(931 - 722 ق. م)

قامت هذه المملکة بزعامة (يربعام) يتبعه الأسباط العشر، واتخذت المملکة شکيم عاصمة لها ثم (نابلس) فيما بعد، وهؤلاء يقيمون التوراة السامرية. فيعترفون بأسفار موسي الخمسة وسفري يوشع والقضاء ويرفضون باقي أسفار العهد القديم. [1] وحکم هذه المملکة ثمانية عشر ملکا من تسع عائلات مختلفة [2] وکانت کل عائلة تتقلد الحکم تقوم بمجازر تقتل فيها عظماء ومعارف وکهنة البيت الحاکم السابق.



[ صفحه 68]



ويعود تأسيس هذه المملکة إلي (يربعام بن نياط) ويذکر العهد القديم أن الکهنة واللاويين ترکوا مسارحهم في إسرائيل وانطلقوا إلي يهوذا وأورشاليم. لان (يربعام) وبنيه رفضوهم من أن يکهنوا للرب، وأقام (يربعام) لنفسه کهنة للمرتفعات وللتيوس وللعجول التي عمل. [3] .

وعلي طريق (يربعام) سار جميع ملوک إسرائيل.

ملک (يربعام) علي إسرائيل 22 سنة. وخلفه إبنه (ناداب) الذي استمر حکمه عامين. [4] وانتهي بتمرد عليه قاده (بعشا). وعندما ملک. يذکر العهد القديم (إنه ضرب کل بيت يربعام. لم يبق نسمة ليربعام حتي أفناهم [5] واستمر ملک بعشا 24 سنة. [6] وملک بعده ابنه (إيلة) ولم يدم له الملک سوي عامين. [7] ثم خرج عليه (زمري) الذي يقول عنه العهد القديم عند تملکه وجلوسه علي کرسيه ضرب کل بيت بعشا لم يبق له بائلا بحائط مع أوليائه وأصحابه وأفني زمري کل بيت بعشا. [8] ولم يدم الحکم لزمري إلا سبعة أيام فقط [9] فقد خرج عليه (عمري) قائد الجيش. واستولي علي المدينة. وعندما علم (زمري) أن المدينة سقطت دخل إلي القصر وأشعل النار في نفسه. [10] وملک (عمري) علي إسرائيل 12 سنة. [11] وأسس مدينة السامرة. وذکر العهد



[ صفحه 69]



القديم بأنه أساء أکثر من جميع الذين قبله. [12] .

بعد (عمري) ملک إبنه (أخاب) وقام بإيعاز من امرأته إيزابيل بقتل أنبياء الرب، [13] وکانت أيام حکمه علي إسرائيل 22 سنة، وخلفه ابنه (أخزيا) لمدة عامين. [14] ومن بعده تولي الحکم أخوه (يهورام)، وکانت أيام حکمه 12 سنة. [15] ثم خرج عليه قائد جيشه (ياهو) ويذکر العهد القديم أن (باهو) بعث برسائله إلي الرؤساء والشيوخ، وفيها إن کنتم سمعتم لقولي فخذوا رؤوس رجال بني سيدکم وتعالوا إلي، [16] وعندما وصلت الرسائل إلي الرؤساء والشيوخ، يقول العهد القديم أخذوا بني الملک وقتلوا سبعين رجلا، ووضعوا رؤوسهم في سلال وأرسلوها إليه [17] وقتل ياهو کل الذين بقوا لبيت أخاب وکل عظمائه ومعارفه وکهنته حتي لم يبق له شارد، [18] وفي أثناء تقدمه إلي السامرة. صادف جماعة من مملکة يهوذا تربطهم مصاهرة ببيت أخاب. فقال أمسکوهم أحياء. فأمسکوهم. ثم أمر بقتلهم عند بئر عقد، اثنين وأربعين رجلا.

