بازگشت

في من ذهب الي أن الدجال غير ابن صياد و ان کان من وصفه غير ع


عن عامر بن شراحيل السشعبي، شعب همدان، أنه سأل فاطمة بنت قيس، أخت الضحاک بن قيس، و کانت من المهاجرات الأول، فقال: حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلي الله عليه و سلم، لا تسنديه الي أحد غيره.

فقالت: لئن شئت لأفعلن.

فقال لها: أجل، حدثيني.

فقالت: نکحت ابن المغيرة، و هو من خيار شباب قريش يومئذ، فأصيب في أول الجهاد [1] مع رسول الله صلي الله عليه و سلم فلما تأيمت [2] خطبني عبدالرحمن بن عوف، في نفر من أصحاب محمد صلي الله عليه و سلم، [و خطبني رسول الله صلي الله عليه و سلم] [3] علي مولاه أسامة بن زيد، و کنت قد حدثت أن رسول الله صلي الله عليه و سلم، قال: «من أحبني فليحب أسامة»، فلما: کلمني رسول [151 ظ] الله صلي الله عليه و سلم قلت: أمري بيدک، فأنکحني من شئت.

فقال: «انتقلي الي أم شريک».



[ صفحه 294]



و أم شريک [4] امرأة غنية من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضيفان.

قلت: سأفعل.

قال: «لا تفعلي، ان أم شريک امرأة کثيرة الضيفان، فاني أکره أن يسقط عنک خمارک، و ينکشف [5] الثوب عن ساقيک، فيري القوم منک [6] بعض ما تکرهين، ولکن انتقلي الي ابن عمک عبدالله بن عمر و ابن أم مکتوم».

و هو رجل من بني فره قريش، و هو من البطن الذي هي منه.

فانتقلت اليه، فلما انقضت عدتي، سمعت نداء المنادي، [7] منادي رسول الله صلي الله عليه و سلم: [8] الصلاة جامعة. فخرجت الي المسجد فصليت مع رسول الله صلي الله عليه و سلم، فکنت في النساء التي تلي [152 و] ظهور القوم، فلما قضي رسول الله صلي الله عليه و سلم: صلاته جلس علي المنبر، و هو يضحک، فقال. «ليلزم کل انسان مصلاه»، ثم قال: «أتدرون لما [9] جمعتکم؟».

قالوا: الله و رسوله أعلم.

قال: «اني والله ما جمعتکم لرغبة، و لا لرهبة، ولکن جمعتکم لأن تميما الداري کان رجلا نصرانيا، فجاء فبايع،



[ صفحه 295]



و أسلم، فحدثني حديثا وافق الذي کنت أحدثکم عن المسيح [10] الدجال، حدثني أنه رکب في سفينة بحرية، مع ثلاثين رجلا من لخم و جذام، فلعب بهم الموج شهرا، ثم أرفأوا [11] الي جزيرة في البحر، حتي مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب [12] السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب [13] کثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره. [14] .

فقالوا: ويلک ما أنت؟

قالت: أنا الجساسة [15] .

قالوا: و ما الجساسة؟

قالت: أيها القوم، انطلقوا الي هذا الرجل في الدير، فانه الي خبرکم بالأشواق.

قال: لما سمت لنا رجلا، فرقنا منها [16] : أن تکون شيطانة. [152 ظ]

قال: فانطلقنا سراعا، حتي دخلنا الدير، فاذا فيه أعظم انسان رأيناه قط [17] خلقا، و أشده وثاقا، مجموعة يداه الي عنقه ما بين رکبتيه الي کعبيه بالحديد.



[ صفحه 296]



قلنا: ويلک، ما أنت؟

قال: قد قدرتم علي خبري، فأخبروني ما أنتم؟

قالو: نحن أناس من العرب، رکبنا في سفينه بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم، [18] فلعب بنا الموج شهرا، ثم أرفأنا الي جزيرتک هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا [19] دابة أهلب کثير الشعر، لاندري ما قبله من دبره من کثرة الشعر، [20] فقلنا: ويلک ما أنت. قالت: أنا الجساسة. قلنا: و ما الجساسة؟ قالت: اعمدوا [21] الي هذا الرجل في الدير، فانه الي خبرکم [22] بالأشواق. فأقبلنا اليک سراعا، و فزعنا منها، و لم نأمن أن تکون شيطانة.

