في خروج الدابة من الأرض مؤذنة بقرب يوم العرض
قال الله تعالي: (و اذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تکلمهم أن الناس کانوا بآياتنا لا يوقنون). [1] .
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلي الله عليه و سلم، قال: «أول الآيات [2] طلوع الشمس من مغربها، و خروج الدابة علي الناس ضحي، و أيتهما ما کانت قبل صاحبتها، فالأخري علي أثرها، قريبا منها».
أخرجه البخاري و مسلم، في «صحيحيهما». [3] .
و عن أبي سريحة الأنصاري، عن النبي صلي الله عليه و سلم، قال: «يکون للدابة ثلاث خرجات من الدهر، تخرج أول خرجة بأقصي اليمن، فيفشو ذکرها بالبادية، و لا يدخل ذکرها القرية -
[ صفحه 314]
[161 و] يعني مکة- [4] - ثم بينما الناس يوما في أعظم المساجد حرمة، و أحبها: الي الله، و أکرمها علي الله تعالي- [5] - يعني [6] المسجد الحرام - لم يرعهم الا و هي في ناحية المسجد، تدنو و تربو [7] بين الرکن الأسود و بين باب بني مخزوم، عن يمين الخارج في وسط من ذلک، فيرفض الناس عنها. [8] شتي و معا، و يثبت لها عصابة من المسلمين، عرفوا أنهم لن يعجزوا الله، فخرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب، فبدت بهم، فجلت عن وجوههم، حتي ترکتها کأنها الکواکب الدرية، ثم ولت في الأرض لا يدرکها طالب، و لا يعجزها هارب، حتي ان الرجل ليتعوذ منها بالصلاة، فتأتيه من خلفه، فتقول: أي فلان، آلآن تصلي!؟ فيلتفت اليها، فتسمه في وجهه.
ثم تذهب، فيتجاور، [9] الناس في ديارهم، و يصطحبون في أسفارهم، و يشترکون في الأموال، يعرف المؤمن الکافر، حتي ان الکافر يقول: يا مؤمن اقضني حقي. [10] و يقول المؤمن: يا کافر [161 ظ] اقضني حقي»:. [11] .
[ صفحه 315]
أخرجه الحافظ أبوعبدالله الحاکم، في «مستدرکه»، [12] و قال: هذا حديث صحيح الاسناد، [13] و هو أبين حديث ذکر في دابة الأرض، و لم يخرجاه.
و أخرجه الامام أبوبکر البيهقي، بمعناه.
و عن أنس بن مالک، رضي الله عنه، قال في دابة الأرض: ان فيها من کل [أمة سيماء، و ان سيماءها، من هذه] [14] الأمة أنها تتکلم بلسان عربي مبين.
أخرجه الامام أبوعمرو المقري، في «سننه». [15] .
و عن أبي الطفيل، أنه سئل من أين تخرج الدابة؟
قال: من الصفا، أو من المروة.
أخرجه الحافظ أبوبکر البيهقي، في «البعث و النشور».
و عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه کان يقول: هي دابة ذات زغب وريش، لها أربع قوائم، تخرج من مکة. [16] .
أخرجه الامام أبوعمرو الداني، في «سننه». [17] .
و عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم:: «بئس الشعب جياد». [18] مرتين أو ثلاثا. [162 و]
قالوا: و لم ذاک يا رسول الله؟
قال: «تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات، فيسمعها من بين الخافقين».
[ صفحه 316]
أخرجه الحافظ أبوبکر البيهقي، في «البعث و النشور». [19] .
و عن حذيفة، رضي الله عنه، عن رسول الله صلي الله عليه و سلم، في خروج الدابة، قال: فقلت يا رسول الله، و ما الدابة؟
قال: «ذات وبر وريش، عظمها ستون ميلا، ليس يدرکها طالب، و لا يفوتها هارب، تسم الناس مومنا و کافرا، فأما المومن [20] فتترک في [21] وجهه کالکوکب الدري، و تکتب بين عينيه: مؤمن. و أما الکافر فتنکت بين عينيه نکتة سوداء، و تکتب بين عينيه: کافر».
أخرجه الامام أبوعمرو الداني، في «سننه». [22] .
و عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «تخرج دابة الأرض من جياد، فيبلغ صدرها الرکن و لم يخرج ذنبها بعد».
[162 ظ] قال:: «و هي دابة ذات وبر و قوائم».
أخرجه الحافظ أبوبکر البيهقي.
