بازگشت

في اجتماعه بعيسي


ذکر الامام القرطبي في تذکرته: «أن المهدي و من معه من المسلمين يأتون أنطاکية و هي مدينة عظيمة علي البحر، فيکبرون عليها ثلاث تکبيرات فيقع سورها،فيقتلون الرجال، و يسبون النساء، و الأطفال، ثم يسير الي رومية، و القسطنطينة، و کنيسة الذهب فيفتحون القسطنطينة، و رومية، و يقتلون بها أربعمئة ألف مقاتل، و يفتضون بها سبعين ألف بکر، و يفتحون المدائن و الحصون، و يأخذ ما في کنيسة الذهب من الأموال، و يفتح سبعين مدينة من مدائن الروم. و ذکر أنهم يفتحون قسطنطينة، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، اذ صاح فيهم الشيطان: ان المسيح قد خلفکم في أهليکم، [1] فيخرجون، و ذلک باطل، فاذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، اذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسي بن مريم» [2] انتهي.

و قد ذکر مسلم في صحيحه هذا. أخرج ابن ماجة، و الروياتي، و ابن خزيمة، و أبو عوانة، [3] و الحاکم، و أبو نعيم، و اللفظ له عن أبي امامة قال: «خطبنا رسول الله صلي الله عليه و آله و ذکر الدجال و فيه قالت ام شريک: فأين العرب يا رسول الله صلي الله عليه و آله يومئذ؟



[ صفحه 134]



قال: «هم يومئذ قليل، و جلهم ببيت المقدس، [4] و امامهم المهدي رجل صالح، [5] [6] فبينما امامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح، اذ نزل عليهم عيسي بن مريم، فرجع ذلک الامام يمشي [7] القهقري فيضع عيسي يديه بين کتفيه، ثم يقول له: تقدم فصل [8] فانها لک أقيمت. فيصلي بهم امامهم». [9] .



[ صفحه 135]



و روي أحمد في مسنده، و الحاکم في المستدرک، و صححه عن عثمان بن أبي العاص: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول، فذکر الحديث، وفيه: فينزل عيسي عند صلاة الفجر فيقول له أمير الناس: تقدم يا روح الله فصل بنا.

فيقول: انکم معشر هذه الامة أمراء بعضکم؛ علي بعض تقدم أنت فصل بنا فيتقدم فيصلي بهم فاذا انصرف أخذ عيسي حربته نحو الدجال». [10] .

وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: «کيف أنتم اذا نزل فيکم ابن مريم، و امامکم منکم؟». [11] .



[ صفحه 136]



و أخرج أبو عمرو الداني في سننه عن حذيفة قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: «يلتفت المهدي، و قد نزل عيسي بن مريم کأنما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدم فصل بالناس.

فيقول عيسي: انما أقيمت الصلاة لک. فيصلي خلف رجل من ولدي» [12] الحديث.

قال الحافظ السيوطي: ان صلاة عيسي خلف المهدي ثابتة في عدة أحاديث صحيحة. و أنکر بعضهم ذلک. و قال: «ان النبي أجل مقاما من أن يصلي خلف غير نبي».

و جوابه: ان نبيا صلي الله عليه و آله أجلهم مقاما؛ و قد صلي خلف عبدالرحمن بن عوف مرة، و خلف أبي بکر أخري. [13] و قال: انه لم يمت نبي حتي يصلي خلف رجل من أمته. ثبت ذلک في أحاديث صحيحة. و ذکروا أن المهدي يسلم الأمر لروح الله عيسي عليه السلام بعد اقتدائه به في صلاة الصبح، و لا يصلي عيسي وراء المهدي غير تلک الصلاة، ثم يستمر المهدي علي الصلاة وراء عيسي بعد تسليمه الأمر اليه و يکون معه حتي يقتل عيسي الدجال بباب لد [14] الشرقي؛ و يهزم الله اليهود عسکر الدجال و يتوجه مع عيسي لبيت المقدس.



[ صفحه 137]




پاورقي

[1] في «ت» أهلکم.

[2] التذکرة 304:2، رواه مسلم في کتاب الفتن: باب «9» في فتح القسطنطينية 2221:4 حديث رقم «2897» ، عقد الدرر: 203 و 204 وفيه:«لا تقوم الساعة حتي ينزل الروم...»، صحيح مسلم 2221:4، سنن الداني: لوحة 113 و 114، وفي بعض ألفاظه تغيير، الملاحم و الفتن لابن طاووس ص: 53.

[3] مسند أبي عوانة الامام الجليل يعقوب بن اسحاق الاسفرائني «ت 316 ه» 400:4.

[4] في «ت» في بيت.

[5] يقصد رجل من أهل البيت عليهم السلام و هو المهدي الذي يتصف بالصلاح و الهدي.

[6] الي هنا الحديث في عقد الدرر ص: 157.

[7] في المصدر «ينکص».

[8] في المصدر «فصلها».

