لماذا وصف بالمهدي؟
الله سبحانه وتعالي هو الذي وصف الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة بالمهدي، وبناء علي هذا الوصف الإلهي بشر رسول الله بهذا الرجل ووصفه بالمهدي أيضا وبناء علي هذين الوصفين اعتقد المسلمون قاطبة بهذا الوصف فأطلقوه علي الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة، أو علي ذلک الخليفة الذي سيملک مشارق الأرض ومغاربها، ويکون دولة عالمية، وينشر العدل والرخاء والإسلام في الکرة الأرضية. أما لماذا وصف بالمهدي؟ فقد وردت عدة أخبار عن رسول الله وأهل بيته تجيب علي هذا السؤال منها:
! - فعن الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أنه قال:
(إنما سمي المهدي مهديا لأنه يهدي لأمر خفي، يهدي ما في صدور الناس، ويخرج التوراة من مغارة في أنطاکية، ويعطي حکم سليمان). (راجع الحديث رقم 748 ج 3 من المعجم).
2 - وروي حديث عن رسول الله أنه قد قال لعلي: (يا علي لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يملک رجل من عترتک يقال له المهدي يهدي إلي الله عز وجل ويهتدي به العرب، کما هديت أنت الکفار والمشرکين من الضلالة، ثم قال: ومکتوب علي راحته بايعوه بإن البيعة لله عز وجل. (الحديث رقم 92 ج 1 من المعجم).
وما يعنينا هنا أن الرسول قد قال: يقال له المهدي، يهدي إلي أمر الله ويهتدي به العرب.
3 - وروي عن الإمام جعفر الصادق أنه سئل: (المهدي والقائم واحد)؟
فقال نعم. فقال السائل: لأي شئ سمي المهدي؟ قال الإمام: لأنه يهدي إلي کل أمر خفي، الحديث رقم: 1121.
4 - وروي عنه أيضا أنه قد قال: (إذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلي.
[ صفحه 205]
الإسلام جديدا، وهداهم إلي أمر قد دثر فضل عنه الجمهور، وإنما سمي القائم مهديا، لأنه يهدي إلي أمر مضلول عنه)... (راجع الحديث رقم: 1122 والمراجع المذکورة تحته).
وعندما يظهر المهدي سيکون الإسلام أثرا بعد عين، وسيکون العالم کله في ضلالة عمياء، يتخبط ولا يعرف طريق الهدي، إنه فريسة الظن والتخمين حائر بأمره، عندئذ يظهر الإمام المهدي فيهدي العالم إلي الصراط المستقيم ويدله عليها، ويضع تحت تصرف العالم الحوافز التي تحفزه لسلوک هذا الطريق، ومع التأييد الإلهي، والتوفيق ينجح المهدي المنتظر بإنقاذ العالم وهدايته إلي طريق الخير، وينجح بتوحيد أبناء الجنس البشري ويهتدي إلي الطرق التي تشيع کافة حاجاتهم وتجعلهم يعيشون عيشة کفاية ورخاء. کل هذه الأسباب مجتمعة ومنفردة تکمن خلف وصف الإمام الثاني عشر بالمهدي..
[ صفحه 206]