في طلوع الشمس من مغربها و حسم طريق التوبة و سد مذهبها
قال الله تعالي: (هل: ينظرون الا أن تأتيهم الملائکة، أو يأتي [163 ظ] ربک أو يأتي بعض آيات ربک، يوم يأتي بعض آيات ربک لاينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في ايمانها خيرا، قل انتظروا انا منتظرون). [1] .
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «لا تقوم الساعة حتي تطلع الشمس من مغربها، فاذا طلعت ورآها الناس [2] آمنوا جميعا، [3] و ذلک حين [4] لا ينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل، أو کسبت في ايمانها خيرا».
أخرجه البخاري و مسلم، في «صحيحيهما». [5] .
و عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه و سلم، قال: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه».
[ صفحه 320]
أخرجه الامام مسلم، في «صحيحه». [6] .
و عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: دخلت المسجد، فاذا النبي [164 و] صلي الله عليه و سلم: جالس، فلما غابت الشمس، قال: «يا أباذر، هل [7] تدري أين تذهب؟».
قلت: الله و رسوله أعلم.
قال: «فانها تذهب فتستأذن في السجود، فيوذن لها». [8] .
قال: «فکأنها [9] قد قيل لها: اطلعي [10] من حيث جئت، فتطلع من مغربها».
قال: ثم قرأ في قراءة عبدالله بن مسعود: [11] (و ذلک مستقر لها). [12] .
أخرجه البخاري و مسلم، في «صحيحيهما». [13] .
[ صفحه 321]
و عن عمرو بن جرير، قال: جلس الي مروان ثلاثة نفر بالمدينة، فسمعوه يحدث عن الآيات، أن [14] أولها خروج الدجال.
فقام القوم [15] من عند مروان، فجلسوا الي عبدالله بن عمرو، فحدثوه بما قال مروان، فقال عبدالله: لم يقل مروان شيئا، سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم، يقول: «ان أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، و الدابة، أيها کانت فالأخري علي أثرها قريبا».
ثم أنشأ [16] يحدث، قال: و ذلک أن الشمس اذا غربت:، أتت [164 ظ] تحت العرش فسجدت، و استأذنت في الرجوع، فيوذن لها، حتي اذا أراد الله أن تطلع من مغربها أتت تحت العرش فسجدت، و استأذنت في الرجوع، [17] فلم يرد عليها، و علمت أن لو أذن لها لم تدرک المشرق، فقالت: يا رب، ما أبعد المشرق، من لي بالناس، حتي اذا کان الليل فاستأذنت فقال لها: اطلعي من مکانک.
قال: و کان [18] عبدالله يقرأ الکتب، فقرأ و ذلک يوم (لا ينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في ايمانها خيرا).
[ صفحه 322]
أخرجه الحافظ أبوعبدالله الحاکم، في «مستدرکه»، [19] و قال: هذا حديث صحيح، علي شرط البخاري و مسلم، و لم يخرجاه.
و في قبالته في الحاشية، بخط البيهقي: أخرجه مسلم. [20] .
و عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله [165 و] عليه و سلم: «ثلاث اذا خرجن لاينفع نفسا: ايمانها لم تکن آمنت من قبل، أو کسبت في ايمانها خيرا؛ [21] طلوع الشمس من مغربها، و الدجال، ودابة الأرض». [22] .
أخرجه الامام مسلم، في «صحيحه». [23] .
و عن وهب بن جابر، قال: دخلت بيت المقدس، فاذا فيه عبدالله بن عمرو في حلقة يحدثهم، فسمعته يقول: ان يأجوج و مأجوج ما [24] من ورائهم ثلاث أمم، ما يعلم عدتهم الا الله عزوجل، منسک، و تاويل، و تاديس، [25] و ان الشمس اذا غربت خرت ساجدة،
[ صفحه 323]
فتسلم و تستأذن، [26] فلا يؤذن لها، ثم تستأذن فلا يؤذن لها، [27] حتي اذا کان قدر ليلتين أو ثلاث، قيل لها: اطلعي من حيث غربت. فتطلع من المغرب، [28] فيؤمن أهل الأرض کلهم، و هي فيما بلغنا أول الايات، لا ينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل.: [165 ظ] فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب والفضة، فلا يؤخذ منهم، و يقال: لو کان بالأمس!
