بازگشت

ذکر المدعين للبابية في الغيبة الصغري و قصصهم و نسبتهم الاباط


قال الشيخ الطوسي في کتاب الغيبة «ذکر المذمومين الذين ادعوا البابية لعنهم الله»:

(أولهم) المعروف بالشريعي (أخبرنا) جماعة عن ابي محمد التلعکبري (هارون ابن موسي) عن ابي علي محمد بن همام.

(قال) کان الشريعي يکني بأبي محمد (قال) هارون: واظن اسمه کان الحسن و کان من أصحاب ابي الحسن علي بن محمد (الهادي) ثم الحسن بن علي بعده عليهم السلام و هو أول من ادعي مقاما لم يجعله الله فيه و لم يکن أهلا له و کذب علي الله و علي حججه عليهم السلام و نسب اليهم ما لا يليق بهم و ما هم منه براء فلعنته الشيعة و تبرأت منه و خرج توقيع الامام عليه السلام بلعنه و البراءة منه.

(قال هارون): ثم ظهر منه القول بالکفر و الالحاد (قال) و کل هولاء المدعين انما يکون کذبهم أولا علي الامام و أنهم و کلاؤه فيدعون الضعفة بهذا القول الي موالاتهم ثم يترقي الامر بهم الي قول الحلاجية (و هو القول بالحلول أي حلول الله عزوجل و العياذ بالله فيهم) کما اشتهر من الي جعفر الشلمغاني و نظرائه عليهم



[ صفحه 106]



جميعا لعائن الله تتري [1] .

(و منهم) محمد بن نصير النميري (قال ابن نوح) أخبرنا أبونصر هبةالله ابن محمد (قال) کان محمد بن نصير النميري من أصحاب ابي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام فلما توفي أبو محمد ادعي مقام ابي جعفر محمد بن عثمان أنه صاحب امام الزمان و ادعي له البابية و فضحه الله تعالي بما ظهر منه من الالحاد و الجهل و لعن أبي جعفر محمد بن عثمان له و تبريه منه و احتجابه عنه و ادعي ذلک الامر بعد الشريعي.

(قال أبو طالب الانباري) لما ظهر محمد بن نصير بما ظهر لعنه أبو جعفر (النائب الثاني أبو جعفر العمري) رضي الله عنه- و تبرأ منه فبلغه ذلک فقصد أبا جعفر- رضي الله عنه- ليعطف بقلبه عليه أو يعتذر اليه فلم يأذن له و حجبه ورده خائبا.

(و قال) سعد بن عبدالله کان محمد بن نصير التميري يدعي انه رسول نبي و أن علي بن محمد (الهادي) عليه السلام أرسله و کان يقول باتناسخ (أي أن أرواح الاموات تحل في أجسام الاحياء) و يغلو في ابي الحسن عليه السلام و يقول فيه بالربوبية و يقول بالاباحة للمحارم و تحليل نکاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم و يزعم أن ذلک من النواضع و الاخبات و التذلل في المفعول به و انه من الفاعل احدي الشهوات و الطيبات و ان الله عزوجل (تعالي الله) لايحرم شيئا من ذلک و کان محمد ابن موسي بن الحسن بن الفرات يقوي أيابابه و يعضده (أي کان داعية له و ناشر لا کذوبته).



[ صفحه 107]



(أخبرني) بذلک عن محمد بن نصير أبو زکريا يحيي بن عبدالرحمن بن خاقان أنه رآه عيانا و غلام له علي ظهره (قال) فلقيته فعاتبته علي ذلک فقال ان هذا من اللذات و هو من التواضع لله و ترک التجبر.

قال سعد فلما اعتل محمد بن نصير العلة التي توفي فيها قبل له و هو مثقل اللسان لمن هذا الامر من بعدک؟ فقال بلسان ضعيف ملجلج أحمد فلم يدروا من هو فافترقوا بعده ثالاث فرق قالت فرفة انه أحمد ابنه و فرقة قالت: هو أحمد بن محمد بن موسي بن الفرات و فرقة قالت: انه أحمد بن ابي الحسن بن بشر ابن يريد فتفرقوا فلا يرجعون الي شي ء.

