بازگشت

فرض العقيدة البوليسية


وضع بولس الذي کان ينتمي إلي طائفة الفريسيين خميرته داخل الحي النصراني الذي يقف تحت السقف اليهودي، ولم تکن خميرة بولس ضارة باليهود وإنما کانت في خدمتهم، ثم اتسعت الخميرة بعد ذلک بفضل المراکز الثقافية التي کانت فرقة الفريسيون تشرف عليها، وهذه المراکز قامت أعمدتها علي تعاليم الماسونية، وکان بولس يتردد علي هذه المراکز، [1] وکان يصدر أوامر صارمة إلي تلاميذه بأن يقتدوا به، وأن يعتزلوا کل من يخالفهم وأن ينتبهوا إلي مثيري الانقسامات حول تعاليمه.

وذکر المحققون أن بولس کان نشيطا دائم الحرکة ذا قوي لا تکل وذا نفس لا تمل، وکان شديد الذکاء بارع الحيلة قوي الفکر، يدبر الأمور لما يريد، ويسدد السهام لغاياته ومآربه فيصيبها، استطاع أن يحمل أکثر الناس علي نسيان ماضيه وأن يندمجوا في شخصه حتي يصير هو کل شئ. وهم لا يستطيعون رد قوله، ولقد خطي بولس خطواته الواسعة مستفيدا من حداثة عهد الناس بالمسيحية. وبعلاقته بالکهنة والحکام وأصحاب السلطة، وأخذ بولس في التطواف في الأقاليم. يقوم بالدعاية ويلقي الخطب. ويکتب الرسائل. حتي أن رسائله کانت هي الرسائل التعليمية بما اشتملت عليه من مبادئ في الاعتقاد وبعض



[ صفحه 199]



الشرائع العملية. [2] .

وبالنظر في رسائل بولس لمعرفة منهجه في نشر دعوته نجده يقول في رسالة کونوا جميعا أيها الأخوة مقتدين بي. ولاحظوا الذين يسلکون بحسب القدرة التي ترونها فينا. فإن کثيرين ممن يسلکون بينکم. وقد ذکرتهم بکم مرارا. واذکرهم الآن أيضا، إنما هي أعداء لصليب المسيح [3] ويقول في رسالة أخري وقد ضج من الذين تصدوا لتعاليمه أتوسل إليکم أيها الأخوة. أن تنتبهوا إلي مثيري الانقسامات والعثرات خلافا للتعليم الذي تعلمتم. وأن تبتعدوا عنهم [4] وفي رسالة يقول أوصيکم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح. إن تعتزلوا عن کل أخ يسلک سلوکا فوضويا لا يوافق التعليم الذي تلقيتم منا [5] ويبدو أن المعارضين لتعاليمه قد تصدوا لهذه التعاليم في بداية الأمر. مما أدي إلي أن يلوح لهم بولس بقبضته الحديدية مهددا لهم بالعقاب. يقول في رسالة من رسائله لي ثقة بکم في الرب. إنکم لن تعتنقوا رأيا آخر.

وکل من يثير البلبلة بينکم سيتلقي عقاب ذلک کائنا من کان. [6] .

واستغل بولس علاقته للملوک وأصحاب السلطة في ضرب المعارضة، فأمر أتباعه بالدخول تحت سقف السلطة وذلک بالدعاء للحکام والخضوع لقانونهم، في الوقت الذي کان اليهود يخضعون فيه لقانونهم المستمد من الشريعة تحت رعاية الکهنة والشيوخ، قال بولس في رسائله ذکر المؤمنين أن يخضعوا للحکام والسلطات ويطيعوا



[ صفحه 200]



القانون [7] وقال أطلب قبل کل شئ. أن تقيموا الطلبات الحارة والصلوات والتضرعات والتشکرات لأجل جميع الناس، ولأجل الملوک وأصحاب السلطة لکي نعيش حياة مطمئنة هادئة. [8] .


پاورقي

[1] أنظر: کتابنا عقيدة الدجال ط دار الهادي بيروت.

[2] المقارنات / د. محمد الصادقي ص 64.

[3] فليبي 3 / 17 - 18.

[4] روما 16 / 17.

[5] تسالونيکي 3 / 6 - 8.

[6] غلاطية 5 / 10.

[7] تيطس 3 / 1.

[8] ثيموثاوس 2 / 2 - 3.