بازگشت

مقام التطهير


قال تعالي: (إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت ويطهرکم تطهيرا) [1] قال ابن عباس: يذهب عنکم الرجس أي عمل



[ صفحه 251]



الشيطان وما ليس لله فيه رضا، وقال الأزهري: الرجس اسم لکل مستقذر من کل عمل، وقال ابن حجر: والمعني. التطهير من الأرجاس والأدناس ونجاسة الآثام. [2] .

وروي مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال (إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت ويطهرکم تطهيرا)، [3] وروي عن عمر بن أبي سلمة أنه قال: لما نزلت هذه الآية (إنما يريد الله...) دعا رسول الله (ص) فاطمة وحسنا وحسينا، فجللهم بکساء وعلي خلف ظهره فجلله بکساء، ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة رضي الله عنها: وأنا معهم يا نبي الله. قال: أنت علي مکانک وأنت علي خير، [4] وعن شداد بن عمار قال. دخلت علي واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذکروا عليا رضي الله عنه فشتموه، فشتمته معهم، فلما قاموا.

قال لي شتمت هذا الرجل؟، قلت: قد شتموه فشتمته معهم، قال: ألا أخبرک بما رأيت من رسول الله (ص)؟ قلت: بلي، قال: أتيت فاطمة رضي الله عنها أسألها عن علي رضي الله عنه، فقالت: توجه إلي رسول الله (ص)، فجلست أنتظره حتي جاء رسول الله (ص) ومعه علي وحسن وحسين رضي الله عنهم. آخذا کل واحد منهما بيده حتي دخل، فأدني عليا وفاطمة رضي الله عنهما وأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا وحسينا کل واحد منهما علي فخذه، ثم لف عليهم کساءه، ثم تلي (ص) هذه الآية



[ صفحه 252]



(إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت ويطهرکم تطهيرا). وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحور، [5] وعن أبي الحمراء قال:

رابطت المدينة سبعة أشهر علي عهد رسول الله (ص). رأيت رسول الله (ص) إذا طلع الفجر جاء إلي باب علي وفاطمة رضي الله عنهما. فقال:

الصلاة الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت ويطهرکم تطهيرا، [6] وعن أنس بن مالک قال: أن رسول الله (ص) کان يمر بباب فاطمة رضي الله عنها ستة أشهر إذا خرج إلي صلاة الفجر، يقول الصلاة يا أهل البيت. إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت ويطهرکم تطهيرا. [7] .

وحديث الکساء وردت فيه روايات جمة تزيد علي سبعين حديثا رواها: أم سلمة، وعائشة، وأبي سعيد الخدري، وسعد بن أبي وقاص، وواثلة، وأبي الحمراء، وابن عباس، وثوبان، وعبد الله بن جعفر، وعلي، والحسين بن علي.

والمتدبر في حديث الکساء يجد أن أحداثه وقعت في أکثر من مکان، وقعت في بيت أم سلمة وفي بيت عائشة وفي بيت فاطمة وأمام أکثر من واحد، ويجد أيضا أن النبي (ص) کان ينادي عند بيت فاطمة وقت صلاة الفجر لمدة ستة أشهر وفي رواية سبعة أشهر، وتکرار المشهد واستمرار النداء طيلة هذه المدة. يعطي أن النبي (ص) کان يقيم بهذا الحجة علي کل من سمع ورأي وصلي في مسجده. بأن هؤلاء هم أهل البيت، وکان عليه الصلاة والسلام إذا أراد أن يثبت أمرا من الأمور في ذاکرة من حوله، يکرر هذا الأمر من ثلاثة إلي عشر مرات، ووضح



[ صفحه 253]



ذلک في روايات عديدة حملت تحذيرات مما يستقبل الناس من أحداث.

ينتج عنها ما ليس لله فيه رضا.

وإذا کانت دعاء الرسول لمن تحت الکساء وتلاوته (ص) لآية التطهير، يعطي للناس مفهوم إذهاب الرجس والتطهير لمن تحت الکساء عليهم السلام، فإن الدعوة الإلهية لبني إسرائيل أعطت لبني إسرائيل نفس المفهوم. ولکن بطريقة تستقيم مع الشريعة في هذا الوقت، جاء في العهد القديم قال الرب لموسي: وتقدم هارون وبنيه إلي باب خيمة الاجتماع. وتغسلهم بماء. وتلبس هارون الثياب المقدسة. وتمسحه وتقدسه ليکهن لي. وتقدم بنيه وتلبسهم أقمصة. وتمسحهم کما مسحت أباهم ليکهنوا لي. [8] .


پاورقي

[1] سورة الأحزاب آية 33.

[2] أنظر: الفتح الرباني 238 / 18.

[3] رواه مسلم (الصحيح 194 / 15) والحاکم (المستدرک 147 / 3).

[4] رواه الترمذي (الجامع 351 / 5) وابن جرير والطبراني وابن مردويه (تحفة الأحوازي 97 / 9) وابن کثير في التفسير (485 / 3).

[5] قال ابن کثير رواه الإمام أحمد وابن جرير (التفسير 483 / 3).

[6] قال ابن کثير رواه ابن جرير (التفسير 483 / 3).

[7] قال ابن کثير رواه الإمام أحمد (التفسير 483 / 3).

[8] سفر الخروج 4 / 11 - 16.