(و منهم) احمد بن هلال الکرخي قال أبوعلي بن همام: کان أحمد بن هلال من أصحاب ابي محمد (العسکري) عليه السلام فاجتمعت الشيعة علي وکالة محمد بن عثمان -رضي الله عنه- بنص الحسن عليه السلام في حياته و لمامضي الحسن عليه السلام قالت الشيعة الجماعة له: الا تقبل أمر أبي جعفر محمد بن عثمان و ترجع اليه و قد نص عليه الامام المفترض الطاعة (أي الامام العسکري عليه السلام)؟ فقال لهم: لم اسمعه بنص عليه بالوکالة و ليس أنکر أباه -يعني عثمان ابن سعيد- فاما أن أقطع أن أبا جعفر وکيل صاحب الزمان فلا اجسر عليه فقالوا: قد سمعه غيرک.

فقال: أنتم و ما سمعتم و وقف علي ابي جعفر فلعنوه و تبروا منه ثم ظهر التوقيع -علي يد ابي القاسم بن روح بلعنه و البراءة منه في جملة من لعن.

(و منهم) أبوطاهر محمد بن علي بن بلال و قصته معروفة فيما جري بينه و بين ابي جعفر محمد بن عثمان نضرالله وجهه -و تمسکه بالاموال التي کانت عنده للامام و امتناعه من تسليمها و ادعائه أنه الوکيل حتي تبرأت الجماعة منه و لعنوه و خرج فيه من صاحب الزمان ما هو معروف.

(و حکي أبو غالب الزراري) قال حدثني أبوالحسن محمد بن محمد بن يحيي



[ صفحه 108]



المعاذي (قال) کان رجل من أصحابنا قد انضوي الي أبي طاهر بن بلال بعد ما وقعت الفرقة ثم انه رجع عن ذلک و صار في جملتنا فسألناه عن السبب (قال) کنت عند ابي طاهر بن بلال يوما و عنده أخوه ابوالطيب و ابن حرز و جماعة من أصحابه اذ دخل الغلام فقال: أبوجعفر العمري علي الباب ففزعت الجماعة لذلک و انکرته للحال التي کانت جرت و قال: يدخل، فدخل أبوجعفر -رضي الله عنه- فقام له أبوطاهر و الجماعة و جلس في صدر المجلس و جلس ابو طاهر کالجالس بين يديه فامهلهم الي أن سکتوا.

(ثم قال) يا أبا طاهر نشدتک بالله ألم يأمرک صاحب الزمان عليه السلام يحمل ما عندک من المال الي؟ فقال اللهم نعم فنهض ابوجعفر -رضي الله عنه- منصرفا و وقعت علي القوم سکنة فلما تجلت عنهم قال له أخوه ابوالطيب: من اين رأيت صاحب الزمان؟ فقال ابوطاهر: أدخلني ابوجعفر -رضي الله عنه- الي بعض دوره فأشرف علي من علو داره فأمرني بحمل ما عندي من المال اليه فقال له ابو الطيب و من اين علمت انه صاحب الزمان عليه السلام؟ قال: قد وقع علي [2] من الهيبة له و دخلني من الرعب منه ما علمت انه صاحب الزمان عليه السلام فکان هذا سبب انقطاعي عنه.

(و منهم) الحسين بن منصور الحلاج اخبرنا الحسين بن ابراهيم عن ابي العباس أحمد بن علي بن نوح عن ابي نصر هبةالله بن محمد الکاتب ابن بنت ام



[ صفحه 109]



کلثوم بنت ابي جعفر العمري (قال):

لما أراد الله تعالي أن يکشف أمر الحلاج و يظهر فضيحته و يخزيه وقع له (أي اعتقد) أن اباسهل بن اسماعيل بن علي النوبختي -رض- ممن تجوز عليه مخرقته (أي ممن تنطلي عليه اکذوبته) و تتم عليه حيلته فوجه اليه يستدعيه وظن أن اباسهل کغيره من الضعفاء في هذا الامر بفرط جهله و قدر (أي ظن) أن يستجره اليه فيتمخرق به و يتسوف بانقياده علي غيره (أي ظن أن يجره اليه فيتخذه عضدا و شاهدا علي ادعاءه) فيستتب له ماقصد اليه من الحيلة و البهرجة علي الضعفة لقدر (أي لمکانة) ابي سهل في انفس الناس و محله من العلم و الادب أيضا عندهم و يقول له في مراسلته اياه اني وکيل صاحب الزمان عليه السلام و بهذا اولا کان يستجر الجهال ثم يعلو منه الي غيره و قد امرت بمراسلتک و اظهار ما تريده من النصرة لک لتوقي نفسک و لا ترتاب بهذا الامر.