و عن أبي هريرة، عن النبي صلي الله عليه وسلم، قال: «تخرج الدابة و معها عصي موسي، و خاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن، و تخطم [23] أنف [24] الکافر بالخاتم، [25] حتي ان أهل الخوان يجتمعون، فيقولون لهذا: يا مومن. و لهذا: [26] يا کافر».
[ صفحه 317]
أخرجه الامام أبوعبدالله الحاکم، في «مستدرکه». [27] .
و أخرجه الحافظ أبوبکر البيهقي، بمعناه.
و عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه، [28] ذهب بي رسول الله صلي الله عليه و سلم الي موضع بالبادية، قريب من مکة، فاذا أرض يابسة، حولها رمل، فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «تخرج الدابة من هذا الموضع»، فاذا [29] فتر في شبر.
قال ابن بريدة: فحججت بعد ذلک بسنين، فأرانا عصا له، فاذا هو بعصاي هذه، کذا: و کذا. [30] .
[163 و] أخرجه الحافظ أبوعبدالله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، في «سننه». [31] .
و عن أمير المومنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، في ذکر الدابة، قال: ألا و ينشر [32] الصفا، و تخرج منه الدابة أول رأسها، ذات وبر [33] و ريش، فيها من [34] کل الألوان، معها [35] عصا موسي عليه
[ صفحه 318]
السلام، و خاتم سليمان عليه السلام، تسم المؤمن مؤمنا، و تسم الکافر کافرا، تنکت وجه المؤمن [36] بالعصا فتترکه أبيض، و تنکت وجه الکافر بالخاتم، فتترکه أسود، فلا يبقي أحد في سوق و لا برية؛ الا وسمت وجهه.
و ذکر باقي الحديث.
[ صفحه 319]
پاورقي
[1] سورة النمل 82.
[2] في صحيح مسلم: «ان أول الايات خروجا».
[3] لم يخرجه البخاري، و انما أخرجه مسلم، عن عبدالله بن عمرو، في باب خروج الدجال و مکثه في الأرض، من کتاب الفتن و أشراط الساعة. صحيح مسلم 2260:4.
و أخرجه السيوطي، في جمع الجوامع 233:1، عن ابن أبي شيبة، و الامام أحمد، و مسلم، و أبي داود، و ابن ماجه، عن عبدالله بن عمرو.
و هو في: مسند الامام أحمد 201،164:2، و سنن أبي داود 429:2 باب أمارات الساعة، من کتاب الملاحم؛ و سنن ابن ماجه 1353:2 باب طلوع الشمس من مغربها، من کتاب الفتن.
[4] بعد هذا في المستدرک زيادة: «ثم يمکث زمانا طويلا بعد ذلک، ثم تخرج خرجة أخري قريبا من مکة، فينشر ذکرها في أهل البادية، و ينشر ذکرها بمکة، ثم تکمن زمانا طويلا».
[5] من: ق، و المستدرک.
[6] ليس في المستدرک.
[7] في الأصل: «و ترنو».
[8] سقط من: ب.
[9] في ب، س: «فتجاوز» و في المستدرک: «فيجاور».
[10] في الأصل: «حاجتي».
[11] سقط من: ب.
[12] في کتاب الملاحم و الفتن. المستدرک 484:4.
[13] قال الذهبي في سند هذا الحديث: «طلحة [بن عمرو الحضرمي] ضعفوه، و ترکه أحمد» تلخيص المستدرک 484:4.
[14] تکملة من سنن الداني.
[15] سنن الداني. لوحة 145.
[16] في سنن الداني: «تخرج من بعض أودية تهامة».
[17] سنن الداني. لوحة 145.
[18] في ب زيادة: «جياد شعب بمکة». و هو موضع بمکة يلي الصفا. معجم البلدان 138:1.
[19] من: ب، ق.
[20] سقط من: ب.
[21] سقط من: ب، ق.
[22] سنن الداني. لوحة 112.
[23] في ق: «و تختم».
[24] في ب، ق: «وجه».
[25] سقط من: ب.
[26] في النسخ عدا ق: «فيقول هذا يا مؤمن و هذا»، و المثبت في المستدرک. و في ق: «فيقولون هذا».
[27] في کتاب الملاحم و الفتن. المستدرک 486،485:4.
و الحديث أيضا في مسند الامام أحمد 491،295:2.
[28] سقط من: ق.
[29] سقط من: الأصل.
[30] في سنن ابن ماجه: «هکذا و هکذا».
[31] في باب دابة الارض، من کتاب الفتن. سنن ابن ماجه 1352:2.
[32] في ب: «ويبس».
[33] سقط من: ق.
[34] سقط من: الأصل.
[35] في الأصل: «فيها».
[36] سقط من: ب. و في الأصل خطأ: «وجه الأرض».