بازگشت

التبشير بالانتقال


علي امتداد المسيرة تاجرت القافلة الإسرائيلية بهيکل أورشاليم وميراث إبراهيم، ولم يأتيهم نبي من الأنبياء إلا وتصدي لهذه المتاجرات، وبين لهم أن الله تعالي لا يصطفي أحدا بالاستخلاف اصطفاءا جزافا ولا يکرم أحدا إکراما مطلقا من غير شرط وقيد، ومن هؤلاء (أرميا) فلقد قال لهم کما ورد في العهد القديم (قال الرب...

أصلحوا طرقکم وأعمالکم فأسکنکم في هذا الموضع. لا تتکلوا علي کلام الکذب قائلين: هيکل الرب هيکل الرب هو. لأنکم إن أصلحتم إصلاحا طرقکم وأعمالکم. إن أجريتم عدلا بين الإنسان وصاحبه. إن لم تظلموا الغريب واليتيم والأرملة ولم تسفکوا دما زکيا في هذا الموضع، ولم تسيروا وراء آلهة أخري لاذائکم. فإني أسکنکم في هذا



[ صفحه 148]



الموضع في الأرض وبعد أن بين أرميا شرط الاستخلاف بين أن مسيرتهم لم تکن في اتجاه شرط الله أتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون کذبا. وتنجزون للبعل وتسيرون وراء آلهة أخري لم تعرفوها. ثم تأتون وتقفون أمامي في هذا البيت الذي دعي باسمي عليه. وتقولون قد أنقذنا. حتي تعلموا کل هذه الرجاسات، هل صار هذا البيت الذي دعي باسمي عليه مغارة لصوص في أعينکم. [1] .

وعندما بعث فيهم المسيح عليه السلام. منذ ادعاءاتهم وطردهم من الهيکل. يقول متي في إنجيله ثم دخل يسوع الهيکل وطرد من ساحته جميع الذين کانوا يبيعون ويشترون. وقلب موائد الصارفة.

ومقاعد باعة الحمام. وقال لهم: قد کتب أن بيتي بيتا للصلاة يدعي، أما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص. [2] .

فالقوم تاجروا بالهيکل علي امتداد المسيرة. في الوقت الذي جعلوا فيه البيت مغارة لصوص. کما جاء علي لسان أرميا في العهد القديم وعلي لسان المسيح في العهد الجديد، والقوم کانوا يعلمون أن سلوکهم في اتجاه عبادة المادة. يعني انتقال القيادة إلي غيرهم. وأن أعلام الاستخلاف سيرفعها قوم آخرين. لينظر الله کيف يعملون تحت سقف الامتحان والابتلاء. ونصوص سلب أعلام الاستخلاف من أيديهم کثيرة. منها قول أرميا: قال الرب ها أنذا أنساکم نسيانا وأرفضکم من أمام وجهي أنتم والمدينة التي أعطيتکم وآباءکم إياها. وأجعل عليکم عارا أبديا وخزيا أبديا لا ينسي. [3] .

فهذا النص يفيد رفض الله لهم وأبدية العار والخزي عليهم. فافهم



[ صفحه 149]



ذلک. ثم يقول أرميا وأجعلک تخدم أعداءک في أرض لم تعرفها.

لأنکم أضرمتم نارا بغضبي تتقد إلي الأبد. [4] وهذا النص يفيد غضب الله علي القاسية قلوبهم إلي الأبد، وقبل أرميا قال أشعيا. قال الرب هو ذا من أجل آثامکم بعتم. ومن أجل ذنوبکم طلقت أمکم. [5] .

والقوم کانوا يعرفون إلي أين ستنتقل أعلام الاستخلاف، لکنهم عتموا علي هذه البشارات بالتحريف أو بالتغيير. ولقد ذکر أشعيا وغيره هذه البشارات. وفيها رمز إلي المکان الجديد بأسماء عديدة منها: العاقر التي لم تلد. وهذا الاسم يعود وفقا للأوصاف التي ذکرت في أشعيا علي بيت الله الحرام بمکة شرفها الله، يقول ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد. أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض لأن بني المستوحشة أکثر من بني ذات البعل، قال الرب: أوسعي مکان خيمتک ولتبسط شقق مساکنک. لا تمسکي. أطيلي أطنابک وشددي أوتارک لأنک تمدين إلي اليمين وإلي اليسار. ويرث نسلک أمما ويعمر مدنا خربة. لا تخافي لأنک لا تحزنين. [6] قال وليک الرب: لأنه کمياه نوح هذه لي. کما حلفت أن لا تعبر بعد مياه نوح علي الأرض. هکذا حلفت أن لا أغضب عليک ولا أزجرک. فإن الجبال تزول والآکام تتزعزع. أما إحساني فلا يزول عنک. وعهد سلامي لا يتزعزع،. [7] .