أخرجه الحافظ أبوبکر أحمد بن الحسين البيهقي.
و عن أبي ذر، رضي الله عنه: قال: کنت مع رسول الله صلي الله عليه و سلم في المسجد، عند غروب الشمس، فقال: «يا أباذر، أتدري أين تغرب»؟
قال: [29] قلت الله و رسوله أعلم.
قال: «فأنها تذهب حتي تسجد تحت العرش عند ربها، فتستأذن فلا يؤذن لها، حتي [30] تستشفع و تطلب، فاذا طال عليها، قيل لها: اطلعي من مکانک، فذلک قوله: و الشمس تجري لمستقر لها ذلک تقدير العزير العليم». [31] .
أخرجه الحافظ أبوعمرو عثمان بن سعيد الداني، في «سننه». [32] .
[ صفحه 324]
و عن عبدالله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلي الله عليه [166 و] و سلم: «أول الايات خروجا طلوع الشمس من مغربها:، و خروج الدابة علي الناس ضحي».
قال عبدالله بن عمرو: فأيتهما ما خرجت قبل أخري، فالأخري منها قريب. قال عبدالله: و لا أظنها الا [33] طلوع الشمس من مغربها.
أخرجه الحافظ أبوعبدالله محمد بن يزيد [34] بن ماجه القزويني، في «سننه». [35] .
و عن حذيفة، رضي الله عنه، عن رسول الله صلي الله عليه و سلم، في ذکر أشراط الساعة، قال: «و طلوع [36] الشمس من مغربها، يکون طول الليلة ثلاث ليال، لا يعرفها الا الموحدون أهل القرآن، يقوم أحدهم فيقرأ حزبه، [37] فيقول: قد عجلت الليلة. فيرجع فيرقد رقدة، ثم يهب من نومه فيسير بعضهم الي بعض، فيقول: هل أنکرتم ما أنکرنا؟ فيقول بعضهم لبعض: غدا تطلع الشمس من مغربها. فاذا طلعت من مغربها، فعند ذلک لاينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في ايمانها خيرا».
أخرجه:الامام أبوعمرو الداني، في «سننه». [38] .
و عن صفوان بن عسال، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «ان من قبل مغرب الشمس [39] باب مفتوح،
[ صفحه 325]
عرضه سبعون سنة، فلا يزال ذلک الباب مفتوحا للتوبة، [40] حتي تطلع الشمس من نحوه، [41] فاذا طلعت من نحوه لم ينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في ايمانها خيرا».
أخرجه الامام أبوعبدالله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، في «سننه». [42] .
و عن عبدالله بن عمرو، قابل: ان الشمس تطلع من حيث يطلع الفجر، فاذا أرادت أن تطلع [43] تقاعست حتي تضرب بالعمد، و تقول: يا رب، اذا طلعت عبدت من دونک. فتطلع علي ولد آدم فتجري حتي تأتي المغرب فتسلم، فيرد عليها، و تسجد فينظر اليها، ثم تستأذن فيؤذن لها، فتجري: الي المشرق، و القمر کذلک، [167 و] حتي يأتي عليها يوم تغرب فيه، [44] فتسلم فلا يرد عليها، و تسجد فلا ينظر اليها، و تستأذن فلا يؤذن لها، فتجلس [45] حتي يجي ء القمر، فيسلم فلا يرد عليه، و يسجد فلا ينظر اليه، ثم يستأذن فلا يؤذن له، ثم يقال لهما: ارجعا من حيث جئتما. فيطلعان من المغرب کالبعيرين المقترنين، فذلک قوله عزوجل: (يوم يأتي بعض آيات ربک) الآية.
أخرجه الامام أبوعمرو الداني، في «سنة». [46] .
[ صفحه 326]
و عن أمير المومنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، في ذکر أشراط الساعة، قال: ألا و تکون الناس بعد طلوع الشمس من مغربها کيومهم هذا، يطلبون [47] النسل والولد، يلقي الرجل الرجل فيقول: من ولدت. فيقول: [48] من طلوع الشمس من المغرب. و ترفع التوبة، فلا تنفع نفسا ايمانها، لم تکن أمنت من قبل، أو کسبت [167 ظ] في ايمانها خيرا:. هو التوبة. [49] .