[153 و] فقال: أخبروني: عن نخل بيسان. [23] .

قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟

قال: أسألکم عن نخلها، هل يثمر؟

قلنا له: نعم.

قال: انها [24] توشک أن لاتثمر.



[ صفحه 297]



قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية. [25] .

قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟

قال: هل [26] فيها ماء؟

قالوا: هي کثيرة الماء.

قال: أما ان ماءها يوشک أن يذهب.

قال: أخبروني عن عين زعر. [27] .

قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟

قال: هل في العين ماء؟ و هل يزرع أهلها بماء العين؟

قلنا له: نعم، کثيرة الماء، و أهلها يزرعون [28] من مائها.

قال: أخبروني عن نبي الأميين، ما فعل؟

قالوا: قد خرج من مکة، و نزل يثرب.

قال: أقاتله العرب؟

قلنا: نعم.

قال: کيف صنع بهم؟



[ صفحه 298]



فأخبرناه أنه قد ظهر علي من يليه من العرب، و أطاعوه.

قال لهم: قد کان ذلک؟

قلنا: نعم.

قال: أما ان ذلک خير لهم أن يطيعوه، و اني مخبرکم [153 ظ]: عني، أنا [29] المسيح، [30] ، و اني أوشک أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية الا هبطتها في أربعين [31] ليلة، غير مکة و طيبة، هما [32] محرمتان علي کلتاهما، کلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا [33] منهما، استقبلني ملک بيده السيف طتا [34] يصدني عنها، و ان علي کل نقب منها ملائکة يحرسونها».

قالت: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم، و طعن بمخصرته في المنبر: «هذه طيبة، هذه طيبة» يعني المدينة «ألا هل کنت خدثتکم ذلک؟».

فقال الناس: نعم.

قال: [35] «فانه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي کنت أحدثکم عنه، و عن المدينة و مکة، ألا انه في بحر الشام، أو بحر اليمن، لابل من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق [36] .



[ صفحه 299]



ما هو». و أومأ بيده الي المشرق. [37] .

قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلي الله عليه و سلم.

أخرجه الامام: مسلم. في «صحيحه». [38] .

[154 و] قال الشيخ الامام الحافظ أبوبکر أحمد بن الحسين [39] البيهقي، رحمه الله، بعد ذکره لأحاديث ابن صياد: و من ذهب الي أن الدجال غيره، يعني ابن صياد، احتج بحديث تميم الداري، و اسناده أصح، مع جواز موافقة صفته صفة الدجال، و الدجال غيره، کما جاء في الخبر، [40] أنه أشبه الناس [41] بعبد العزي بن قطن، و ليس به، و أمر [42] ابن صياد، علي ما حکي عنه، کانت فتنة ابتلي الله بها عباده، کما کان أمر العجل في زمن موسي، عليه السلام، فتنة ابتلاهم الله بها، الا أن الله عزوجل عصم منها أمة محمد، عليه الصلاة و السلام، و وقاهم شرها، و ليس في حديث جابر أکثر من سکوت النبي، صلي الله عليه و سلم، علي [43] قول عمر بن الخطاب،



[ صفحه 300]



رضي الله عنه، و يحتمل أنه، عليه السلام، کان کالمتوقف في [154 ظ] بابه، [44] حتي جاء التثبيت من الله: عزوجل، أنه غيره، فقال في حديث تميم الداري ما قال، [45] و الله أعلم.



[ صفحه 301]




پاورقي

[1] في حاشية صحيح مسلم: «قال العلماء: ليس معناه أنه قتل في الجهاد مع التي صلي الله عليه و سلم، و تأيمت بذلک، و انما تأيمت بطلاقه البائن».

[2] الأيم: التي لا زوج لهما.

[3] من صحيح مسلم.