فأرسل اليه ابوسهل -رضي الله عنه- يقول له: و اني أسألک أمرا يخف مثله عليک في جنب ما ظهر علي يديک من الدلائل و البراهين و هو اني رجل أحب الجواري و أصبوا اليهن و لي منهن عدة اتحظاهن و الشيب يبعدني عنهن و أحتاج أن أخضبه في کل جمعة و اتحمل منه مشقة شديدة لاستر عنهن ذلک، و الا انکشف امري عندهن فصار القرب بعدا و الوصال هجرا و اريد أن تغنيني عن الخضاب و تکفيني مؤنته و تجعل لحيتي سوداء فاني طوع يديک وصائر اليک و قائل بقولک وداع الي مذهبک مع مالي في ذلک من البصيرة و لک من المعونة.

فلما سمع ذلک الحلاج من قوله و جوابه علم انه أخطأ في مراسلته و جهل في الخروج اليه بمذهبه و أمسک عنه و لم يرد اليه جوابا و لم يرسل اليه رسولا و صيره ابوسهل -رضي الله عنه- احدوثة وضحکة و يطنز به عند کل احد، و شهر أمره عند الصغير و الکبير و کان هذا الفعل سببا لکشف أمره و تنفير الجماعة عنه.



[ صفحه 110]



و أخبرني جماعة عن ابي عبدالله الحسين بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه (اخي الصدوق) أن ابن الحلاج صار الي قم و کاتب قرابة ابي الحسن يستدعيه و يستدعي ابا الحسن أيضا و يقول انا روسل الامام و وکيله (قال):

فلما وقعت المکاتبة في يد ابي رضي الله عنه (أي ابي الحسن علي بن بابويه القمي و الذي کان و کيلا للعسکري عليه السلام) خرقها و قال لموصلها اليه: ما افرغک للجهالات فقال له الرجل -واظن انه قال: انه ابن عمه أو ابن عمه- فان الرجل قد استدعانا فلم خرقت مکانبته وضحکوا منه وهزؤا به ثم نبض الي دکانه و معه جماعة من أصحابه و غلمانه.

(قال) فلما دخل الي الدار التي کان فيه دکانه نهض له من کان هناک جالسا غير رجل رآه جالسا في الموضع فلم ينهض من کان حاضرا فسأله عنه فأخبره فسمعه الرجل يسأل عنه فأقبل عليه و قال له: تسأل عني و أنا حاضر؟ فقال له أبي أکبرتک ليها الرجل و أعظمت قدرک أن اسألک فقال له تخرق رقعتي و أنا اشاهدک تخرقها؟ فقال له أبي فأنت الرجل اذا.

(ثم قال) يا غلام برجله و بقفاه فخرج من الدار العدو لله و لرسوله ثم قال له: أندعي المعجزات عليک لعنة الله (أو کما قال) فأخرج بقفاه فما رأيتاه بعدها بقم.

(و منهم) ابن ابي العزاقر (و هو محمد بن علي الشلمغاني يکني بأبي جعفر) أخبرني الحسين بن ابراهيم عن أحمد بن نوح عن ابي نصر هبةالله بن محمد ابن احمد الکاتب ابن بنت ام کلثوم بنت ابي جعفر العمري -رضي الله عنه- قال حدثتني الکبيرة ام کلثوم بنت ابي جعفر العمري -رضي الله عنه -

(قال) کان ابو جعفر ابن ابي العزاقر وجيها عند بني بسطام و ذاک أن الشيخ أبا القاسم رضي الله عنه و أرضاه کان قد جعل له عند الناس منزلة و جاها فکان عند



[ صفحه 111]