[ صفحه 327]
پاورقي
[1] سورة الأنعام 158.
[2] ليس في صحيح مسلم.
[3] صحيح البخاري: «أجمعون»، و في صحيح مسلم: «کلهم أجمعون».
[4] صحيح مسلم: «فيومئذ».
[5] أخرجه البخاري في باب هلم شهداءکم، من کتاب التفسير (سورة الأنعام). صحيح البخاري 73:6.
و أخرجه مسلم في باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الايمان، من کتاب الايمان. صحيح مسلم 137:1.
[6] سقط من الأصل.
و الحديث في باب استجاب الاستغفار و الاستکثار منه، من کتاب الذکر و الدعاء و التوبة و الاستغفار. صحيح مسلم 2076:4.
[7] من صحيحي البخاري و مسلم، و في س، ق: «أتدري».
[8] سقط من: ق.
[9] في س: «فکأنما، و في البخاري و مسلم: «و کأنها».
[10] في البخاري و مسلم: «ارجعي».
[11] ليس في صحيح البخاري.
[12] في النسخ: «و ذلک مستقرها»، و في صحيح البخاري: «ذلک مستقرلها»، و المثبت في صحيح مسلم. و هو يعني الآية الثامنة و الثلاثين من سورة يس. و کذا جاء في البخاري و مسلم أن هذه القراءة قراءة عبدالله بن مسعود. و ذکر ابن جني أن قراءة عبدالله: (و الشمس تجري لا مستقرلها). افحتسب 212:2. و کذلک ذکر أبوحيان، في البحر المحيط 336:7.
[13] أخرجه البخاري، في باب و کان عرشه علي الماء و هو رب العرش العظيم، من کتاب التوحيد. صحيح البخاري 153:9.
و أخرجه مسلم، في باب بيان الزمن الذي لايقبل فيه الايمان، من کتاب الايمان. صحيح مسلم 139:1.
[14] لم يرد في المستدرک.
[15] في المستدرک: «النفر».
[16] في المستدرک: «نشأ».
[17] سقط من: ب.
و من بعد قوله: «في الرجوع» السابق، جاءت الرواية في المستدرک: «فلم يرد عليها شي ء. قال: ثم تعود فتستأذن في الرجوع، فلم يرد عليها شي ء. قال: يا رب ما أبعد المشرق، من لي بالناس! حتي اذا کان الليل أتت فاستأذنت، فقال لها: اطلعي من مکانت...».
[18] سقط «و کان» من: ب.
[19] في کتاب الملاحم و الفتن. المستدرک 548،547:4، و ذکر الذهبي في تلخيص المستدرک أن الحديث في مسلم، و تقدم الحديث في أول الفصل السادس من هذا الباب، و تقدم الکلام عليه.
[20] مکان هذا في ب، ق: «أخرجه الامام مسلم في صحيحه». وانظر ما يأتي.
[21] سقط من: ق.
[22] في ب: «و الدابة».
[23] في باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الايمان، من کتاب الايمان 138:1.
[24] في س: «لا».
[25] في ب، س: «وباديس».
[26] سقط من: ب، ق.
[27] سقط من: ب، ق.
[28] في ب، س: «الغرب».
[29] سقط من: ب، ق.
[30] سقط من: ب.
[31] سورة يس 38.
[32] سنن الداني. لوحة 147.
[33] في الأصل زيادة: «من».
[34] في الأصل، س زيادة: «عند».
[35] في باب طلوع الشمس من مغربها، من کتاب الفتن. سنن ابن ماجه 1353:2.
[36] سقط الواو من: الأصل.
[37] في السنن الداني: «جزءه».
[38] سنن الداني. لوحة 113،112.
[39] في ب، ق: «المغرب».
[40] سقط من: ب.
[41] سقط من: ب.
[42] في باب طلوع الشمس من مغربها، من کتاب الفتن، سنن ابن ماجه 1353:2.
[43] سقط من: ب.
[44] في ب زيادة: «تأتي فيه».
[45] في سنن الداني: «فتجس».
[46] سنن الداني. لوحة 147.
[47] في ب: «لايطلبون».
[48] سقط من: ب، ق.
[49] في الأصل: «توبة».