بازگشت

کلام الشيخ ابن قولويه و ابن ابي خلف الاشعري القمي


قال الشيخ أبا القاسم جعفر بن محمد بن قولويه -صاحب کتاب کامل الزيارات استاذ الشيح المفيد في الفقه و الذي قال النجاشي فيه کلما يوصف به الناس من جميل و فقه فهوفوقه- «ان عندنا (أي الطائفة الامامية الشيعية) أن کل من أدعي الامر (أي السفارة و الباب) بعد المسمري (آخر النواب الاربعة في الغيبة الصغري) فهو کافر منمس (محتال) ضال مضل. [1] .

قال الشيخ سعد بن عبدالله بن أبي خلف الاشعري القمي «الذي قال عنه النجاشي يکني أبا القاسم جليل القدر واسع الاخبار شيخ هذه الطائفة و فقيهها



[ صفحه 26]



و وجهها و الذي تلمذ عليه وروي عنه والد الصدوق (علي بن بابويه) و شيخ الصدوق محمد بن الحسن بن الوليد و محمد بن جعفر بن قولويه والد صاحب کامل الزيارات و غير هم من مشاهير الطائفة» في کتاب المقالات و الفرق [2] :

فنحن متمسکون بامامة الحسن بن علي مقرون بوفاته موقنون مومنون بأن له خلفا من صلبه متدينون بذلک و أنه الامام من بعد أبيه الحسن بن علي و أنه في هذه الحالة مستتر خائف مغمور مأمور بذلک حتي يأذن الله عزوجل له فيظهر و يعلن أمر، کظهور من مضي من آبائه اذ الامرلله تبارک و تعالي يفعل مايشاء و يأمر بما يريد من ظهور و خفاء و نطق و صموت کما أمر رسوله صلي الله عليه و آله و سلم في حال نبوته بترک اظهار أمره و السکوت و الاخفاء من أعدائه و الاستتار و ترک اظهار النبوة التي هي أجل و أعظم و أشهر من الامامة فلم يزل کذلک سنين الي أن أمره باعلان ذلک و عند الوقت الذي قدره تبارک و تعالي فصدع بأمره و أظهر الدعوة لقومه.

ثم بعد الاعلان بالرسالة و اقامة الدلائل المعجزة و البراهين الواضحة اللازمة بها الحجة و بعد.... قريش و سائر الخلق من عرب و عجم و ما لقي من الشدة و لقيه أصحاب من المومنين أمرهم بالهجرة الي الحبشة و أقام هو مع قومه حتي توفي أبوطالب فخاف علي نفسه و بقية أصحابه فأمره الله عند ذلک بالهجرة الي المدينة و أمره بالاختفاء في الغار و الاستتار من العدو فاستتر أياما خائفا مطلوبا حتي اذن الله و أمره بالخروج.

و کيف بالغريب الوحيد الشديد الطريد المطلوب الموتور بأبيه وجده هنا مع القول المشهور من أميرالمومنين علي المنبر «ان الله اليخلي الارض من حجة له علي خلفه ظاهرا معروفا أو خافيا مغمورا لکي لايبطل حجته و بيناته» و بذلک جاعت الاخبار الصحيحة المشهورة عن الائمة.



[ صفحه 27]



و ليس علي العباد أن يبحثوا عن أمور الله و يقفوا أثر ما لا علم لهم به و يطلبوا اظهاره فستره الله عليهم و غيبه عنهم قال الله عزوجل لرسوله و لاتقف ما ليس لک به علم فليس يجوز لمومن و لا مومنة طلب ماستره الله و لا البحث عن اسمه و موضعه و لا السوال عن أمره و مکانه حتي يومروا بذلک اذ هو عليه السلام غائب خائف مغمور مستور بستر الله من متبع لامره عزوجل و لامر آبائه.

بل البحث عن أمره و طلب مکانه و السوال عن حاله و أمره محرم لا يحل و لا يسع لان في طلب ذلک و اظهار ماستره الله عنا و کشفه و اعلان أمره و التنوبه باسمه معصية الله و العون علي سفک دمه عليه السلام و دماء شيعته و انتهاک حرمته أعاذ الله من ذلک کل مومن و مومنة برحمته و في ستر أمره و السکوت عن ذکره حقنها و صيانتها سلامة دينن و الانتهاء الي أمر الله و أمر ائمتنا وطاعتهم وفقنا الله و جميع المومنين لطاعته و مرضاته بمنه و رأفته.

و لا يجوز لنا و لا لاحد من الخلق أن يختار اماما برأيه و معقوله و استدلاله و کيف يجوز هذا و قد حظره الله جل و تعالي علي رسله و أنبيائه و جميع خلقه فقال في کتابه اذا لم يجعل الاختيار اليهم في شي ء من ذلک و ما کان لمومن و لا لمومنة اذا قضي الله و رسوله أمرا أن يکون لهم الخيرة من أمرهم و قال «و ربک يخلق ما يشاء و يختار ما کان لهم الخيرة من أمرهم» و انما اختيار الحجج و الائمة الي الله عزوجل و اقامتهم اليه فهو يقيمهم و يختارهم و يخفيهم و اذا شاء يقيهم فيظهرهم و يعلن أمرهم اذا أراد و يستره اذا شاء فلايبديه لانه تبارک و تعالي أعلم بتدبيره في خلقه و أعرف بمصلحتهم و الامام أعلم بامور نفسه و زمانه و حوادث امور الله منا -الي أن قال - فهذه سبيل الامامة و هذا المنهاج الواضح و الغرض الواجب اللازم الذي لم يزل عليه الاجماع من الشيعة الامامية المهتدية رحمةالله عليها، و علي ذلک کان اجماعنا الي يوم مضي الحسن بن علي رضوان الله عليه».



[ صفحه 28]



و قال أبو محمد الحسن بن موسي النوبختي المتلکم الفيلسوف من أکار الطائفة و عظماء سلالة بنو النوبخت في کتابه فرق الشيعة [3] «فنحن مستسلمون بالماضي (العسکري) و امامته مقرون بوفاته معترفون بأن له خلفا قائما من صلبه و أن خلفه هو الامام من بعده حتي يظهر و يعلن أمره کما ظهر و يعلن أمره کما ظهر و علن أمر من مضي قلبه من آبائه -الي أن قال- و به جاعت الاخبار الصحيحة عن الائمة الماضين لانه ليس للعباد أن يبحثوا عن أمور الله و يقفوا بلاعلم و يطلبوا آثار ما سترعنهم..... و قد رويت أخبار کثيرة أن القائم تخفي عن الناس ولادته و يخمل ذکره و لايعرف الي أن قال فهذا سبيل الامامة و المنهاج الواضح اللاحب الذي لم نزل الشيعة الامامية الصحيحة التشيع عليه»..


پاورقي

[1] کتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص255.

[2] ص102.

[3] ص109.