في فاتحة الفتن  و هي خراب يثرب علي ساکنها أفضل الصلاة و السل
عن معاذ بن جبل، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «عمران بيت المقدس خراب يثرب، و خراب يثرب خروج الملحمة، و خروج الملحمة فتح القسطنطينية، و فتح القسطنطينية خروج الدجال».  [1]  .
 ثم ضرب يده علي فخذه الذي حذاه  [2]   أو منکبه، ثم قال: «ان هذا لحق، کما أنک هاهنا، أو کما أنک قاعد» يعني معاذا.
 أخرجه الحافظ أبوعبدالله الحاکم، في «مستدرکه».  [3]  .
 و أخرجه الامام أبوداود السجستاني، في «سننه»،  [4]   من حديث معاذ هکذا مسندا، و انتهي حديثه عند قوله: «و فتح القسطنطينية خروج الدجال».  [5]  .
 
  [ صفحه 254]  
 
 و أخرجه الحاکم أبوعبدالله النيشابوري، في «مستدرکه»  [6]  .
 من وجه آخر موقوفا علي معاذ، و قال بعد ذکر خروج الدجال: ثم [132 و] ضرب معاذ علي منکب عمر بن الخطاب، فقال:: و الله ان ذلک لحق کما أنک جالس.
 ثم قال الحاکم: هذا الحديث و ان کان موقوفا فان اسناده صحيح علي شرط الرجال، و هو اللائق بالمسند الذي تقدمه.
 و عن عوف بن مالک الأشجعي، أن رسول الله صلي الله عليه و سلم خرج عليهم، و أقناء  [7]   معلقة، وقنو منها حشف، و معه عصا، فطعن بالعصا في القنو، قال: «لوشاء رب هذه الصدقة، فتصدق.  [8]   بأطيب منها، ان صاحب هذه الصدقة  [9]   يأکل الحشف يوم القيامة».
 ثم أقبل علينا، فقال: «أما والله يا أهل المدينة لتدعنها مذللة أربعين عاما للعوافي».  [10]  .
 قلنا: الله و رسوله أعلم.
 ثم قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «.تدرون ما العوافي؟»
 قالوا: لا.
 قال: «الطير و السباع».
 
  [ صفحه 255]  
 
 أخرجه الامام الحافظ أبو: عبدالله الحاکم، في «مستدرکه»،  [11]  .426،425:4 ظ] و قال: هذا حديث صحيح الاسناد، و لم يخرجاه.
 و عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبي صلي الله عليه و سلم، قال: «لتترکن المدينة علي  [12]   خير ما کانت للعوافي، تأکلها الطير و السباع».  [13]  .
 أخرجه الحافظ أبوعبدالله الحاکم، في «مستدرکه».  [14]  .
 و قال: هذا حديث صحيح الاسناد علي شرط مسلم، و لم يخرجه، و قد صح عن حذيفة بن اليمان، صاحب رسول الله صلي الله عليه و سلم، أنه کان يقول: کان الناس يسألون رسول الله صلي الهل عليه و سلم عن الخير، و کنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه، و قد يخفي علي  [15]   الأعلم بجنس  [16]   من العلم الباحث عنه علة بعض ذلک الجنس،  [17]   و قد خفي عن  [18]   حذيفة، رضي الله عنه، السبب  [19]   الذي يخرج أهل المدينة من المدينة، و علمه غيره.
 
  [ صفحه 256]  
 
 [133 و] و قد  [20]   اتفق البخاري و مسلم،  [21]   رضي الله عنهما، علي حديث شعبة عن عدي بن ثابت، عن عبدالله بن يزيد، عن حذيفة، أنه قال: أخبرني رسول الله صلي الله عليه و سلم، بما هو کائن الي يوم القيامة،  [22]   فما منه شي ء الا و قد سألته عنه، الا أني لم أساله ما يخرج أهل المدينة من المدينة.
 و قد روي الحاکم أبوعبدالله الحافظ، في «مستدرکه علي الصحيح» عن محجن  [23]   بن الأدرع، قال: بعثني رسول الله صلي الله عليه و سلم، لحاجة، ثم عارضني في بعض طرق المدينة، ثم صعد علي أحد و صعدت معه، فأقبل بوجهه نحو المدينة، فقال لها قولا، ثم قال: «ويل امک» أو «ويح أمها قرية يدعها أهلها أينع ما تکون، تأکلها  [24]   عافية الطير و السباع، تأکل ثمرها، و لا يدخلها الدجال ان شاء الله تعالي، کلما أراد دخولها يلقاه  [25]   بکل نقب من نقابها ملک مصلت  [26]   يمنعه عنها».
 [133 ظ] أخرجه الحاکم أبوعبدالله، في «مستدرکه»،  [27]   و قال: هذا حديث صحيح الاسناد، و لم يخرجاه.
 
  [ صفحه 257]  
 
پاورقي
 [1]  رواية الأصل الحديث: «عمران بيت المقدس خراب يثرب، و خروج الملحمة و فتح القسطنطينية خروج الدجال» و المثبت في: ب، ق، و هي رواية أبي داود في سننه، و رواية الحاکم في المستدرک: «و خراب يثرب حضور الملحمة، و حضور الملحمة...». 
  [2]  في سنن أبي داود: «حدثه». 
  [3]  أي موقوفا، کما سيأتي بعد قليل. 
  [4]  في باب في امارات الملاحم، من کتاب الملاحم 425:2. 
  [5]  الحديث بتمامه کما أورده المصنف في صدر الکلام في سنن أبي داود. 
  [6]  في کتاب الملاحم و الفتن، المستدرک 421،420:4، و لم يورده الحاکم مرتين کما يوهم کلام المصنف، و انما أورده علي الوجه الذي يذکره في هذا الموضع. 
  [7]  القنو: عذق النخل. 
  [8]  في المستدرک، «تصدق». 
  [9]  سقط من: ب. 
  [10]  في ق: «لعافي». 
  [11]  في کتاب الملاحم و الفتن. المستدرک 132] 
  [12]  سقط من: ب. 
  [13]  سقط من، ب. 
  [14]  في کتاب الملاحم و الفتن. المستدرک 426:4. 
  [15]  في ب: «عن». 
  [16]  في المستدرک: «مجلس». 
  [17]  في المستدرک: «لبعض علة ذلک الجنس». 
  [18]  في المستدرک: «عن». 
  [19]  ليس في المستدرک. 
  [20]  هذا أيضا من کلام الحاکم في المستدرک. 
  [21]  الحديث أخرجه مسلم، في باب اخبار النبي صلي الله عليه و سلم، فيها يکون الي قيام الساعة، من کتاب الفتن و أشراط الساعة. صحيح مسلم 2217:4.
 و لم أجد الحديث في صحيح البخاري، کما لم أجده في اللؤلؤ و المرجان فيما اتفق عليه الشيخان. 
  [22]  في صحيح مسلم: «أن تقوم الساعة». 
  [23]  سقط من: ق. 
  [24]  في المستدرک: «يکون يأکلها». 
  [25]  في المستدرک: «تلقاه». 
  [26]  بعده في الأصل زيادة: «کذا».
 و المصلت: الماضي في الأمور. و لعله مصلت سيفه، أي مجرده. و سيأتي في حديث أبي أمامة الباهلي عند ابن ماجه. 
  [27]  في کتاب الملاحم و الفتن. المستدرک 427:4.