في خروج الدجال
فقد روي الصدوق عن النزال بن سبرة أنه قال: قام الاصبغ بن نباتة الي اميرالمومنين عليه السلام فقال: يا أمير المومنين من الدجال؟ فقال ألا ان الدجال صائد بن الصيد فالشقي من صدقه و السعيد من کذبه يخرج من بلدة يقال لها اصفهان من قرية تعرف باليهودية عينه ممسوحة و العين الاخري في جبهته تضي ء کانها کوکب الصبح فيها علقة کانها ممزوجة بالدم بين عينيه مکتوب کافر يقرؤه کل کانب و أمي.
يخوض البحار و تسير معه الشمس بين يديه جبل من دخان و خلقه جبل أبيض يري الناس انه طعام يخرج حين يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر، خطوة حماره ميل، تطوي له الارض منهلا منهلا.
لايمر بماء الاغار الي يوم القيامة ينادي بأعلي صوته يسمع ما بين الخالقين من الجن و الانس و الشياطين يقول: الي أوليائي «أنا الذي خلق فسوي و قدر فهدي، أنا ربکم الاعلي» و کذب عدوالله، انه أعور يطعم الطعام، و يمشي في الاسواق و ان ربکم عزوجل ليس بأعور و لا يطعم و لا يمش و لا يزول تعالي الله عن ذلک علوا کبيرا.
[ صفحه 190]
ألا و ان أکثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا و اصحاب الطيالسة الخضر، يقتله الله عزوجل بالشام علي عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات مضت من يوم الجمة علي يد من يصلي عيسي بن مريم عليه السلام خلفه» [1] .
و روي عن النبي صلي الله عليه و آله انه قال عن الدجال ايها الناس ما بعث الله عزوجل نبيا الا و قد أنذر قومه الدجال و ان الله عزوجل قد أخره الي يومکم هذا فمهما تشابه عليکم من امره فان ربکم ليس بأعور، انه يخرج علي حمار عرض مابين تشابه اذنيه ميل يخرج و معه جنة و نار و جبل من خبز و نهر من ماء، أکثر اتباعه اليهود و النساء و الاعراب يدخل آفاق الارض کلها الامکة و لا بتيها و المدينة و لابتيها.
و روي الاربلي في کشف الغمة عن رسول الله صلي الله عليه و آله (في حديث عن الدجال) يأتي و هو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي التي بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج اليه يومئذ رجل و هو خيرالناس فيقول له اشهد انک الدجال الذي حدثنا رسول الله صلي الله عليه و آله حديثه، فيقول الدجال: ارأيتم ان قنلت هذا ثم أحييته أنشکون في الامر؟ فيقولون: لا.
قال: فيقتله ثم يحييه (و ذلک خداعا بالسحر کماورد في روايات أخري) فيقول حين يحييه: و الله ما کنت فيک قط أشد بصيرة مني الان قال: فيريد الدجال أن يقتله ثانيا (اي حقيقة) فلا يسلط عليه» [2] .
و نقل في منتخب الاثر عن أربعين الخاتون آبادي عن الصادق عن آبائه عن أميرالمومنين عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و آله في حديث فيه خرج الدجال و قرية يخرج منها و بعض اوصافه و انه يدعي الالوهية و ان في اول يوم من خروجه يتبعه سبعون الفا من اليهود و اولاد الزنا و المدمنين بالخمر و المغنين و اصحاب اللهو
[ صفحه 191]
و الاعراب و النساء قال عليه السلام في آخره فيبيح الزنا و اللواط و ساير المناهي حتي يباشر الرجال النساء و الغلمان في اطراف الشوارع عريانا و علانية و يفرط اصحابه في اکل لحم الخنزير و شرب الخمور و ارتکاب انواع الفسق و الفجور و يسخر آفاق الارض الامکة و المدينه و مراقد الائمة عليهم السلام فاذا بلغ في طغيانه و ملا الارض من جوره و جور اعوانه يقتله من يصلي خلفه عيسي بن مريم عليهماالسلام.
و روي السيد ابن طاووس (قدس سره) عن الصادق عليه السلام في حديث «خروج الدجال من بعد ذلک يخرج الدجال من ميسان نواحي البصرة فيأتي سفوان و يأتي سنام فيسحرهما و يسحر الناس فيکونان کالثريد و ماهما بثريد من الجوع و القحط ان ذلک لشديد» [3] .
پاورقي
[1] اکمال الدين ص526 أي علي يد الحجة (عج) و هو الذي يصلي خلفه عيسي بن مريم (ع) کما جاء في روايات الفريقين.
[2] ص489.
[3] الملاحم و الفتن ص134.