فالنصوص تحدثت عن خراب أبدي داخل الحي اليهودي، وأخبرت عن سلام أبدي لأبناء العاقر التي لم يبدأ أنبيائها بعد في إقامة حجة الله علي المسيرة البشرية، ثم يقول أشعيا في ندائه الذي يدعو فيه



[ صفحه 150]



المسيرة البشرية للتوجه إلي البناء الجديد، الذي بني الله بالأثمد حجارته. وأسسه بالياقوت الأزرق. وجعل کل تخومه حجارة کريمة [8] فيقول: أيها العطاشي جميعا هلموا إلي الحياة. وبالذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وکلوا. هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن [9] ويقول أشعيا موجها حديثه إلي مسيرة الحي الإسرائيلي أما أنتم الذين ترکوا الرب ونسوا جبل قدسي [10] فإني أعينکم للسيف وتجثون کلکم للذبح. لأني دعوت فلم تجيبوا. تکلمت فلم تسمعوا. بل عملتم الشر في عيني الرب واخترتم ما لم أسر به. لذلک هکذا قال السيد الرب: هوذا عبيدي يأکلون وأنتم تجوعون. هوذا عبيدي يشربون وأنتم تعطشون. هوذا عبيدي يفرحون وأنتم تحزنون. هوذا عبيدي يترنمون من طيبة القلب وأنتم تصرخون من کآبة القلب. ومن انکسار الروح تولولون. وتخلفون اسمکم لعنة لمختاري فيميتک السيد الرب. ويسمي عبيده اسما آخر.

فالذي يتبرک في الأرض. يتبرک بإله الحق. والذي يحلف في الأرض يحلف بإله الحق. [11] .

وبالجملة: لقد أخبرهم أشعيا بأن القيادة ستنتقل إلي أمة لا يزول إحسان الله عنها، وأخبرهم بأن قبلة هذه الأمة ليست في جبل من جبال الحي اليهودي. وإنما ستکون علي أرض جديدة وتحت سماء جديدة ولها اسم جديد، قال ها أنذا خالق سماوات جديدة وأرضا جديدة. فلا تذکر الأولي ولا تخطر علي بال [12] وهذه النصوص التي



[ صفحه 151]



ذکرها أشعيا في العهد القديم. فسرتها رؤيا يوحنا في العهد الجديد.

ففي وصفه للبيت الجديد يقول يوحنا لم أجد في المدينة هيکلا. [13] .

وقال عن البناء الجديد رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة لا بحر فيها، لأن السماء والأرض القديمتين قد زالتا، وأنا رأيت المدينة المقدسة أورشاليم الجديدة. [14] نازلة من عند الله مجهزة کأنها عروس مزينة لعريسها. وسمعت صوتا هاتفا من العرش الآن صار بيت الله وسط الناس، [15] ثم يقول يوحنا في رؤياه وکانت أرض المدينة مربعة طولها يساوي عرضها، [16] قال مفسرو الکتاب المقدس: أي مکعبة [17] ثم أخبر يوحنا أن أعلام الدعوة الجديدة بيد الأمين الصادق [18] وهذا الاسم يشير إلي النبي الخاتم صلي الله عليه وآله وسلم. وهو أيضا مختصر لسيرته الشريفة قبل البعثة وبعدها، وجاء ذکر الأمين الصادق في رؤيا يوحنا مرتين. المرة الأولي يشير فيها إلي النبي (ص) وإلي دعوته التي يقول فيها لأهل الکتاب وغيرهم. نصيحتي إليک أن تشتري مني ذهبا نقيا صنفته النار فنفتني حقا. وثياب بيضاء ترتديها فتستر عريک المعيب. وکحلا لشفاء عينيک فيعود إليک البصر. إني أوبخ وأؤدب من أحبه. لذا کنا حارا وتب، [19] أما المرة الثانية التي ورد فيها اسم الأمين الصادق فقد جاءت عندما تحدث يوحنا عن معارک آخر الزمان، وورود الاسم في هذا الموضع يشير إلي المهدي المنتظر، ولقد روي عن النبي



[ صفحه 152]



صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال المهدي من عترتي من ولد فاطمة [20] وقال لا تقوم الساعة حتي يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي [21] وفي ذکر أحداث آخر الزمان يقول يوحنا في رؤياه وإذا حصان أبيض يسمي راکبه الأمين الصادق الذي يقضي ويحارب بالعدل [22] وفي الحديث الشريف قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة حتي تملأ الأرض ظلما وجورا وعدوانا. ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطا وعدلا کما ملئت ظلما وجورا [23] وسيأتي الحديث عن المهدي في موضعه.