ولم يبق منهم أحدا. [19] وکانت الأيام التي ملک فيها ياهو علي إسرائيل 28 عاما، وخلفه ابنه (يهوأحاز) ملک علي إسرائيل 17 عاما. [20] وتولي الحکم من بعده ابنه (يهواش) لمدة 16 سنة [21] ثم ملک من بعده ابنه



[ صفحه 70]



(يربعام الثاني) لمدة 41 سنة. [22] ثم جاء من بعده ابنه (زکريا) وکانت مدة حکمه 6 أشهز. [23] خرج عليه (شلوم بن يابيش) وضربه أمام الشعب فقتله وملک عوضا عنة. [24] ولم يدم حکمه إلا شهرا واحدا. [25] خرج عليه (مخيم بن جادي) وضربه في السامرة فقتله. وملک عوضا عنه لمدة 10 سنوات. [26] وخلفه ابنه (فقحيا) وکانت مدة حکمه سنتين. [27] خرج عليه (فتح بن رمليا) وضربه فقتله وملک عوضا عنه، وکانت مدة حکمه 20 سنة، [28] خرج عليه (هوشع بن أيله) وضربه فقتله وملک عوضا عنه 9 سنوات. [29] .

في عهد (منحيم بن جادي) بدأت نجم آشور في الظهور، ولقوة ساعدها بعث (منحيم) إلي (فول) ملک آشور. ألف وزنة من الفضة لتکون يداه معه ليثبت المملکة في يده، وفرض (منحيم) علي إسرائيل الضرائب ليدفع بملک آشور خمسين شاقل فضة علي کل رجل، [30] وفي عهد (فقح بن رمليا) جاء ملک آشور (تفلت فلاسر) إلي إسرائيل. واستولي علي بعض الحصون والجبال وکل أرض نفتالي، وسبي أهلها إلي آشور [31] ثم طور الملک الآشوري (شلمنأسر) هجومه علي إسرائيل علي عهد (هوشع بن إبلة) يقول العهد القديم صعد عليه



[ صفحه 71]



شلمناسر ملک آشور، فصار له هوشع عبدا ودفع له جزية، ووجد ملک آشور في هوشع خيانة، لانه أرسل رسلا إلي سوا ملک مصر. ولم يؤد جزية إلي ملک آشور حسب کل سنة. فقبض عليه ملک آشور وأوثقه في السجن. وصعد ملک آشور علي کل الأرض. وصعد إلي السامرة..

وأخذ ملک آشور السامرة وبني إسرائيل إلي آشور. [32] .

وهکذا نزل الستار علي مملکة قطعت شوطا کبيرا في عالم الانحراف الذي انطلقت فيه بوقود فقه البقر، نزل الستار بعد مسيرة استمرت 200 سنة تقريبا (931 - 722 ق. م). لم تقدم فيها قدوة عسکرية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، ولم تفتح فيها طريقا للفطرة. لأن طريق الفطرة لا ترفعه سواعد تحمل أعلام المثل الأعلي المتدني المنحط. حيث العجول والتيوس والسواري والأصاب وغير ذلک.

أن الحرکة الإسرائيلية التي قدمتها مملکة إسرائيل الشمالية. لم تکن من أجل أرض الميعاد أو هيکل سليمان أو المحافظة علي نقاء الدم اليهودي، أو غير ذلک من العناوين البراقة التي تاجرت بها مؤسسات الصد عن سبيل الله فيما بعد، وإنما کانت الحرکة من أجل الملک والأهواء التي خرجت من دوائر الزينة والإغواء والاحتنکاک، وإذا کنا قد القينا الضوء علي الجناح الشمالي للتاريخ الإسرائيلي، فإننا نلقي فيما بعد الضوء علي الجناح الجنوبي لهذا التاريخ وأقصد به مملکة يهوذا الجنوبية، لنقف علي المقدمات الحقيقية في الماضي البعيد. ونستنتج منها معلومات واقعية في حاضرنا الذي نحياه. ومن هذا الاستنتاج نمد البصر إلي المستقبل لنري الدوائر الغيبية التي تحدث بها الأنبياء والرسل. وهم يخبرون بالغيب عن ربهم جل وعلا..



[ صفحه 72]