ارتداده يحکي کل کذب و بلاء و کفر لبني بسطام و يسنده عن الشيخ ابي القاسم فيقبلونه منه و يأخذونه عنه حتي انکشف ذلک لابي القاسم -رضي الله عنه- فأنکره و اعظمه و نهي بني بسطام عن کلامه و أمرهم بلعنه و البراءة منه فلم ينتهوا و أقاموا علي توليه و ذاک انه کان يقول لهم:

انني أذعت السر و قد أخذ علي الکتمان فعوقبت بالابعاد بعد الاختصاص لان الامر عظيم لايحتمله الاملک مقرب أو نبي مرسل أو مومن ممتحن فيوکد في نفوسهم عظيم الامر و جلالته فبلغ ذلک ابا القاسم رضي الله عنه فکتب الي بني بسطام بلعنه و البراءة منه و ممن تابعه علي قوله و اقام علي توليه فلما وصل اليهم أظهروه عليه فبکي بکاءا عظيما.

ثم قال: ان لهذا القول باطنا عظيما و هو أن اللعنة الابعاد فمعني قوله لعنه الله أي باعده لله عن العذاب و النار و الان قد عرفت منزلتي و مرغ خديه علي التراب و قال: عليکم بالکتمان لهذا الامر.

قالت الکبيرة -رضي الله عنها- و قد کنت أخبرت الشيخ ابا القاسم أن ام ابي جعفر ابن بسطام قالت لي يوما و قد دخلنا اليها فاستقبلتني و اعظمتني و زادت في اعظامي حتي انکبت علي رجلي تقبلها، فأنکرت ذلک و قلت لها: مهلا ياستي فان هذا أمر عظيم و انکببت علي يدها فبکت ثم قالت کيف لا أفعل بک هذا و أنت مولاتي فاطمة فقلت لها و کيف ذاک ياستي؟ فقالت لي أن الشيخ ابا جعفر محمد ابن علي خرج الينا بالسر قالت: فقلت لها و ما السر؟ قالت: قد أخذ علينا کتمانه و افزع ان انا أذعته عرقبت قالت: و أعطيتها موثقا اني لا أکشفه لاحد و اعتقدت في نفسي الاستثناء بالشيخ -رضي الله عنه- يعني ابا القاسم الحسين بن روح -قالت: ان الشيخ ابا جعفر (ابن ابي العزاقر) قال لنا: ان روح رسول الله صلي الله عليه و آله انتقات الي ابيک -تعني ابا جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه- و روح أمير



[ صفحه 112]



المومنين علي عليه السلام انتقلت الي بدن الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح و روح مولاتنا فاطمة عليهاالسلام انتقلت اليک فکيف لا اعظمک يا ستنا فقلت لها مهلا لا تفعلي فان هذا کذب ياستنا فقالت لي: سر عظيم و قد أخذ علينا أننا لانکشف هذا لاحد فالله الله في لايحل العذاب، و ياستي لوانک حملتيني علي کشفه ما کشفته لک و لا لاحد غيرک قالت الکبيرة ام کلثوم رضي الله عنها.

فلما انصرفت من عندها دخلت الي الشيخ ابا القاسم بن روح -رضي الله عنه فأخبرته بالقصة و کان يثق بي وير کن الي قولي، فقال لي: يابنية اياک أن تمضي الي هذه المرأة بعدما جري منها و لا تقبلي لها رقعة ان کاتبنک و لا رسولا ان انفذته اليک و لا تلقيها بعد قولها، فهذا کفر بالله تعالي و الحاد قد أحکمه هذا الرجل الملعون في قلوب هولاء القوم ليجعله طريقا الي أن يقول لهم بأن الله تعالي اتحد به وحل فيه کما يقول النصاري في المسيح عليه السلام و يعدو الي قول الحلاج لعنه الله.

