بازگشت

الدعوة الخاتمة و أهل الکتاب


علي أعتاب الدعوة الإلهية الخاتمة کانت الساحة الإنسانية ترتع فيها أعلام المادية. التي لا يريد أصحابها إلا الحياة الدنيا وزينتها. ولا يرجون بعثا ولا نشورا. ولا يعبأون بشئ من الفضائل المعنوية والروحية، وفي مقابل أصحاب المادة. رفع دعاة الروح أعلامهم.

وانطلقوا في مسيرة يرفضون فيها الکمالات الجسمية التي أظهرها الله تعالي في مظاهر النشأة المادية. لتکون ذريعة کاملة إلي نيل ما خلق لأجله الإنسان، وسارت القافلة البشرية تحت هذه الأعلام التي لا تحقق السعادة في الدنيا، لأن حملة الأعلام المادية أبطلوا النتيجة بالوقوف علي سببها والجمود عليه، وحملة أعلام الروح أبطلوا النتيجة بإبطال سببها.

کانت المسيرة البشرية في حاجة وسط يقف بين الطرفين.

ويقودهما إلي الهدف الذي من أجله خلق الله الإنسان، وسط لا إلي هذا الطرف ولا إلي ذاک الطرف. وإنما يقف بين الجانبين جانب الجسم



[ صفحه 210]



وجانب الروح، وبه يقاس ويوزن کل من طرفي الافراط والتفريط، ليکون شهيدا علي سائر الناس الواقعة في الأطراف.

ومن لطف الله تعالي ورحمته بالعباد، بعث سبحانه النبي الخاتم، النبي الأمي العربي محمد صلي الله عليه وآله وسلم، ليقود أمة تحمل للبشرية دينا يهدي الناس إلي وسط الطرفين. لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء.