بأن هذه التأکيدات قد صدرت من الرسول بالفعل وهم يشهدون علي ذلک. فقد أکد الإمام علي أنه سمع الرسول، وأکد الإمام الحسن ذلک، وأکده الإمام الحسين، مثلما أکد زين العابدين، والباقر، والصادق والکاظم، والرضا، والجواد، والهادي.



[ صفحه 210]



والعسکري، وهم مشيخة آل محمد طوال فترة ثلاثة قرون من الزمن! وقد وضح شيوخ آل محمد الصورة فبينوا أن الإمام المهدي ستکون له غيبتان، الغيبة الأولي يختفي فيها عن أعين السلطة وأوليائها، وعن عامة أوليائه، ويدير أمر أوليائه من خلال سفراء انتقاهم أبوه، وأقر هو هذا الانتقاء، أما الغيبة الثانية فيختفي فيها المهدي تماما ولا يعرف مکان وجوده أحد لا من السلطة، ولا من أوليائه.