قالت فهجرت بني بسطام و ترکت المضي اليهم و لم أقبل لهم عذرا و لالقيت أمهم بعدها و شاع في بني نوبخت الحديث فلم يبق أحد و الا و تقدم اليه الشيخ ابو القاسم و کاتبه بلعن أبي جعفر الشلمغاني و البراءة منه و ممن يتولاه و رضي بقوله أو کلمه فضلا عن موالاته ثم ظهر التوقيع من صاحب الزمان عليه السلام بلعن ابي جعفر محمد بن علي و البراءة منه و ممن تابعه و شايعه و رضي بقوله و اقام علي توليه بعد المعرفة بهذا التوقيع و له حکايات قبيحة و امور فظيعة ننزه کتابنا عن ذکرها، ذکرها ابن نوح و غيره.

(و کان) سبب قتله: انه لما اظهر لعنه ابوالقاسم بن روح -رضي الله عنه- و اشتهر امره و تبرأ منه و أمر جميع الشيعة بذلک لم يمکنه التلبيس فقال في مجلس حافل فيه روساء الشيعة، و کل يحکي عن الشيخ ابي القاسم لعنه و البراءة منه



[ صفحه 113]



أجمعوا بيني و بينه حتي آخذ و يأخذ بيدي فان لم تنزل عليه نار من السماء تحرقه و الا فجميع ماقاله في حق، ورقي ذلک الي الراضي لانه کان ذلک في دار ابن مقلة -فأمر بالقبض عليه و قتله و فقتل و استراحت الشيعة منه.

(و قال) ابوالحسن محمد بن احمد بن داود کان محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن ابي العزاقر لعنه الله يعتقد القول بحمل الضد و معناه أنه لايتهيأ اظهار فضيلة للولي الابطعن الضدفيه لانه يحمل سامعي طحنه علي طلب فضيلته فاذا هو افضل من الولي اذلايتهيا اظهار الفضل الابه، و ساقوا المذهب من وقت آدم الاول الي آدم السابع لانهم قالوا: سبع عوالم و سبع أوادم، و نزلوا الي موسي و فرعون و محمد و علي مع ابي بکر و معاوية.

و أما في الضد فقال بعضهم الولي ينصب الضد و يحمله علي ذلک کما قال قوم من أصحاب الظاهر: ان علي بن ابي طالب عليه السلام نصبه ابابکر في ذلک المقام و قال بعضهم: لا و لکن هو قديم معه لم يزله (قالوا): و القائم الذي ذکروا اصحاب الظاهر أنه من ولد الحادي عشر فانه يقوم معناه ابليس لانه قال (فسجد الملائکة کلهم أجمعون الا ابليس) فلم يسجد ثم قال (لاقعدن لهم صراطک المستقيم) فدل علي أنه کان قائما في وقت ما أمر بالسجود ثم قعد بعد ذلک و قوله: يقوم القائم انما هو ذلک القائم الذي امر بالسجود فأبي و هو ابليس لعنه الله.

و قال شاعرهم لعنهم الله



يالا عنا للضد من عدي

ما الضد الاظاهر الولي



و الحمد للميهمن الوفي

لست علي حال کحمامي



و لا حجامي و لا جغدي

قد فقت من قول علي الفهدي



نعم و جاوزت مدي العبدي

فوق عظيم ليس بالمجوسي



لانه الفرد بلا کيفي

متحد بکل أوحدي





[ صفحه 114]





مخالط النوري و الظلمي

يا طالبا من بيت هاشمي



و جاحدا من بيت کسروي

قدغاب في نسبة أعجمي



في الفارسي الحسب الرضي

کما التوي في العرب لوي



(و قال الصفواني) سمعت ابا علي بن همام يقول: سمعت محمد بن علي العزاقري الشلمغاني يقول: الحق واحد و انما تختلف قمصه، فيوم يکون في أبيض و يوم يکون في أحمر و يوم يکون في ازرق (قال ابن همام): فهذا اول ما أنکرته من قوله لانه قول أصحاب الحلول.

(و اخبرنا) جماعة عن ابي محمد هارون بن موسي عن ابي علي محمد بن همام أن محمد بن علي الشلمغاني لم يکن قط بابا الي ابي القاسم و لا طريقا له و لا نصبه ابوالقاسم لشي ء من ذلک علي وجه و لا سبب و من قال بذلک فقد أبطل و انما کان فقيها من فقهائنا و خلط و ظهر عنه ماظهر و انتشر الکفر و الالحاد عنه فخرج فيه التوقيع علي يد ابي القاسم بلعنه و البراءة ممن تابعه و شايعه وقال بقوله.