[9] صحيح مسلم 138:1، سنن ابن ماجة 1363-1356:2، الحاکم 154:4، أبو نعيم في حلية الاولياء 316:1، فتح الباري 493:6، فتح المنعم 329:1، و قال الامام أبو الحسن الأبدي السجستاني في مناقب الشافعي: «تواترت الأخبار بأن المهدي من هذه الأمة، و أن عيسي يصلي خلفه». کما جاء في فتن الباري 493:6 طبع السلفية، و الصواب هو أبو الحسن محمد بن الحسين الآبري السجستاني، کما جاء في طبقات الحافظ الذهبي ص: 383، و سير أعلام النبلاء 299:16، و قال الحافظ في الفتح 494:6: «قال ابن الجوزي: لو تقدم عيسي اماما لوقع في النفس اشکال، و لقيل: أتراه نائبا، أو مبتدعا شرعا، فيصلي مأموما، لئلا يتدنس بغبار الشبهة». و قال الحافظ ابن کثير في نهاية البداية و النهاية 37:1: «و أظن ظهوره يکون قبل نزول عيسي بن مريم کما دلت علي ذلک الأحاديث». و قال الحافظ السيوطي في نزول عيسي بن مريم آخر الزمان ص: 56: «ان صلاة عيسي خلف المهدي ثابتة في عدة أحاديث صحيحة، باخبار رسول الله صلي الله عليه و آله، و هو الصادق المصدق». و قد بين العلامة محمد أنور الکشميري في فيض الباري بشرح صحيح البخاري 4: 48-45، أن الراجح أن الامام يکون هو المهدي، و اليه ذهب أيضا الشيخ ابن حجر الهيثمي في القول المختصر ص: 34، و العلامة المناوي في فيض القدير 301:5 و 17:6 و 279. و قال البرزنجي في الاشاعة ص: 91: «و من العلامات التي يعرف بها المهدي أنه يجتمع بعيسي بن مريم، و يصلي عيسي خلفه»، و لذا جزم بعض العلماء بأن عيسي يقتدي بالمهدي أولا. ليظهر أنه تابعا لنبينا حاکما بشرعه، و حتي لا يتوهم المتوهم بأن الأمة المحمدية سلبت منها الولاية، فبعد تقرير ذلک في أول مرة يکون الامام هو عيسي لکونه أفضل من المهدي، فالجواب الأصلي لأمير المسلمين هو قوله: «لا، فانها لک أقيمت». کما عند ابن ماجة و غيره عن أبي أمامة. راجع فتح المنعم: 329:1، و الفتح 493:6 طبع السلفيه، و ابن ماجة في ضعفيف ابن ماجة ص: 333-329، و بعد أن کانت أقيمت له لو تقدم عيسي أوهم عزل الأمير، بخلاف ما بعد ذلک و هي کما قال صلي الله عليه و آله: «تکرمة الله هذه الأمة» لفائدة منهم لا التعليل لعدم امامته حتي يتوهم المتوهم استمرار عدمها. راجع عقيدة الاسلام للشيخ محمد أنور شاه الکشميري کما نقله عنه الشيخ عبدالمحسن العباد في: «الرد علي من کذب بالأحاديث الواردة في المهدي ص: 208، و قال الحسن بن علي بن خلف أبو محمد البربهاري شيخ الحنابلة في وقته «ت 329 ه» في کتابه: «شرح السنة» راجع طبقات الحنابلة 20:2: «و الايمان بنزول عيسي بن مريم، ينزل فيقتل الدجال، و يتزوج، و يصلي خلف القائم من آل محمد صلي الله عليه و آله. و قال الامام السهيلي في الروض الانف 280:1، في باب اسلام خديجة رضي الله عنها، عند کلامه علي فضائل فاطمة رضي الله عنها قوله:«و من سوددها أيضا أن المهدي المبشر به في آخر الزمان من ذريتها، و الأحاديث الواردة في أمر المهدي کثيرة، و قد جمعها أبو بکر بن أبي خثيمة فأکثر»، عقد الدرر ص:231، سنن ابن ماجة 2: 1363-1359، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ص: 160.

[10] مسند أحمد 3: 368-367 و 383، و بالرجوع الي ما قاله أهل الفن في سند هذا الحديث، نجده متصل فاسماعيل بن عبدالکريم: قال عنه الحافظ في التقريب: «صدوق من التاسعة» 72:1 و ذکر في التهذيب 315:1، و ذکره ابن حبان في الثقات، و قال ابن معين: «ثقة رجل صدق»، عقد الدرر ص: 233 و 234، الفتن لوحة 161، مسلم في صحيحه 193:2، قال ابن القيم في نقد المنقول ص: 87: «وهذا اسناد جيد».

[11] صحيح مسلم 137:1، صحيح البخاري 358:6، قال المناوي في فيض القدير 585:5: «و هذا أي قوله صلي الله عليه و آله: «کيف أنتم...» استفهام عن حال من يکونون أحياء عند نزول عيسي کيف يکون سرورهم بلقاء هذا النبي الکريم؟ و کيف يکون فخر هذه الأمة و عيسي روح الله يصلي وراء امامهم؟ و ذلک لا يلزم انفصال عيسي من الرسالة، لأن جميع الرسل بعثوا بالدعاء الي التوحيد، و الأمر بالعبادة و العدل، و النهي عما خالف ذلک من جزئيات الأحکام بسبب تفاوت الأعصار في المصالح من حيث ان کل واحدة منها في أيام المتأخر نزل علي وفقه، و لذلک قال صلي الله عليه و آله: «لو کان موسي حيا لما وسعه الا اتباعي»، تنبيها علي أن اتباعه لا ينافي الايمان به، بل يوجبه»، عقد الدرر ص:229، أحمد في المسند 336:1.

[12] سنن الداني لوحة: 107، عقد الدرر ص: 229 و 230، أخرجه الحافظ أبو نعيم في «مناقب المهدي»، أخرجه أبو القاسم الطبراني في «معجمه»، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ص: 161، البيان ص: 319 باب 7.

[13] لا نريد التعليق علي هذه الصلاة لاننا بحثنا ذلک في کتابنا «البيعة و أثرها في تنصيب الخليفة» فراجع.

[14] لد: بالضم و التشديد، جمع ألد، قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين يقتل عيسي بن مريم الدجال ببابها. انظر المراصد.