[4] سقط من: ق.

[5] في صحيح مسلم: «أو ينکشف».

[6] سقط من: ب.

[7] سقط من: الأصل، س.

[8] في صحيح مسلم زيادة: «ينادي».

[9] في صحيح مسلم: «لم».

[10] في صحيح مسلم: «مسيح».

[11] أرفأت السفينة: اذا أدنتيها الي الجدة، و الجدة: وجه الأرض، أي الشط.

[12] أقرب: جمع فارب، علي غير قياس، و القياس قوارب، و هي سفينة صغيرة تکون مع الکبيرة کالجنيبة، يتصرف فيها رکاب السفينة لقضاء حوائجهم، و قيل: أقرب السفينة أدانيها، أي ما قرب الي الأرض منها.

[13] أهلب: غليظ الشعر، کثيره.

[14] سقط من: الأصل، س.

[15] سميت بذلک لتجسسها الأخبار الدجال.

[16] أي: خفنامنها.

[17] سقط من: ب، ق.

[18] اغتلم: هاج و جاوز حده المعتاد.

[19] في ب: «فرأينا».

[20] سقط من: الأصل.

[21] في الأصل: «اغدوا».

[22] سقط من: ب.

[23] بيسان: مدينة بالأردن، بالغور الشمالي، بين حوران و فلسطين، و توصف بکثرة النخل.

معجم البلدان 788:1.

[24] في ب، ق: «أماأنها»، و في صحيح مسلم: «أما انه يوشک».

[25] في ب، س: «طبرية».

و بحيرة طبرية: کالبرکة تحيط بها الجبال، و يصب فيها فضلات انهر کثيرة تجي ء من جهة بانياس و الساحل و الأردن الأکبر، و ينفصل منها نهر عظيم، فيسق أرض الأردن الأصغر، و هو بلاد الغور، و يصب في البحيرة المنتنة قرب أريحا.

معجم البلدان 515:1.

[26] سقط من: ق.

[27] زغر: قرية بمشارف الشام.

قال ياقوت - بعد أن وصل الي هذا الموضع من حديث الجساسة -: و حدثني الثقة أن زغر هذه في طرف البحيرة المنقنة في واد هناک، بينها و بين البيت المقدس ثلاثة أيام، و هي من ناحية الحجاز. معجم البلدان 934،933:2.

[28] في الأصل: «و يزرع أهلها».

[29] في صحيح مسلم: «اني أنا».

[30] في ب زيادة: «الدجال».

[31] في الأصل، ب، س: «الأربعين».

[32] في ب: «فانهما»، و في صحيح مسلم: «فهما».

[33] سقط من: ب.

[34] أي: مسلولا.

[35] من: ق. و ليس في صحيح مسلم.

[36] في صحيح مسلم زيادة: «ما هو من قبل المشرق».

[37] سقط من: الأصل.

[38] في باب قصة الجساسة، من کتاب الفتن و أشراط الساعة.

[39] من: ب، ق.

[40] انظر الحديث في مسند الامام أحمد 127،83،22:2.

و انظر أيضا: باب ذکر الدجال و صفته و ما معه، من کتاب الفتن و أشراط الساعة. صحيح مسلم 2252:4.

[41] سقط من: ق.

[42] في ق: «أو أمر».

[43] في ب: «عن».

[44] في ب، ق: «شأنه».

[45] في ب بعد هذا زيادة: «و قال بعض المحققين: ان الدجال هو السامري، صاحب عجل موسي، عليه السلام، و من ولده. ذکره ابن برجان في شرح مسلم».

و ابن برجان هو أبوالحکم عبدالسلام بن عبدالرحمن بن محمد الخمي الاشبيلي.

من أهل المعرفة بالقراءات و الحديث، و التحقق بعلم الکلام و التصوف، مع الزهد و العبادة.

توفي سنة ست و ثلاثين و خمسمائة.

العبر 100:4، ذيول تذکرة الحفاظ (خط الألحاظ) 73، طبقات المفسرين، السيوطي 68، مفتاح السعادة 111:2، طبقات المفسرين، الداودي 300:1.