(و أخبرني) الحسين بن ابراهيم عن احمد بن علي بن نوح عن ابي نصر هبةالله بن محمد بن احمد قال حدثني ابوعبدالله الحسين بن احمد الحامدي البزاز المعروف بغلام ابي علي بن جعفر المعروف بابن زهومة النوبختي -و کان شيخا مستورا- قال: سمعت روح بن ابي القاسم بن روح يقول: لما عمل محمد ابن علي الشلمغاني کتاب التکليف قال يعني اباالقاسم -رضي الله عنه اطلبوه الي لانظره فجاوا به فقرأه من أوله الي آخره فقال: ما فيه شي ء الا وقد روي عن الائمة الا موضعين أو ثلاثة فانه کذب عليهم في روايتها لعنه الله.

(و اخبرني) جماعة عن أبي الحسن بن أحمد بن داود و ابي عبدالله الحسين بن علي بن الحسين بن موسي أنهما قالا مما أخطأ محمد بن علي في المذهب في باب الشهادة انه روي عن العالم (الکاظم) عليه السلام أنه قال: اذا کان



[ صفحه 115]



لاخيک المومن علي رجل حق فدفعه و لم يکن له من البينة عليه الا شاهد واحد و کان الشاهد ثقة رجعت الي الشاهد فسألته عن شهادته فاذا أقامها عندک شهدت معه عند الحاکم علي مثل مايشهده عنده لئلا يتوي (يهلک) حق امري ء مسلم، (و اللفظ لابن بابويه) و قال هذا کذب منه لسنا نعرف ذلک (و قال) في موضع آخر کذب فيه، نسخة التوقيع الخارج في لعنه.

(أخبرنا جماعة) عن ابي محمد هارون بن موسي قال حدثنا محد بن همام (قال): خرج علي يد الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح -رضي الله عنه- في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة في ابن ابي العزاقر و المداد رطب لم يجف

(و اخبرنا) جماعة عن ابن داود قال خرج التوقيع من الحسين بن روح في الشلمغاني و أنفذ نسخته الي ابي علي بن همام في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة.

(قال ابن نوح) وحدثنا ابوالفتح احمد بن ذکا مولي علي بن محمد ابن الفرات -رحمه الله قال: اخبرنا ابو علي بن همام بن سهيل بتوقيع خرج في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة.

قال محمد بن الحسن بن جعفر بن اسماعيل بن صالح الصيمري: أنفذ الشيخ الحسين بن روح -رضي الله عنه- من محبسه في دار المقتدر الي شيخنا ابي علي بن همام في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة و أملاه ابو علي و عرفني أن أباالقاسم -رضي الله عنه - راجع في ترک اظهاره فانه في يد القوم و حبسهم فأمر باظهاره و أن لايخش و يأمن فتخلص و خرج من الحبس بعد ذلک بمدة يسيرة و الحمدلله.

(التوقيع) عرف عرفک الله الخير أطال الله بقاءک و عرفک الخير کله و ختم به عملک من تثق بدينه و تسکن الي نيته من اخواننا اسعدکم الله بأن محمد بن علي المعروف



[ صفحه 116]



بالشلمغاني و هو ممن عجل الله له النقمة و لا أمهله قد أرتد عن الاسلام و فارقه، و ألحد في دين الله و ادعي ما کفر معه بالخالق جل وتعالي وافتري کذبا وزورا و قال بهتانا واثما عظيما کذب العدلون بالله و ضلوا ضلالا بعيدا و خسروا خسرانا مبينا و اننا قد برئنا الي الله تعالي و الي رسوله و آله صلوات الله و سلامه و رحمته و برکاته عليهم بمنه و لعناه عليه لعائن الله تتري في الظاهر منا و الباطن في السر و الجهر و في کل وقت و علي کل حال و علي من شايعه و تابعه أو بلغه هذا القول منا و أقام علي توليه بعده.