فالقوم علي امتداد مسيرتهم کانوا علي علم بأن الله سينزع الملک من أيديهم ويسلمه إلي أمة أخري لينظر الله إلي قافلتها ماذا تفعل تحت سقف الامتحان والابتلاء، وعندما بعث الله تعالي المسيح عيسي بن مريم عليه السلام. کانت بعثته آخر ورقة أخرجها الله من الشجرة الإسرائيلية علي أنبيائها ورسلها الصلاة والسلام، ولقد أخبرهم المسيح بهذا الانتقال وبشرهم بالنبي الخاتم صلي الله عليه وآله وسلم. وأخبرهم أن دعوة البعثة الخاتمة تقضي بوقوف الاستکمال الإنساني. فعدم نسخ الدين وثبات الشريعة. يستوجب أن الاستکمال الفردي والاجتماعي للإنسان هو هذا المقدار الذي اعتبره الدين الخاتم في بيانه وتشريعه.

وباختصار شديد أخبرهم أن شريعة الرسالة الخاتمة هي حکم الله الذي



[ صفحه 153]



له ملک السماوات والأرض وإليه مصير الأمور، فمن آمن بها وخضع لها استظل بأمن صاحب الملکوت سبحانه وتعالي.

وإخبار المسيح عليه السلام بانتقال القيادة من أمة إلي أمة، جاء في أکثر من موضع في الأناجيل الحاضرة، ومن ذلک. عندما سألته امرأة عن الاتجاه الحقيقي للقبلة بعد أن اختلف اليهود في تحديدها، فبينما تصرح التوراة العبرانية أن القبلة في جبل (عيبال) تصرح التوراة السامرية أن القبلة في جبل (جرزيم)، وکان لهذا الاختلاف أثرا عميقا في المنازعات التي دارت بين يهود السامرة وبين يهود أورشاليم. علي امتداد المسيرة الإسرائيلية..

جاء في کتاب سيرة المسيح: [24] أن المسيح مر بالسامرة. فأرسل خبرا إلي قرية السامرة قصد أن يبيت فيها مع تلاميذه، فهاج التعصب السامري لما سمعوا بقدومه ومعه جماعة من اليهود متجهين إلي أورشاليم ليؤدوا فيها فروض الدين، لأن السامريين يتمسکون بوجوب تأديتها في جبلهم المقدس، [25] وهياج التعصب سجله لوقا في إنجيله فقال وأرسل (المسيح) أمام وجهه رسلا. فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين حتي يعدوا له، فلم يقبلوه لأن وجهه کان متجها نحو أورشاليم [26] ويقول يوحنا في إنجيله أن امرأة سامرية قالت يومئذ للمسيح يا سيدي. أري إنک نبي. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل. وأنتم تقولون إن في أورشاليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه، فأجابها يسوع: صدقيني يا امرأة. ستأتي الساعة التي فيها تعبدون الأب لا في



[ صفحه 154]



هذا الجبل ولا في أورشاليم.. [27] .

إن الخطوط العريضة لهذا النص تفيد انتقال القبلة من مکان إلي مکان آخر. فوق أرض جديدة. وتحت سماء جديدة. تتحرک أعلامها لفتح الطريق أمام الفطرة. فيشتري الناس بلا فضة وبلا ثمن. ذهبا نقيا.

وثياب بيضاء تستر العري المعيب. وکحلا يشفي العين فيعود البصر من جديد.

وبعد ذکر خبر انتقال القبلة بشرهم المسيح عليه السلام بشريعة الله الذي له ملکوت کل شئ، وهي الشريعة التي کان يوحنا المعمدان يبشرهم بها من قبل، کما بشرهم المسيح عليه السلام بالنبي الخاتم صلي الله عليه وآله وسلم، جاء في إنجيل متي. أن المسيح دخل هيکل أورشاليم وفيما هو يمشي في الهيکل. أقبل إليه رؤساء الکهنة والکتبة والشيوخ وقالوا له: بأي سلطان تفعل ما تفعله؟ ومن منحک هذه السلطة؟ فأجابهم يسوع قائلا: وأنا أيضا أسألکم أمرا واحدا. فإن أجبتموني أقول لکم أنا کذلک بأي سلطة أفعل ما أفعله، من أين کانت معمودية يوحنا من السماء أم من الناس؟ فتشاوروا فيما بينهم قائلين: إن قلنا له أنها من السماء. يقول لنا فلماذا لم تصدقوه، وإن قلنا من الناس نخشي أن يثور علينا جمهور الشعب لأنهم کانوا يعتبرون يوحنا نبيا فأجابوه: لا ندري. فرد قائلا: ولا أنا أقول لکم بأي سلطة أفعل ما أفعل. [28] يقول متي هنري في تفسيره: عندما عجزوا عن الاعتراف بالمعرفة. اعترفوا بالجهل. ثم يلاحظ أيضا أنهم کانوا کاذبين عندما قالوا: لا نعلم لأنهم کانوا يعرفون أن معمودية يوحنا (يحيي) کانت من الله. لقد برهنوا علي أنهم ليسوا جديرين بالتحدث معهم. لأن أناسا هذه



[ صفحه 155]



حالتهم لا يمکن اقتناعهم بالحق [29] ثم أخبرهم المسيح عليه السلام بنبوءة فيما بين أيديهم من الکتاب فقال لهم کما جاء في إنجيل متي ألم تقرؤا في الکتاب: الحجر الذي رفضه البناة هو نفسه صار حجر الزاوية الأساسي. من الرب کان هذا وهو عجيب في أنظارنا. لذلک أقول لکم: إن ملکوت الله سينزع من أيديکم ويسلم إلي شعب يؤدي ثمره. فأي من يقع علي هذا الحجر يتکسر، ومن يقع الحجر عليه يسحقه سحقا. [30] .

والمسيح عليه السلام کان يشير بموضع الحجر الذي رفضه البناة إلي النبي الخاتم صلي الله عليه وآله وسلم. فلقد روي عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: مثلي ومثل الأنبياء کمثل رجل بني بيتا فأحسنه وأجمله. فجعل الناس يطيفون به يقولون: ما رأينا بنيانا أحسن من هذا ألا هذه اللبنة. فکنت أنا تلک اللبنة [31] وعنه أنه قال مثلي ومثل الأنبياء من قبلي. کمثل رجل ابتني بيوتا فأحسنها وأجملها وأکملها. إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها. فجعل الناس يطوفون ويعجبهم البنيان فيقولون: ألا وضعت ههنا لبنة فيتم بنيانک. فکنت أنا اللبنة [32] وفي رواية فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين [33] وفي رواية فأنا موضع اللبنة. جئت فختمت الأنبياء. [34] .

وموضع الحجر الذي ورد علي لسان المسيح ولسان محمد عليهما الصلاة والسلام وهما يضربان الأمثال للناس. جاء ذکره أيضا علي لسان



[ صفحه 156]



داوود عليه السلام في تسبيحة من تسبيحاته، جاء في العهد القديم أن داوود قال (أحمدک لأنک استجبت لي وصرت لي خلاصا. الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية... آه يا رب خلص! آه يا رب انقذ.. مبارک الآتي باسم الرب.. الرب هو الله. وقد أنار لنا... إلهي أنت. فأحمدک إلهي.. احمدوا الرب لأنه صالح. لأن إلي الأبد رحمته. [35] .

لقد علم القوم بما في بطون الأيام. وذلک عندما بشرهم الأنبياء وهم يخبرون بالغيب عن ربهم جل وعلا، عرفوا ذلک من داوود بعد أن أقام مملکته. وعرفوه من أشعيا قبل سبي الأسباط العشرة. [36] .

وعرفوه من دنيال وحزقيال أثناء سبي مملکة يهوذا، [37] وعرفوه من زکريا [38] ويوحنا (يحيي) الذي ورث زکريا وورث آل يعقوب. وعندما بعث فيهم المسيح آخر أبناء آل عمران وآخر وريث لآل يعقوب، قال لهم کما أخبر الله في کتابه (وإذ قال عيسي ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليکم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد..) [39] فبين لهم ما اختلفوا فيه وأقام عليهم الحجة بالکتاب، ثم بشرهم بخاتم الأنبياء والمرسلين فأقام عليهم الحجة بالبلاغ وبما هو مسطور عندهم في الکتاب وشهد به الله تعالي في قوله (الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مکتوبا عندهم في التوراة والإنجيل). [40] .

وبعد أن أتم المسيح عليه السلام دعوته بشطريها. شطر دعوة



[ صفحه 157]



بني إسرائيل إلي التوراة التي أنزلها الله تعالي علي موسي. وتبيينه لهم بعض ما يختلفون فيه، وشطر التبشير بالنبي الخاتم صلي الله عليه وآله وسلم، وإخبارهم بأن ملکوت الله سينزع من أيديهم ويسلم إلي شعب يؤدي ثمره، ورد في إنجيل مرقس أن أحد التلاميذ قال للمسيح وهو يغادر الهيکل الأورشاليمي يا معلم أنظر. ما أجمل هذه الحجارة وهذه المباني العظيمة. فأجاب يسوع: لن يترک منها حجر فوق حجر إلا ويهدم [41] وتحققت نبوءة المسيح عليه السلام. فلقد حاصر تيطسي الروماني أورشاليم سنة (70 م) حتي سقطت في يده وهدم الهيکل وأشعل فيه النار فلم يبق فيه حجر علي حجر لم ينقض. وفي عام (125 م) طرد الإمبراطور (هادريا) اليهود من أورشاليم. وفي عام (435 ميلادية) ألغي الإمبراطور (تيودوسيوس) الحاخامية اليهودية، وفي عام (614 م) تخلت فلسطين نهائيا عن زعامة اليهود. وفتحت الابواب لشعب آخر ليقود المسيرة تحت سقف الامتحان والابتلاء لينظر الله کيف يعملون. وسيأتي ذلک في موضعه.



[ صفحه 158]




پاورقي

[1] أرميا 7 / 4 - 11.

[2] متي 21 / 12 - 14.

[3] أرميا 23 / 40.

[4] المصدر السابق 17 / 2 - 4.

[5] أشعيا 50 / 1.

[6] أشعيا 54 / 1 - 4.

[7] المصدر السابق 54 / 7 - 10.

[8] أشعيا 54 / 11 - 13.

[9] المصدر السابق 55 / 1 - 2.

[10] يشير إلي اختلافهم في تحديد الجبل الذي توضع عليه البرکة. أي الجبل الذي يحدد القبلة.

[11] أشعيا 65 / 11 - 15.

[12] المصدر السابق 65 / 17.

[13] رؤيا يوحنا 21 / 22.

[14] إشارة إلي بيت الله الحرام بمکة المکرمة.

[15] رؤيا 21 / 1 - 4.

[16] المصدر السابق 21 / 16.

[17] أنظر کتابنا المسيح الدجال ط دار الهادي بيروت، ط دار الفتح للإعلام العربي القاهرة.

[18] ا لرؤيا 3 / 14.

[19] المصدر السابق 3 / 18 - 20.

[20] رواه أبو داوود والحاکم بسندين صحيحين (التاج الجامع للأصول 343 / 5) (أبو داوود 107 / 4) (کنز العمال 264 / 14).

[21] قال في الفتح الرباني. رواه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي بمعناه ونحوه وقال حديث حسن صحيح وأورده الحاکم وصححه (الفتح 49 / 24).

[22] رؤيا يوحنا 19 / 11.

[23] رواه الحاکم وقال حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه (المستدرک 557 / 4).

[24] سيرة المسيح ط کنيسة قصر الدوبارة القاهرة.

[25] المصدر السابق ص 327.

[26] لوقا 9 / 51.

[27] يوحنا 4 / 22.

[28] متي 21 / 23 - 28.

[29] متي هنري 221 / 2.

[30] متي 21 / 42 - 45.

[31] رواه مسلم (الصحيح 64 / 7).

[32] رواه مسلم (الصحيح 64 / 7).

[33] رواه مسلم (الصحيح 65 / 7).

[34] رواه مسلم (الصحيح 65 / 7).

[35] مزامير 118 / 22.

[36] أشعيا 28 / 16.

[37] دانيال 2 / 35.

[38] زکريا 4 / 7.

[39] سورة الصف آية 6.

[40] سورة الأعراف آية 157.

[41] مرقس 13 / 2.