و اعلمهم تولاکم الله انا من التوقي و المحاذرة منه علي ما کنا عليه ممن تقدمه من نظرائه من الشريعي و النميري و الهلالي و البلالي و غيرهم و عادة الله جل ثناؤه مع ذلک قبله و بعده عندنا جميلة و به نثق و اياه نستعين و هو حسبنا في کل امورنا و نعم الوکيل».

قال هارون و أخد أبوعلي هذا التوقيع و لم يدع احدا من الشيوخ الا و أقرأه اياه، و کوتب من بعد منهم بنسخته في ساير الامصار فاشتهر ذلک في الطائفة فاجتمعت علي لعنه و البراءة منه و قتل محمد بن علي الشلمغاني في سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة.

(ذکر أمر ابي بکر البغدادي) ابن أخي الشيخ ابي جعفر محمد بن عثمان العمري و ابي دلف المجنون.

(اخبرني) الشيخ ابوعبد محمد بن محمد بن النعمان (الشيخ المفيد) عن أبي الحسن علي ابن بلال المهلبي (قال) سمعت أباالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه يقول دما ابودلف الکانب لاحاطه الله فکنا نعرفه ملحدا ثم أظهر الغلو ثم جن و سلسل ثم صار مفوضا و ما عرفناه قط -اذا حضرفي مشهد- الا استخف به، و لاعرفته



[ صفحه 117]



الشيعة الامدة يسيرة و الجماعة تتبرأمنه و ممن يؤمي اليه و ينمس به [3] .

وقد کنا وجهنا الي أبي بکر البغدادي -لما أدعي له هذا ما أدعاه- [4] فأنکر ذلک و حلف عليه فقلنا ذلک منه فلما دخل بغداد مال اليه و عدل عن الطائفة و أوصي اليه، لم نشک انه علي مذهبه فلعناه و برئنا منه لان عندنا أن کل من أدعي الامر بعد السمري فهو کافر منمس [5] ضال مضل و بالله التوفيق.

(ذکر أبو عمرو) محمد بن محمد بن نصر السکري (قال): لما قدم ابن محمد ابن احسن بن الوليد القمي من قبل ابيه و الجماعة و سألوه عن الامر الذي حکي فيه من النيابة أنکر ذلک و قال: ليس الي من هذا شي ء و عرض عليه مال فأبي و قال محرم علي أخذ شي ء منه فانه ليس الي من هذا الامر شي ء و لا أدعيت شيئا من هذا، و کنت حاضرا لمخاطبته اياه بالبصرة.

(و ذکر ابن عياش) قال: اجتمعت يوما مع أبي دلف فأخذنا في ذکر ابي بکر البغدادي فقال لي: تعلم من أين کان فضل سيدنا الشيخ قدس الله روحه و قدس به علي ابي القاسم الحسين بن روح و علي غيره؟ فقلت له: ما أعرف قال: لان أباجعفر محمد بن عثمان قدم اسمع علي اسمع في وصيته؟ قال: فقلت له: فالمنصور (اي الخليفه العباسي) افضل من مولانا ابي الحسن موسي عليه السلام قال: و کيف؟ قلت: لان الصادق عليه السلام قدم اسمه علي اسمه في الوصية فقال لي: أنت تتعصب علي سيدنا و تعديه فقلت: و الخلق کلهم تعادي أبابکر البغدادي و تتعصب عليه غيرک و حدک و کدنا نتقاتل و نأخذ بالازياق. [6] .



[ صفحه 118]



و أمر ابي بکر البغدادي في قلة العلم و المروة أشهر و جنون أبي دلف أکثر من أن يحصي لانشغل کتابنا بذلک و ذکر ابن نوح طرفا من ذلک.

(و روي) ابو محمد هارون بن موسي عن أبي القاسم الحسين بن عبدالرحيم الابراروري قال: أنفذني ابي عبدالرحيم الي ابي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه- في شي ء کان بيني و بينه فحضرت مجلسه و فيه جماعة من أصحابنا و هم يتذاکرون شيئا من الروايات و ما قاله الصادقون عليهم السلام حتي أقبل ابوبکر محمد بن احمد بن عثمان المعروف بالبغدادي ابن اخي ابي جعفر العمري -رضي الله عنه- فلما بصر به أبو جعفر -رضي الله عنه- قال للجماعة امسکوا (اي توقفوا عن محادثتکم) فان هذا الجائي ليس من أصحابکم.

و حکي انه توکل لليزيدي بالبصرة فبقي في خدمته مدة طويلة و جمع مالا عظيما فسعي به الي اليزيدي فقبض عليه و صادره و ضربه علي أم رأسه حتي نزل الماء في عينيه فمات ابوبکر ضريرا.

و قال ابونصر هبةالله بن أحمد الکاتب ابن بنت ام کلثوم بنت ابي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أن أبادلف محمد بن المظفر الکاتب کان في ابتداء أمره مخمسا [7] مشهورا بذلک لانه کان تربية الکرخيين و تلميذهم و صنيعتهم و کان الکرخيون مخمسة لايشک في ذلک أحد من الشيعه و قد کان ابودلف يقول ذلک و يعترف به و يقول: نقلني سيدنا الصالح -قدس الله روحه و نور ضريحه- عن مذهب ابي جعفر الکرخي الي المذهب الصحيح يعني ابابکر البغدادي.

و جنون ابي دلف و حکايات فساد مذهبه أکثر من أن تحصي فلانطول بذکرها الکتاب ههنا انتهي ما ذکره الشيخ الطوسي.



[ صفحه 119]



و نقلناه کله مع طوله لان ما ذکره من قصص المدعين للسفارة و الوکالة و البابية الکاذبين علي الله و علي حججه عليهم السلام، تتکرر بين فتره و أخري في عصر الغيبة التامة الکبري و کما يقال التاريخ يعيد نفسه بل من تأمل بعبرة فيمامر من الوقائع التي ذکرها الشيخ يجد أن مايحدث في زمننا هذا من ادعاء البابية هو بخذافيره مسلسل الوقائع السابقة من نسبة الاباطيل الي الائمة عليهم السلام و من سرقة الاموال و اتخاذ الضعفاء و الجهلة أنصار و النساء مسرحا للخرافات و الخزعبلات و من ينتسب الي العلم واجهة للغواية و... و... و...

و کما قال شيخ الطائفة في زمانه ابومحمد هارون بن موسي التلعکبري [8] «و کل مولاء المدعين انما يکون کذبهم اولا علي الامام و أنهم وکلاؤه فيدعون الضعفة بهذا القول الي موالاتهم ثم يترقي الامر بهم الي قول الحلاجية (القائلين بالحلول أي الکفر و الالحاد) کما اشتهر من أبي جعفر الشلمغاني و نظرائه عليهم جميعا لعائن الله تتري.


پاورقي

[1] أقول: و هذا المسير بعينه سار فيه الملعون مدعي البابية في ايران في القرن الرابع عشر الهجري فادعي أولا الوکالة ثم المهدوية ثم الي الاباطيل الاخري التي سنوافيک بها في فصل لاحق.

[2] أقول: فليتنبه المومنين -رعاهم الله- الي العبرة من حال المبطل أبي طاهر ابن بلال فانه مع رويته للصاحب (عج) فلم يرتدع عن کذبه و باطله.

و هکذا الخورج فانهم شاهدوا أميرالمومنين علي بن أبي طالب عليه السلام و عاشورا في عصره و مع ذلک لم يتبعوه و يطيعوه صلوات الله عليه فالعبرة بالايمان لا بالرؤية لهم عليهم السلام و لذا تلهف الرسول صلي الله عليه و آله علي اخوانه في الخطبة المعروفة فسأله أصحابه أو لسنا اخوانک فقال: لابل هم قوم يأتون في آخر الزمان يومنون بسواد علي ورق و سيأتي في الامر الثامن ما له صلة بذلک.

[3] نمس بالشي خدع و احتال به.

[4] أي أن ابادلف المجنون ادعي البابية و نحو ذلک لابي بکر البغدادي.

[5] محتال صاحب حيلة و مکر.

[6] زيق القميص بالکسر ما أحاط بالعنق.

[7] اي الذين يقولون ان الخمسة سلمان و أباذر و المقداد و عمار و عمرو بن أمية الضمري هم الموکلون بمصالح العالم من قبل الرب.

[8] أحد مشايخ الشيخ المفيد.